كثيرًا ما تتردد شكاوى المدراء بشأن المعدلات المرتفعة لترك الأكفاء من الموظفين لأماكن عملهم وانتقالهم إلى أماكن أخرى، ويشرعون في تعديد الأسباب التي دفعت مرؤوسيهم لجعلهم يتركون مكان العمل، دونما الالتفات إلى حقيقة الموقف، فالواقع أن السبب في الغالب هو المدراء، وليس أماكن العمل بشكل عام، ولهذا فإنهم دومًا ما يكفون عن الشكوى لعجزهم عن إدراك الحقيقة، والأخطاء التي يقعون فيها وتتسبب في رحيل أفضل الموظفين عن العمل معهم، وفيما يلي 9 أخطاء يقع فيها المدراء تدفع أكفأ الموظفين دفعًا إلى ترك العمل، حسبما رصدت مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية.
9. المغالاة في إرهاق الأكفاء بمهام عمل إضافية
كفاءة الموظف تدفع المدراء دومًا إلى حالة المهام الإضافية إليهم، ولكنهم أحيانًا ما يقعوا في فخ المغالاة في هذا الأمر، فلا يكفون عن إرهاق موظفيهم في العمل الشاق على نحو يشعر الموظفين الأكفاء بالسأم من العمل.
وخلص أحد الأبحاث الصادر عن جامعة ستافورد، أن الطاقة الإنتاجية للموظف تتضاءل تدريجيًا لو زاد عدد ساعات العمل الإسبوعية عن 50 ساعة، وتتضاءل بشكل ملحوظ لو زاد عدد ساعات العمل الإسبوعية عن 55 ساعة.
ورغم أن الأكفاء من الموظفين لن يجدوا غضاضة في بداية الأمر من تحمل أعباء العمل الإضافية، فإنه مع مرور الوقت، ومع غياب الحوافز المالية والترقيات لن يترددوا في ترك العمل والبحث عن مكان آخر يقدر جهودهم.
8. التقليل من شأن إسهامات الأكفاء وعدم الثناء على جهودهم
الكثير من المدراء يستخف بأهمية لفتات قد تبدو بالنسبة لهم بسيطة، ولكنها تعني للموظفين الأكفاء الكثير، ومن ذلك التربيت على الكتف لإبداء الثناء على إنجازاتهم، ولهذا يتعين على المدير الناجح أن يتواصل مع الموظفين الأكفاء ومحاولة التعرف على ما يشعرهم بالسعادة ويفعمهم بالحماسة والتحفيز في العمل.
7. الاهتمام بكم الإنتاج وإهمال الجوانب الإنسانية
اتضح من العديد من الأبحاث التي أجريت مؤخرًا أن أكثر من 50 % من الموظفين الذين يرحلون عن أماكن عمل حققوا فيها نجاحات، للانتقال لأماكن عمل أخرى، كان السبب الأساسي في اتخاذ ذلك القرار هو عدم اهتمام مدرائهم بالجوانب الإنسانية في علاقاتهم معهم، فلا يحتفون بنجاحهم ولا يبدون أي تعاطف معهم في المواقف العصيبة والأزمات.
ولهذا فإن كبرى مؤسسات العمل الناجحة، تحرص على اختيار المدراء الذين يمكنهم تحقيق التوازن المطلوب بين علاقات العمل والعلاقات الإنسانية، ويتحلون بالقدرة على تحديد الوقت الذي ينبغي فيه تغليب الجانب المهني أو الجانب الإنساني في التعامل مع الموظفين، ومن يخفق عن تحقيق هذا التوازن عادة ما يعاني معدلات عالية لانفكاكات الموظفين، الذين لا يجدوا ما يحفزهم للعمل أكثر من 8 ساعات مع مدير لا يهتم سوى بالكم الإنتاجي ولا يهتم بمنتجي هذا الكم.
6. تقديم الوعود ونكثها
تقديم الوعود للموظفين الأكفاء يضع المدير في المنطقة الحرجة التي تفصل بين إسعادهم بمكان العمل أو تنفيرهم منه، فهو حين يقدم الوعود يشعرهم بأنه يستحق الثقة والاحترام ولكنه حين ينكث تلك الوعود أو يتغافل عنها، يشعرهم بأنه لا يعيرهم ولا يعير وعوده احترامًا، ومن ثم فإن منهم من يرى أنه لا جدوى من البقاء.
5. الاستعانة بغير الإكفاء وترقيتهم على حساب الأكفاء
غالبًا ما يتسبب اختيار المدراء لأشخاص غير مناسبين للانضمام لفريق من الموظفين الأكفاء في التثبيط من عزائمهم، ولكن ما يشعر الأكفاء بالإهانة والرغبة في الرحيل أكثر من مجرد ضمم جدد غير أكفاء للفريق، هو ترقية هؤلاء فقط لأنهم نجحوا عبر المداهنة والأساليب غير المهنية في التسلق والوصول لمبتغاهم على حساب الأكفاء.
4. إهمال انفعالات الأكفاء وطبيعتهم المزاجية
الموظفون الموهبون عادة ما يتصفون بطبيعة عاطفية تُبِرز انفعالاتهم وحماستهم وحالتهم المزاجية تجاه كل شئ، ولو استغل المدير هذه الطبيعة الانفعالية للموهوبين من الموظفين وتمكن من توظيفها على النحو الأمثل، سيتمكن بلا شك من تحسين إنتاجيتهم وسيعزز من شعورهم بالرضاء عن العمل.
3. إخفاق المدراء عن تحسين مهارات الموظفين
بعض المدراء يتغافلون عن التواصل المستمر مع مرؤوسيهم، ويتذرعون بأشياء من قبيل «الثقة» و«الاستقلالية» و«التمكين» الذي يمنحوه للموظفين، ولكن هذه الذرائع لا أساس لها من الصحة، فالمدير لابد أن يتحلى بالقدرة على إدارة كل شؤون الموظفين وألا يتوقف عن سماع أرائهم، وأن يحرص دومًا على معرفة تغذيتهم المرجعية إزاء كل شئ، والبحث دومًا عن مهارات لديهم يمكن تعزيزها وتحسينها.
2. تحجيم الطاقات الإبداعية للموظفين
الموهوبون من الموظفين الأكفاء تراودهم دومًا الرغبة في تغيير كل ما تقع عليه أعينهم وتتلمسه أناملهم، وتحسين أوضاعه، غير أن بعض المدراء يستهويهم الثبات فقط لأنه لا يخلف المشكلات، وهو ما ينعكس بآثار سلبية على الموظفين وإنتاجيتهم نتيجة تحجيم طاقاتهم الإبداعية.
1. الإخفاق عن استثارة الموظفين ذهنيًا ووضعهم في تحدي مستمر مع أنفسهم
المدير الناجح هو من يتمتع بالقدرة على استثارة الموظفين ذهنيًا ودفعهم إلى تحقيق أهداف عصية وبعيدة المنال، ومساعدتهم على تحقيقها، فحين يجد الموظف أنه صار محصورًا داخل منطقة محددة ورتيبة من العمل اليومي، فإنه سرعان ما يتجه بأنظاره إلى وظيفة أخرى تستثيره وتشعره بروح التحدي.
غير أن العديد من المدراء يرغبون دومًا في رسم مساحة محددة وأطر ثابتة للعمل، خوفًا من أن يفضي مضي الموظفين وراء انفعالاتهم ورؤاهم الخاصة ومن ثم اتساع بؤرة تركيز الموظفين وتطلعهم لمساحات أخرى، إلى تدني طاقتهم الإنتاجية، وهو ما يحقق نتائج عكسية.