بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مجرم كل من يفرق بين مسلم سني ومسلم شيعي
لأنه يعمل على تمزيق الأمة وتقطيع أوصالها وهدم أواصرها وبث الفتنة والفساد بين صفوفها وإغراقها في دماء أبنائها واستنزاف طاقاتها وإنهاك قواها لتكون لقمة سائغة للأعداء والطامعين من اليهود والأمريكيين. هذا المجرم المتعمد ليس مسلما حتى لو صام وصلى وقام الليل وتنفل واعتمر وتشبث بأهداب الكعبة. هذا ضال أحمق، أو ثعلب ماكر يتغطى بالإسلام ليهدم أمة جمعها الإسلام على الخير والمحبة ومبادئ العدل وإقامة الميزان.
المجرم هذا ليس مسلما ليس لأنه يقترف خطيئة الإفساد فقط، وإنما لأنه يتعدى على عقيدة التوحيد بالله سبحانه الواحد الأحد، والتي تستمد الأمة منها توحدها ولحمتها وتضامنها وتكافلها. إلهنا إله واحد، وأمتنا أمة واحدة ولا يمزق أو يفرق بين أبنائها إلا من خاب وتخلى عن عقيدة التوحيد. المجرم هذا ليس مجرد فاسق وإنما خارج عن الملة لعين.
. في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى الإسلام، وهو إسلام واحد. لم نجد إسلامين في القرآن الكريم، ولم نجد أيضا تدخلا إلهيا في تنصيب خلفاء، أو تفويضا إلهيا لأحد بعينه لكي يكون قيّما على الإسلام. حتى أن الكهنوتية والرهبنة مرفوضتان في الإسلام، ولا يملك أحد سلطة التفويض الإلهي.
لا يجوز إطلاقا تكفير أحد من المسلمين إلا إذا مس العقيدة، أما الاختلاف في القضايا الفكرية والشرعية لا يبرر التكفير، ويقع المكفر بالكفر من منطلق أن من كفر مسلما فقد كفر. نجد اختلافات في العقيدة والتي تشمل الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر. (لا تشمل العقيدة ما يتردد على ألسنة بعض المسلمين مسألة الإيمان بالقضاء والقدر لأن القضاء يختلف عن القدر، والقدر يبقى مادة الحق والباطل التي تتطلب إعمال الفكر). ومن حيث أن اختلافات وخلافات عقدية غير موجودة فإن اللجوء إلى التكفير إنما عبارة عن عمى بصر وبصيرة.
. عدد كبير من أبناء المسلمين لا يريدون العيش في الحاضر ولا يتطلعون نحو المستقبل، ويبقى الماضي ماسخا لنفوسهم وقابضا على قلوبهم محاصرا لعقولهم فيجرون الأمة كلها إلى أحزان ناتجة عن سوء أفعالهم.
السيف مسلطا على رقابنا يقتّل بعضنا بعضا، نهلك في أنفسنا الحرث والزرع، ونقضي على آمال الأجيال، وننتهك حرمات الأبرياء والنساء والأطفال. هؤلاء لا يشقون فقط بغبائهم، وإنما يجرون الأمة جميعها إلى شقاء ومحن لا تزيدها إلا ضعفا وتمزيقا. ونحن جميعا نشاهد الآن المأساة في العراق حيث تبقر البطون وتقطع الرؤوس وتبتر الأطراف، ويساق الناس كالأنعام إلى مذابح الإجرام. هكذا يفعل التعصب المذهبي الذي لا علاقة له بالإسلام ولا بالرسول الكريم
الإسلام يرى في التاريخ مصدرا للعبر والتعلم، وليس للاستنساخ وإعادة إنتاجه. التاريخ لا يتكرر، إنما يعمل المؤمن الحق على الاستفادة من الدروس التاريخية ليتجنب الهفوات والأخطاء، وليكرس الإيجابيات التي تتوافق مع رسالة الإسلام. .
أغبياؤنا يفتحون الباب ويمهدون الطريق أمام الأعداء لإشعال الفتن وتأجيج نيران الاقتتال بين الطوائف. إسرائيل وأمريكا والأنظمة العربية تستغل غباء والانشغال بالاقتتال الداخلي وبث المزيد من الفوضى والكراهية والبغضاء في صفوف الشعب الواحد. عملاء إسرائيل وأمريكا يقومون الآن بارتكاب الجرائم المذهلة البشعة الحاقدة تمهيدا لحرب أهلية لا تقف داخليا وإنما تمتد لتكون حربا بين الشيعة والسنة.
أغلب الحكام العرب والعديد من رجال الدين المزيفين الذين لا يعرفون الله يحاولون الآن اللعب على حبل السنة والشيعة هؤلاء لم يكونوا يوما مع الله، ولم يكونوا يوما مسلمين بغير الوثائق الرسمية،
علينا أن نكون على وعي بأن إلهنا واحد وقرآننا واحد وإسلامنا واحد، وأن التاريخ لا يشكل سببا للتفرق. نحن جميعا مع المقاومة العربية والإسلامية التي تعمل على خلاص الأمة من النير الأمريكي والجبروت الصهيوني. نحن مع حزب الله الذي يقاتل دفاعا عن الأمة كلها، ودفاعا عن لبنان وفلسطين. فلا يلقين أحد أذنا لعميل أمريكي، أو جاسوس إسرائيلي، وكم من المختبئين وراء الدين لا يعرفون الله.