قصة قصيرة - نحن ...هي...من المذنب منا؟؟!
وقفت بعيدا باذلة كل جهدي حتى لا تراني...أحاول الوصول لسر هذه النظرات التي خصته وحده بها
أستطعت أخيرا أن أرى عينها الشفافتين لا تحاولان أخفاء ما بهما ولكن...كيف؟؟!!
كيف يمكن لأحد أن يملك ما تملكه هاتان العينان ، أنعكست الأشعة الفضية على أحدى عينيها لتظهر ما تشع به من سعادة تجعل الكون يشرق بألوان قوس قزح الزاهية مظهراً أبتسامته الشفافة مع كل اشراقة شمس لترسم سعادتها فى أنفسنا
حاولت الأشعة الفضية أن تخفى ما تظهره العين الأخرى من حزن عميق كعمق المحيط تشعرك وكأنك تهوى في أبار النسيان لا تجد أرضا لتحميك لا شمس تطمئنك بضحكتها الدافئة لتصبح شبح يجوب ظلمات نفسه
أتتها إجابته عندما ضربت أحدى أمواجه الصخرة التى تقف عليها بكسل ليتناثر أمامها قطرات لؤلؤئية
محت معها كل تعبير ظاهر على وجهها الطفولى
أرتدت على عقبها ليطاير شعرها الفضى أثر لحركتها ،خرجت للشارع حيث الزحام الشديد كدت أفقدها عندما بدأت بالركض بين السيارات والناس ،و كدت أموت لعدم أنتباهي لم حولي كل ما أريده هو ان أرى إلى أين تذهب؟ أين ينتهي المطاف؟
بقيت خلفها اسمع تكسر قلبها الصغير لفتات ليزيد من حزن عينها الحزينة ويطفء من بريق عينها السعيدة
الكل يتهمها ...الكل يلومها ...الكل يحملها أخطائه أصبحت ما تعلق عليه البشرية أفعالها المشينة
أخذت تركض والدموع تتطاير من عينيها طوال الليل و أنا اتبعها لأجد أننا ندور في دائرة مغلقة فكانت البداية نقطة نهاية رحلتها ، قررت أخير أن اكسر حاجز الخوف تقدمت منها بخطوات تمثل التردد
- مرحبا
نظرت إلي بوجه خاو لتطلق شفتها سراح كلماتها الجريحة
- أهلا
رد متشبع بالبرود و لكن دفعني لأخرج ما بنفسي
- لماذا تبكين ؟؟
ظهرت أبتسامة ساخرة على شفتيها وقد أنسدل شعارها ليكون ستاراً يفصل عينيها عن عيناي
- أنت تعرفين ما يفعله بني جنسك؟
أنطلق سؤالي دون السماح للحظة تفكير بما قالت
- لم أفهم ... ماذا تقصدين؟؟
قالت بهدوء غريب أقشعر له بدني مطالبا أياي بالرحيل و لكن .....
- أنتم البشر جعلتمونني وكل ما يشير إلي سبب لكل أخطائكم ... كبش المحرقة الذي تضحون به حتى لا تعترفوا بما تفعلون .. فأكون أنا سبب تعاستكم ولستم أنتم ...أكون أنا سبب حروبكم ولستم أنتم .... أكون أنا سبب كل شئ ولستم انتم ، أنا لم أطلب منكم أن تكونوا تعساء ... لم أطلب منكم أن تحاربوا بعضكم البعض من أجل قوة فانية أنا لم أطلب منكم شيئا
صمتت لثوان عاد صوتها هادئ حزين
- البحر يصرخ يطلب منكم النظر إلى الماضي لتتعلموا منه ومن أخطائه ، الأمطار تهطل كل عام في محاولة لغسل شروركم المنتشرة ليتفتح الخير مع زهور الربيع ولكنها تعبت من غسل شرور تزداد يوماً بعد يوم
أنتم تدمرون كل شئ و يجب علي أن أتحمل كل شئ
- ولكنك ترمين إلينا بصعابك
رفعت رأسها ليزول الستار وقالت بصوت باكٍ
- لو عرفتم قيمة الصعاب لم اتهمتموني بأني ظالمة لم أفعل ما يضركم يوماً ولكنكم جلبتم الضرر والشر لأنفسكم
أشرقت شمس يوم جديد لتندمج الحياة مع خيوطها الذهبية لتنسج أمل يوم جديد على أمل منها أن يدرك العالم الأعمى الحقيقة
و كل ما يبقى هو نحن ... هي ... والسؤال الذي يتردد دائما
من المذنب منا؟؟!!
-****************
بقلم blue ocean ·
منقـول ~