هل كنتُ رمادية لهذا الحد ؟
لأني لم أفكّر في أيّ شخص أكثر من عدة دقائق ، و لم أحتاج لعينين تسبغ على روحي الدفء ، أن تُلبس روحي المثقوبة روحًا أخرى لا تسرب البرد .. و الوحدة .
هل أنا جوفاء ؟
لأني لا أتجاوب مع الكلمات اللطيفة ، و لا يعنيني أن أكون محبوبة في هذا الفراغ الكبير ، أني لا أحاول أن أزرعُ ذاتي في الناس لأحبها .. أو أن أجد لي مكانًا في قلوبهم ، فأشعر بالأمان .
إنني أشعر بالحرية حين أمضي دون أن يلاحظني أحد ، و حين أصمت دون أن يدعوني أحدهم للكلام .
هل أنا أنانية ؟ حين لم أقدم لهذا العالم أيّ تضحيات ، حتى حلم بسيط بتغييره .. حين رأيت السواد جليًا و لم أهتم و لم أكن معنية به .
لقد أدركت أن لا قوة في هذه الدنيا ستغيرُ مسيرتي ، لا أريد أن أنجذب ، و أذوب ..و أحارب ، حتى لا أخاف في نهاية المطاف ، و أنزوي بقلق ، و أتعلّق بأشيائي ، و أراقبها خوفًا من أن يسرقها أحد ، و أتسائل هل أستحقها حقًا ؟
جلّ ما أريده أن أكون خفيفة بلا متاع .. أن أتجرد من كل ما يربطني بالعناصر الأخرى في هذه الحياة ، أن أمضي رحلتي كما يمضي المسافر رحلته بالتأمل .. من بعيد .
~~
راق لي