اخي العزيز
لقد اثار موضوعك ماكان مكموت في صدري منذ مده لهذا ساتكلم بصراحه ولقلمي الحريه بالتعبير في زمن
الديمقراطية
المستورده فقط با الاسم
سيدي الكريم
.
بعد احتلال العراق من قبل الامريكان وسقوط نظام البعث اختفت كل صور وجداريات وكل شيء يرمز الى صدام حسين بسرعة قياسية لتحل مكانها صور شخصيات دينية عراقية بكثافة .كان ذلك شيئاً طبيعياً حيث لم تكن هناك بعد سقوط صدام حسين شخصية سياسية سنية او شيعية يمكن رفع صورها , ثم ان رفع صور شخصيات دينية شيعية عديدة من دون تنسيق اثبت وجود تنافس وعدم انسجام بينها , فأدى ذلك الى اختفائها وهو حل كان في صالحهم وصالح المذهب .
بعد هذا الاستعراض لتاريخ تعليق صور الشخصيات السياسية والدينية في العراق يمكن القول من دون تردد انها كانت تجربة طويلة تنطوي على منافع ومضار , وان منافعها اقل بكثير من مضارها وان تكرارها هو امر غير مجدي في عصر الانترنت والفيسبوك والتويتر والآي فون والاي باد وهي ادوات اعلامية حضارية رائعة لو احسن استغلالها بشكل حضاري غير متخلف بالنسبة للكبار والصغاروتتفوق من حيث التقبل والاقتناع على تعليق الصور في الشوارع .
اذا كانت تجربة صور السياسيين غير ناجحة فما هو الموقف بالنسبة لصور رجال الدين ؟ موضوع الدين حساس ومحرج وموضوع المذهب اكثر حساسية و احراجاً , خصوصاً في العراق .
عندما كان السنة يهيمنون على العملية السياسية في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 لم تعلق صورة شخصية دينية سنية واحدة في اي مكان عام وكان لذلك الاجراء الذي لم يصدر بشأنه أمر ولا قانون تأثير كبير على ادامة التلاحم بين السنة والشيعة . تعليق صور شخصيات دينية في الشوارع العامة يثير حفيظة بعض العراقيين من السنة والشيعة ويثير حفيظة بعض رجال الدين ايضاً لوجود تنافس بين رجال الدين خصوصاً الشيعة وهذا امر معروف لايمكن نكرانه , اذ لا يوجد اجماع شيعي على موضوع ولاية الفقيه لا في داخل ايران ولا خارجها , واذا كانت المرجعية الدينية في ايران قد قد تبنت ولاية الفقيه فهي لا تمانع في تعليق صور السيد خميني والسيد خامنئي في شوارع المدن الايرانية , اما في العراق فليس كل شيعة العراق ولا كل المرجعيات الشيعية العراقية هم من اتباع ولاية الفقيه , وهذا ينطبق ايضاً على شيعة العالم , اقول هذا وامامي كتاب الشيخ محمد جواد مغنية المعنون ( الخميني والدولة الاسلامية ) يعلن فيه معارضته لولاية الفقيه كولاية عامة ويعدد المراجع الشيعية التي تتخذ نفس موقفه .
ان كل الصفات التي ذكرها الدكتور ابراهيم الجعفري في مجلس النواب العراقي بخصوص السيدين خميني وخامنئي صحيحة , الا انها لا تبرر تعليق صورهما خارج بلدهما , لان هناك العديد من المراجع الدينية الشيعية والسنية تنطبق عليها نفس االصفات فهل من المناسب تعليق صورهم ايضاً ؟ انا لا ارغب ولا انوي الخوض في موضوع المراجع والشخصيات الدينية المحترمة لحساسيتها الا انني اتسائل , هل ان تعليق صور هاتين الشخصيتين في احد شوارع بغداد سيزيد من شأنهما وان ازالتها سيقلل من شأنهما ؟ واذا كان تعليق الصور في الشوارع على هذه الدرجة من الاهمية , فهل تم اخذ رأي السيد خامنئي بهذا الشأن ؟ انا لا اعتقد انه كان سيوافق اذا ما تم اخذ رأيه لانه يعلم ان قيمته لدى المسلمين عامة والشيعة على الخصوص لا تتأثر بالصور والرسوم . ثم متى دخلت الصور والرسوم في الشؤون الدينية ؟ ومتى اصبح ضمير الامة يعلق في الشوارع بدلاً من قلوب وعقول المؤمنين ؟