ألمانيا بين نارين بعد ان بدأت حليفتها في الناتو تركيا بضرب الاكراد في سوريا والعراق اخبار تركيا 31-7-2015
31-7-2015
تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الى المأزق الذي وقعت فيه ألمانيا بعد ان بدأت حليفتها في الناتو تركيا تشن هجمات جوية على مواقع الأكراد في سوريا والعراق.
جاء في مقال الصحيفة:
منذ أسبوع تقريبا يستمر الطيران الحربي التركي بتوجيه ضربات جوية الى مواقع مقاتلي حزب العمال الكردستاني. البرلمان التركي ناقش خلال جلسة خاصة مشكلة حزب العمال الكردستاني، ولكنه بغض النظر عن الانتقادات الشديدة من جانب الشركاء الأجانب يميل الى استخدام القوة في تسوية القضية الكردية.
طبعا يتابع البرلمان الألماني" البوندستاغ " هذه المسألة يوما بعد آخر، لأن ألمانيا هي حليف قديم، كما لتركيا كذلك للأكراد. أي ان برلين واقعة بين نارين، ولكنها لا توافق على مهاجمة مواقع حزب العمال الكردستاني.
يعيش في ألمانيا حوالي 3 ملايين مواطن من اصل تركي، لذلك فإن مشاكل تركيا تناقش هنا في برلين وكأنها مشاكلهم، خاصة وان ممثلي الجالية التركية يشغلون مناصب عليا في الدولة.
اتراك يعيشون في ألمانيا
يقول الرئيس الدوري لحزب الخضر "الاتحاد – 90" جيم اوزدمير، وهو من أصل تركي، ان تركيا من دون شك سوف "تغرق في فوضى" بقيادة اردوغان. واشار في تصريح الى صحيفة Passauer Neuen Presse "لا يمكننا ان نقف غير مبالين، عندما البلاد التي كانت حتى يوم أمس ترغب بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي، تتحول في عهد اردوغان الى باكستان مصغرة بقيادة زعيم مستبد، بالقرب من الحدود الأوروبية". وأضاف، خلال فترة طويلة كانت أنقرة تغض النظر عن نشاط "الدولة الإسلامية"، وكانت الاجراءات التي تتخذها ضدها رمزية.
طائرة حربية تركية
لم يقف مقاتلو حزب العمال الكردستاني مكتوفي الأيدي، بل يردون على الهجمات التركية، فهم بدورهم يهاجمون افراد الجيش التركي في مناطق تواجدهم. إن برلين في موقف صعب، من جانب تحمي صواريخ باتريوت الألمانية الحدود التركية من الهجمات المحتملة لطائرات القوة الجوية السورية، ومن جانب آخر هناك خبراء عسكريون ألمان يدربون قوات البيشمركة الكردية التي تستخدم الأسلحة الألمانية في شمال العراق لمواجهة "الدولة الإسلامية". تقول صحيفة "Sueddeutsche Zeitung" "هذه مهام متباينة جدا، ولكن الهجمات التركية ضد مواقع الأكراد في شمال العراق تجعلنا نشك في إمكانية الجمع بينهما كالسابق".
انصار حزب العمال الكردستاني
وفق ما تنشره وسائل الاعلام الألمانية، فإن الهدف النهائي لاردوغان هو منع قيام دولة كردية على الحدود الجنوبية لتركيا و"اجبار الأكراد على السكوت" داخل تركيا. يقول المحلل السياسي يواهيم كيبنير "هذه سياسة ميكافيلية لا يمكن ان تدعمها ألمانيا". وحسب قوله، فإن : ألمانيا شريك مهم لاردوغان، لذلك فهي مجبرة على الضغط عليه. كما عليها دعم الأكراد في شمال العراق أكثر من أي وقت مضى. وإذا استمرت السلطات التركية في نهجها، فيجب ان تتوقف صواريخ باتريوت عن حماية الأجواء التركية.
أما رئيس المعهد الروسي للأديان والسياسة، ألكسندر ايغناتينكو فيقول "صحيح ألمانيا وتركيا عضوان في الناتو. ولكن سلوك تركيا هنا كان قبيحا، عندما ربطت بين "الدولة الإسلامية" وحزب العمال الكردستاني، معلنة انها تحارب ضد الارهاب وان على حلفائها عمل الشيء نفسه. اعضاء الناتو يدركون جيدا ما هي اهداف تركيا. انا لا أستبعد ان تؤدي هذه الحالة الى تدهور علاقات أنقرة مع الدول الأعضاء في الناتو".
مسلحو "الدولة الإسلامية"
وحسب قوله، منذ أشهر تعمل ألمانيا على تسليح أكراد العراق وهذا يشير الى انه "إذا بدأت دولة ما بتوريد الأسلحة الى دولة أخرى، فإن هذا يعني ان دولة ثالثة في طريقها الى التفكك. برلين تنطلق من ان العراق يشهد عملية انقسام، ووفق مبدأ "الواقعية السياسية" تراهن على قيام دولة كردية مستقلة. ان موقف ألمانيا يكمن في انه حتى إذا لم تدعم الأكراد، فإنه يجب عدم عمل أي شيء يجلب لهم الضرر".
http://arabic.rt.com/press/790021-%D...A%D8%AA%D8%A7/