- لا تكن مثل مالك الحزين
هذا الطائر العجيب الّذي يغنّي أجمل ألحانه وهو ينزففلا شيء في الدّنيا يستحقّ من دمك نقطةً واحدةإذا أغلق الشّتاء أبواب بيتكوحاصرتك تلال الجليد من كلّ مكانفانتظر قدوم الرّبيع..
وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقيّوانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطّيور وقد عادت تغنّيوسوف ترى الشّمس وهي تلقي خيوطها الذّهبيّة فوق أغصان الشّجرلتصنع لك عمراً جديداً
وحلماً جديداً
وقلباً جديداًادفع عمرك كاملاً لإحساسٍ صادق وقلبٍ يحتويكولا تدفع منه لحظةً في سبيل حبيبٍ هاربٍأو قلبٍ تخلّى عنك بلا سببلا تسافر إلى الصّحراء بحثاً عن الأشجار الجميلةفلن تجد في الصّحراء غير الوحشةوانظر إلى مئات الأشجار الّتي تحتويك بظلّهاوتسعدك بثمارها.. وتشجيك بأغانيهالا تحاول أن تعيد حساب الأمسوما خسرت فيه؛ فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرّة أخرىولكن مع كلّ ربيعٍ جديد سوف تنبت أوراق أخرىفانظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السّماءودعك ممّا سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منهاإذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوموإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغدلا تحزن على الأمس فهو لن يعودولا تأسف على اليوم فهو راحلإنّنا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منّا ونصير جزءاً منه..وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسانعلى بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها..ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشفأنّ الّلون الأسود جميل..
ولكنّ الأبيض أجمل منهوأنّ لون السماء الرّماديّ يحرّك المشاعر والخيالولكن لون السّماء أصفى في زرقته..فابحث عن الصّفاء ولو كان لحظة..وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقّاًولا تترك قلبك ومشاعرك وأيّامك لأشياء ضاع زمانهاوإذا لم تجد من يسعدك، فحاول أن تسعد نفسكوإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً فلا تبحث عن آخر أطفأهوإذا لم تجد من يغرس في أيّامك وردةًفلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضىأحياناً يغرقنا الحزن حتّى نعتاد عليه وننسىأن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدناوأنّ حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيءفي ظلام أيّامنا شمعة فابحث عن قلبٍ يمنحك الضوءولا تترك نفسك رهينةً لأحزان الّليالي المظلمة
............