أنجكور حضارة قديمة ازدهرت في شمال غربي كمبوديا، من أوائل القرن التاسع الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي. وأكثر عصواصم هذه الحضارة شهرة كانت تدعى أيضًا أنجكور أو أنجكور ثوم. وتقع خرائب معبدها قرب مدينة سييم ريب الحالية.
بنى الملوك الكمبوديون عدة مدن جوار سييم ريب بين عام 820م والقرن الثاني عشر الميلادي. كانت أنجكور ثوم، العاصمة، أكثر هذه المدن حركةً. وكانت تغطي نحو عشرة كيلو مترات مربعة، وربما كان يقطنها مليون شخص، أكثر من أية مدينة أوروبية وقتها. وتم بناء سور بخمس بوابات حول المدينة، كما بنيت عدة معابد داخل السور. وتصَّنف أنجكور ومعابدها واحدة من عجائب الدنيا الفنية والمعمارية. وتزخرف مناظر منحوتة من الحياة الكمبودية والأساطير البوذية أو الهندوسية جدران المعابد. تم تكريس المعبد الأوسط (البيون)، لبوذا والملك الحاكم. ويزين أبراجه أكثر من 200 وجه حجري عملاق.
بلغت حضارة أنجكور أوجها خلال القرن الثاني عشر الميلادي ثم بدأت في التدهور. وربما أدت الغزوات من تايلاند المجاورة، وأوبئة الملاريا، والصراعات داخل العائلة الكمبودية المالكة إلى هذا التدهور. واستولت القوات الكمبودية على أنجكور ثوم عام 1431م لكن سرعان ما تخلت عنها، فغطى نمو الغابات المدينة تدريجيًا. في عام 1860م اكتشف هنري موهو، عالم طبيعة فرنسي، خرائب أنجكور ثوم. ومن عام 1860م حتى أواسط القرن العشرين، قام علماء الآثار الفرنسيون والكمبوديون بترميم وتجديد العديد من معابدها.
ربما يكون معبد أنجكور وات، قرب أنجكور ثوم، أهم أثر معماري في كمبوديا، وهو يغطي ما يقرب من 2,6كم² وله شكل هرمي. ويحاكي هذا الشكل المقر الأسطوري للآلهة الهندوسية. تم إنشاء معبد أنجكور وات في القرن الثاني عشر الميلادي تكريمًا للإله الهندوسي فيشنو، وكان يُستخدم مرصدًا فلكيًا إضافة للأغراض الدينية. وأصبح أنجكور وات فيما بعد ضريحًا للملك الذي أمر بإنشائه