أصبح تطور الهواتف الجوالة بطيئا بعض الشيء، حيث باتت أحجامها شبه متساوية، وجميعها متقاربة في المزايا التقنية، الأمر الذي يجعل اختيار هاتف مميز أمرا صعبا. وبعد فترة عصيبة في الأسواق تعود شركة «نوكيا» بإبداع تقني يتمثل في هاتف متطور متخصص في التصوير وتسجيل الصوتيات، من طراز «نوكيا 808 بيور فيو» (Nokia 808 PureView)، يستخدم كاميرا تعمل بدقة 41 ميغابيكسل وتقنيات تسجيل الصوت المجسم، وبسعر منافس للهواتف الأخرى.
ومن شأن هذا الجهاز إحداث ثورة في التصوير عالي الجودة في قطاع الهواتف الجوالة الذكية، وهو يستخدم تقنية تضخيم البيكسلات (Pixel Oversampling) مباشرة من عالم التصوير بالأقمار الصناعية. وتجدر الإشارة إلى أن الهاتف حصد لقب «أفضل هاتف جوال جديد» في «المؤتمر العالمي للهواتف الجوالة» لعام 2012 في شهر فبراير (شباط) الماضي لدى الإعلان عنه. ويستهدف الهاتف المصورين الذين يبحثون عن الإبداع في صورهم، ومحبي مشاركة الآخرين لحظاتهم المهمة عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى من يرغب في تسجيل اللقطات الرائعة بجودة مرتفعة جدا.
ويعتبر هذا الجهاز أول هاتف ذكي في العالم مزود بكاميرا تعمل بدقة 41 ميغابيكسل، كما يجمع بين عدسات «كارل زايس Carl Zeiss Tessar - f2.4» الحصرية ونظام الحلول الحسابية المطورة لدى «نوكيا»، التي ستدعم تجارب التصوير عالي الجودة الجديد في الهواتف المقبلة للشركة. ويقدم الهاتف الجديد خاصية التسجيل الغني (Nokia Rich Recording) للمرة الأولى عالميا، التي تسمح بتسجيل الصوت بجودة الأقراص المدمجة، التي كانت ممكنة في السابق فقط من خلال ميكروفونات متطورة، مع استخدام تقنيات «دولبي» لتجسيم الصوتيات عبر سماعات الأذن وسماعات نظام التجسيم المنزلي.
* مزايا تصويرية
* استغرق تطوير تقنية «بيور فيو» خمس سنوات، وفي حال الدقة القياسية (2 و3 و5 و8 ميغابيكسل)، يمكن تقريب الصورة من دون فقدان الوضوح والتقاط 7 بيكسلات من البيانات وتكثيفها في بيكسل واحدة لتقديم أوضح وأنقى صورة ممكنة على الإطلاق. وفي الصور عالية الدقة، يمكن التقاط صورة ومن ثم تقريبها وإعادة تأطيرها وقطعها وتعديل حجمها لعرض أكبر كم من التفاصيل التي لم يكن من الممكن مشاهدتها في السابق.
وتوفر الكاميرا أداء رائعا في أدنى مستويات الإضاءة، وذلك بفضل استخدام المجس الذي يلتقط 5 أضعاف كمية الضوء العادية. وتسمح الكاميرا المتطورة بتخزين الصور بأحجام منخفضة، وذلك لتسهيل تبادلها عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة (مثل «فيس بوك» و«يوتيوب» و«فليكر») والبريد الإلكتروني والرسائل القصيرة متعددة الوسائط (MMS)، وبالتالي يسمح الهاتف للجميع بالتقاط صور بجودة الصور الاحترافية في أي ظرف كان، ومشاهدتها على أي جهاز.
هذا، ويقدم الهاتف فلاشا يعمل بتقنية «زينون» لالتقاط أفضل الصور الثابتة، و«فلاش إل إي دي» (LED) لعروض الفيديو في ظروف الإضاءة المنخفضة. وتوجد ميزة مهمة في الهاتف هي قدرته على التقاط الصور من تلقاء نفسه لفترة زمنية محددة، وبعدد صور محدد، مثل تصويره للبحر أو السماء بسرعة 10 صور في الدقيقة، ولمدة 4 ساعات، مثلا، الأمر الذي يسهل عملية التصوير والتقاط صور إبداعية باستخدام الخصائص المختلفة للعدسة.
وبالإضافة إلى إمكانياته المتطورة في التقاط الصور الثابتة، يقدم الجهاز وظيفة تصوير الفيديو عالي الدقة (بسرعة 30 صورة في الثانية وبدقة 1080 التسلسلية «Progressive») ومشاهدته مرة أخرى مع تكبير يبلغ 4 أضعاف لتصغير حجم الملف من دون فقدان الجودة.
* قدرات صوتية مميزة
* وبالنسبة للصوتيات، يستخدم الجهاز خاصية التسجيل الغني، وهو يتمتع بتقنية «دولبي للسماعات الرأسية» (Dolby Headphone) الحصرية التي تحول الصوت الثنائي (نظام الستيريو المجسم) إلى صوت تجسيمي شخصي عبر أي سماعتين، ونظام دولبي الرقمي (Dolby Digital Plus) لإعادة تشغيل الصوت بنظام قناة الصوت التجسيمية 5,1 (5 سماعات محيطية وأخرى للأصوات الجهورية «Subwoofer»).
هذا، وكشفت الشركة النقاب عن مجموعة من الملحقات التي من شأنها تطوير تجربة الاستخدام، منها منصة ثلاثية الأرجل (Tripod Adapter) لوضع الهاتف عليها واستخدامه ككاميرا احترافية لالتقاط الصور الثابتة وعروض الفيديو من دون أن تهتز يد المستخدم أثناء ذلك، بالإضافة إلى غلاف واقٍ للجهاز يقدم بوابة يمكن إغلاقها بغرض حماية العدسة من الغبار والخدوش (Protective Hard Cover with Lens Cap). وطرحت الشركة أيضا سماعات «بلوتوث» لا سلكية تعمل بتقنية «ستيريو»، من طراز «بي إتش - 221» (BH – 221) للحصول على تجربة صوتية لا سلكية متطورة.
* مواصفات تقنية
* ويستخدم الهاتف شاشة تعمل باللمس المتعدد يبلغ قطرها 4 بوصات، ومعالجا يعمل بسرعة 1.3 غيغاهيرتز، وذاكرة للعمل بحجم 512 ميغابايت، ومساحة داخلية لتخزين البيانات بسعة 16 غيغابايت مع القدرة على رفعها بـ32 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات «مايكرو إس دي» المحمولة، بالإضافة إلى دعمه تقنيات «بلوتوث 3,0» و«واي فاي» و«إن إف سي» (NFC) اللاسلكية. وتستطيع بطارية الهاتف العمل لنحو 9 ساعات من التحدث، أو 550 ساعة في وضع الانتظار، ويستطيع الاتصال بالتلفزيونات عالية الدقة عبر مخرج «إتش دي إم آي» (HDMI) وتقنية «دي إل إن إيه» (DLNA) اللاسلكية، بالإضافة إلى تقديم مأخذ «مايكرو يو إس بي» ومخرج للسماعات الرأسية. واستخدمت الشركة زجاج «غوريلا» المقاوم للكسر في هذا الهاتف، وهو يقدم معالجا متخصصا في الرسومات ثلاثية الأبعاد للحصول على تجربة لعب فردية أو جماعية مميزة.
وبالنسبة للبرمجيات، يدعم جهاز «نوكيا 808 بيور فيو» مزامنة المواعيد والعناوين والملاحظات مع برنامج «مايكروسوفت أوتلوك» (Microsoft Outlook)، ويستطيع أيضا تشغيل ملفات مجموعة البرامج المكتبية «مايكروسوفت أوفيس» (Microsoft Office) ووثائق «بي دي إف» (PDF) والملفات المضغوطة (Zip).
ويبلغ وزن الجهاز 169 غراما، ويبلغ سعره نحو 580 دولارا أميركيا، وسيطرح بداية شهر يونيو (حزيران) المقبل.
* مآخذ على الجهاز
* لوحظ عدم دعم الجهاز للتصوير العريض «بانوراما»، الأمر الذي يجعل المستخدم مضطرا إلى تحميل تطبيقات خاصة للحصول على هذه القدرة، بالإضافة إلى عدم دعمه شبكات الجيل الرابع للاتصالات (LTE). هذا، ويعتبر الهاتف سميكا بعض الشيء (13,9 مليمتر)، ولكن هذا الأمر مقبول نظرا لحجم المجس عالي الدقة الموجود في داخله.