لُجأة المستنقعات أو لجأة الأبواغ هي إحدى أنواع السلاحف التي تستوطن أمريكا الشمالية. وهي أصغر السلاحف في أمريكا الشمالية حجمًا حيث يبلغ طولها 10 سنتمرات إذا اكتمل نموّها. على الرغم أن لجآت المستنقعات تشبه اللجآت المرقطة واللجآت المطلية؛ إلا أنّها أقرب إلى لجآت الغياض (en) - الكبيرة نسبيًا -. يمكن العثور على لجآت المستنقعات من ولاية فيرمونت في الشمال إلى ولاية جورجيا في الجنوب، وغربا إلى ولاية أوهايو. تقتات لجآت المستنقعات بشكل رئيسي على اللافقاريات الصغيرة.يصل معدل وزن لجآت المستنقعات البالغة إلى 110 غرامات (3.9 أونصات)، وهي كائنات بنية الجلد والترس، وهذا أكثر أنماطها شيوعًا، ولها بقعة برتقالية مميزة على كل جهة من عنقها. تُعد لجآت المستنقعات حيوانات مهددة بالانقراض على المستوى الوطني، وهي تحظى بحماية كاملة وفق ما نص عليه قانون حماية الأنواع المهددة الأمريكي. أدّى توسّع نطاق النباتات غير البلدية الغازية، بالإضافة لمشاريع التنمية، أدّى إلى تقليص حجم موطن هذه اللجآت، الأمر الذي كان له أثر كبير في تراجع أعدادها. من أبرز المخاطر الأخرى التي تهدد لجآت المستنقعات، تجارة الحيوانات الأليفة، حيث أدّى ارتفاع الطلب عليها بسبب حجمها الصغير وخصائصها الفريدة، إلى نشوء تجارة نشطة بالأفراد الحية منها ضمن نطاق السوق السوداء. بذلت عدّة جمعيات حفاظ على الحياة البرية، وما زالت، الكثير من الجهود للحفاظ على جمهرة هذه اللجآت ورفع أعدادها المتراجعة عبر برامج إكثار خاصة هادفة إلى إعادة توطينها في موائلها الطبيعية، ومن أبرز هذه الجمعيات والمؤسسات، حديقة حيوانات البرونكس، التي حققت نجاحًا باهرًا منذ عام 1973، في تزويج وإكثار لجآت المستنقعات وإعادة إدخالها إلى البرية.للجآت المستنقعات معدل إنجاب شديد الانخفاض؛ فالإناث تضع حضنة واحدة فقط من البيض سنويًا، تحتوي على 3 بيضات في العادة. تنمو الصغار بسرعة مذهلة، وتبلغ مرحلة النضج الجنسي خلال الفترة الممتدة بين عامها الرابع والعاشر. يتراوح أمد حياة لجآت المستنقعات في البرية بين 20 و 30 عامًا
اكتُشف هذا النوع من السلاحف خلال القرن الثامن عشر بواسطة رجل دين وعالم نبات هاوٍ، يُدعى "گوتثليف هنريش إرنست مولنبيرغ"، عندما كان يُجري مسحًا لأراضي مقاطعة لانكاستر بولاية پنسلڤانيا، لتحديد عدد الأنواع النباتية البلدية فيها، ومن الجدير بالذكر أن هذا الرجل كان قد اكتشف وسمّى 150 نوعًا جديدًا من النباتات الأمريكية الشمالية. وفي عام 1801، أطلق العالم الألماني "يوهان دايڤيد شوپف" على هذا النوع الجديد من الزواحف تسمية Testudo muhlenbergii، بمعنى "سلحفاة مولنبيرغ".[1][2]أعاد عالم البيئة الأمريكي ريتشارد هارلن تسمية هذه الحيوانات "حمسة مولنبيرغ" (Emys muhlenbergii) في عام 1829، وأعاد العالم السويسري لويس أغاسي تسميتها مرة أخرى سنة 1857، فأطلق عليها الاسم العلمي Calemys muhlenbergii، قبل أن يقوم المعجمي الإنگليزي هنري واطسون فاولر بتغيير الاسم مرة أخرى ليُصبح Clemmys muhlenbergii في عام 1906.[3] من الأسماء العلمية المرادفة المستخدمة حاليًا في وصف هذه الكائنات: Emys biguttata، الذي استخدمه عالم البيئة الأمريكي طوماس ساي في عام 1824، استنادًا إلى عينة أمسك بها على تخوم ولاية فيلادلفيا؛ وClemmys nuchalis بالاستناد إلى عينة أخرى عُثر عليها بالقرب من بلدة لينڤيل في ولاية كارولينا الشمالية، عام 1917.[4] من الأسماء الشائعة التي يستخدمها العلماء والعامّة على حد سواء، لوصف هذه اللجآت في الوقت الحالي: لجأة الوحل، لجأة السبخات، اللجأة صفراء الرأس أو مجرد "صفراء الرأس"، و"الخاطفة".[5]نُقلت لجآت المستنقعات، بالإضافة للجآت الغياض (Glyptemys insculpta)، إلى جنس اللجآت المنقشة (باللاتينية: Glyptemys) عام 2001، وقد كانت قبل ذلك تُصنّف في جنس الحمسات المبرقشة (باللاتينية: Clemmys)،[6] الذي يضم أيضًا اللجآت المرقطة (C. guttata) ولجآت البرك الغربيّة (C. marmorata). غير أن الدراسات الحديثة المتعلقة بتحليل تسلسل النوكليوتيدات والحمض النووي الريباسي، أظهرت أن لجآت المستنقعات ولجآت الغياض قريبة من بعضها من الناحية الوراثية فعليًا، غير أنها لا ترتبط باللجآت المرقطة، وبالتالي كان من الأسلم فصل هذين النوعين في جنس خاص بهما.