هل استعجلت ايران الاتفاق النووي؟
بدت الخطوة التي قام بها مجلس الشوری الاسلامي من خلال المشروع الذي تقدم به 100 نائب (ارتفع العدد لاحقا الى 200 نائب) الی رئاسة البرلمان والقاضي بالزام الحکومة بتخصیب الیورانیوم بنسبة 60% واستکمال العمل في معمل اراک للماء الثقیل وتحدیث مواقع فوردو وغیرها.
تصعیدا خطیراً من جانب الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في مواجهة مسار المفاوضات النوویة الجاریة علی صعیدین تقني مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة وسیاسي مع مجموعة 1+5.
کثیرون نظروا الی الخطوة الایرانیة باعتبارها تعامل بالمثل ازاء ما قام به الکونغرس الامیرکي في اضافة اسماء الی قوائم الشرکات والشخصیات المحظورة ، الامر الذي اعتبرته ایران منافیاً لروح الاتفاق النووي الذي وقع في جنیف في الرابع والعشرین من تشرین الثاني- نوفمبر الماضي، ووصفته بأنه لا یساعد علی بناء الثقة بین الجانبین.
بینما رأی فیه آخرون انه استرضاء لبعض الاطراف الناقمة علی الاتفاق في الداخل الامیرکي والحلفاء في المنطقة وفي مقدمتهم الکیان الاسرائیلي والعربیة السعودیة من اجل فرض تسویة شاملة.
وایما کانت اهداف الخطوة الامیرکیة المذکورة، فهي توحي بضعف الادارة الامیرکیة وعدم قدرتها علی فرض رؤیتها داخل منظومة الحکم والحلفاء علی حدّ سواء، اضافة الی تصدع مصداقیتها في محاولات بناء الثقة مع الجانب الایراني الذي بدی – محقاً - منذ البدایة بتردده ازاء الخطوات الامیرکیة المتسارعة في التقارب من ایران!
والسؤال الاساس الذي یمکن طرحه بهذا الشأن: هو تأثیر هذا الشدّ المتبادل بین الجانبین علی مسار التفاوض بین ایران والمجموعة الدولیة، هل سیکون تأثیره بإتجاه استمرار المفاوضات ام توقفها ونهایة ما سمي بصفقة القرن؟!