ما بين الحميات الغذائية الغريبة والتمارين الرياضية المكثفة، يبدو أنّ شريحة كبيرة من النساء تعيش في هوس مستمرّ للحصول على "مقاس صفر" الشهير الذي نجده يومياً على صفحات المجلات ومنصات عروض الأزياء... ولكن ما نظرة الرجل تجاه هذا الموضوع؟ وأيّهما يفضّل: المرأة النحيلة أو السمينة؟
تكاثرت الأبحاث حول هذا الموضوع وتعدّدت النظريات لتأتي النتائج أحياناً متضاربة في شكل كبير، فإن قمنا مثلاً بإستفتاء بسيط على أحد مواقع التواصل الإجتماعي، لوجدنا أنّ الإجابة تختلف تماماً من رجل إلى آخر... ولكن ماذا عن التوجّه العام؟
دراسة حديثة جاءت لتجيبنا على السؤال الشهير، فأيهما يفضّل الرجل فعلياً؛ المرأة النحيلة أو السمينة؟ لا هذه ولا تلك! فقد تبين أنّ الرجال إجمالاً ما ينجذبون نحو المرأة بمقاس معتدل و"طبيعي"، ولكن مع بعض الإنحناءات في المواضع التي أطلق عليها "الأماكن الصحيحة" مثل المؤخرة، الأوراك والثديين. ويعبّر الرجال المشاركون في الدراسة عن أنّ هذا الشكل من الأجسام يوحي لهم بالأنوثة، في حين أنّ النحافة المفرطة لا تجذب معظهم على الإطلاق.
ولعلّ نتيجة هذه الدراسة لا تبتعد كثيراً عن العلم، إذ أظهرت أبحاث معمّقة أنّ الرجال على إمتداد العصور يفضّلون المرأة الممتلئة، وخصوصاً بشكل "الساعة الرمليّة" في شكل غير واعٍ. ولكنّ السبب الفعلي وراء الأفضلية والميل نحو المرأة الممتلئة أكثر من النحيفة لا يتعلّق بالصعيد الجنسي، وإنما يرتبط بتصوّر المرأة ذات المنحنيات على أنّها أكثر خصوبة وقدرة على تحمّل الإنجاب من المرأة الهزيلة، وذلك في شكل غرائزي وغير واعٍ.
ولعلّ هذا الأمر يفسّر نظرة بعض القبائل، وخصوصاً في العصور القديمة إلى المرأة السمينة بأنّها الأكثر جاذبيّة،إذ إنّ مظهرها الممتلئ يوحي بتوسيع النسل والإنجاب بكثرة، ألا وهو المسعى الأساسي للزواج في تلك الفترة.
في نهاية المطاف، لا يمكننا الجزم في ما يتعلّق بالإجابة عن السؤال المطروح في العنوان، فأحياناً، قد تختلف الآراء حسب عوامل شخصيّة وحتى ثقافيّة وجغرافيّة... ولكن ما يمكننا تأكيده هو أنّ المظهر النحيل للغاية، والذي تسعى لترويجه المجلات ودور الموضة لن يحمل لكِ الحسنات التي تتخيّلينها على الإطلاق إن على الصعيد العاطفي، وحتى الصحي!
منقول