بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حقد دفين وحسد كبير توارثوه نسلاً عن نسل وجيل عن جيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام عليهم السلام سيراً على نهج أمية وسفيان وتبعاً لصناع قرار "السقيفة" وفتاوى وعاظ السلاطين من البلاط الأموي وحتى آل سعود وشياطينهم وبلغ بهم المطاف انهم أضحوا لم يتحملوا حتى قبب المساجد التي فيها قبور خاتم المرسلين (ص) وأهل بيته الاطهار (ع) وأصحابه المنتجبين الميامين والأولياء والصالحين فأستهدفوها دون استثناء هنا وهناك .
وعادت الصورة لتروي لنا مأساة سبايا فاجعة كربلاء بأرض الطف (61 للهجرة المصادف 680 ميلادي) من جديد بعد مضي حوالي أربعة عشر قرناً لتؤكد أن الوارثين يسيرون على خطا السالفين "معاوية" الطليق وأبنه "يزيد" الزاني بل أشد منهم حقداً وحسداً وبغضاً ممن قالت عنهم عقيلة بني هاشم زينب الكبرى سلام الله عليها آنذاك "وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان " .
فهاهم صناع قرار الفتنة الطائفية من آل سعود الجناة وأخوانهم مواريث السلطة الخليجية يصعدوا من جديد نار الفرقة والنفاق والشقاق بين صفوف الأمة ويصبوا الزيت على لهيبها ويفتون بتقطيع أوصال الأبرياء وأكل أكبادهم وسفك دمائهم في العراق وسوريا واليمن كما فعلت من قبل أمهم "هند" بحمزة سيد الشهداء في معركة "أحد" ويتبجحون بأمتثالها ويتباهون بين الناس بسلك نهجها العاهري بفتوى "جهاد المناكحة" و"تهديم قبور الأولياء" فاستهدفوا ضريح السيدة سكينة بنت الامام الحسين (ع) في منطقة داريا ومن ثم عبثوا بالقبر الطاهر للصحابي الجليل"حجر بن عدي الكندي" في منطقة عدرا بريف دمشق وقبر النبي زكريا (ع) في مدينة حلب، وعشرات قبور الأنبياء والأولياء والصلحاء في بلاد الرافدين والشام .
ثم توجهوا نحو المرقد الطاهر لحفيدة رسول رب العالمين المصطفى محمد (ص) زينب بنت الامام علي أمير المؤمنين (ع) بعد أن هدموا من قبله المرقد الطاهر للامامين العسكريين عليهما السلام بسامراء بسنين؛ ذلك المزار الشريف بغوطة دمشق الذي رفرفت فوقه ملائكة السلام والطمأنينة زمناً طويلاً فتوعدت غربان الشر حاملة أحقادها لتبشر بالخراب والدمار وإرتكاب الآثام وثلم الدين وإيقاظ الفتنة! وهددت وعاهدت عبر بعض قنوات الفتنة بعبارت الترحيل كما رحلوا مئات آلاف الابر ياء من ديارهم في العراق وسوريا واليمن.. لكن عاقبتهم ستكون كما خاطبت بطلة كربلاء زينب بنت الامام علي أمير المؤمنين (ع) طاغية بني أمية في مجلسه بالشام عندما دخلت وسائر أهل بيتها سبايا عليه.. " أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الأسراء ـ ان بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ".
فهم من النوع الثالث الذي قال عنه أمير المؤمنين وسيد الموحدين وخاتم الوصيين وحبيب قلوب العارفين سيد البلاغة والفصاحة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: ان الناس ثلاثة ..عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا و لم يلجأوا الى ركن وثيق فينجوا . حيث بقوا في ظلالة من دعاهم للتوطن تحت يافطة الوهابية والسلفية بعيدين كل البعد عن الاستضاءة بنور العلم، والهداية بهدى العقل، فغرهم الشيطان بالأماني، وأنفسهم بالسوء أمارة، وزينت لهم المعاصي على انها جهاد في سبيل الله جل وعلا، ونبأتهم بأنهم ظاهرون مما يرتكبونه من جرائم وموبقات في حق الأبرياء حتى النساء والأطفال .
فما كان للغيارى من أبناء علي والحسين عليهما السلام إلا أنتفضوا لردع الفتنة وإيقاف النفاق والتزييف الأموي – الوهابي – السلفي – السعودي – الصهيوأميركي والتصدي لهم متمسكين بثقافة عاشوراء الامام الحسين بن علي عليهما السلام وصمود ومقاومة زينب الكبرى عليها السلام هاتفين كما صرخت بوجه السلطان الجائر مداعب القردة "يزيد بن معاوية" حيث لا يزال يتردد صداها رغم مر العصور والقرون عالياً قائلة: "ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك!! لكن العيون عبرى، والصدور حرى.الا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء! فهذه الأيدي تنطيف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتهفوها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما، لتجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، والى الله المشتكى وعليه المعول. فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وايامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين" .