فتي الحي..
ما انتم علي وشك قرائته.. هو مناجاة ذاتي لي.. لا هو بواقع .. ولا هو بحال.. قد يكون بلا معني لكم.. قد يفتقر الي الصواب.. قد لا تكون الحروف كفيلة بحمل معناه.. لكني علي كلٍ كتبت.. فلا ادري.. ولا تسألوني عما يعني..
وسطَ عَـبَـقِ الصحراء رأيتنه يطفو..
للمجهول يرنو…
يبكي و الدمع يُصعبُ ما حوله..
فقلما وجد الحياة تحلو..
يتخبط..
يعاني..
والدمع ما فارقه..
لماذا..؟
وجه روحه الي السماء..
صرخ.. دمدم الكون بجهره..
او قل ما دمدم الا علي كونه..
يناجيه.. “لماذ”..؟!
فما إن فاض به النظر..
زعق: “ لا استطيع..”
و ما راع الا نورا يتجسد..
وصوتا لا ريب فيه يسمعه..
صوتا لا من كلام ولا من حروف..
بل هو ابعد.. واقرب في آن..
“بل تستطيع..”
“ لا.. ما عدت اقدر.”
“بل تستطيع.. فهو يعرف وانت لا تعرف..”
“ولماذا اذا وانا لا اعرف..؟!”
“ لأنه يعرف.. انك ستعرف..”
“مللت من هذه السين.. متي؟..
ولا تقل لي بعد حين ”
“ لا حين.. فانت الاجابة..
وانت السؤال..و هو في كل
وقت وحين”
تلعثمت افكاره.. وانقطعت به الطرق..
ولم يجد نفسه الا خاويا ..
“ ماذا تعني..؟”
“ سل نفسك.. ماذا تعني..”
“ ما ان بقادر علي مزيد من
لوعة السؤال.. و فراق الاحباب..”
“ بل انت قادر.. فانت لوعة السؤال..
وانت روعة الجواب..
انت سر من اسرار مستودعة
بين ” الكاف" و “النون”..“
” و رفيق دربي..؟"
“هو..”
“ و السؤال..؟”
“انت..”
“ والجواب..؟
”..“
والدمع سَري..
و شعر بان الثري..
اهتزت من فورها..
وخر الفتي صعقا..
نون.. قاف ..و سين
سر بين الامر
اجابة هي السؤال..
درب هو هو..
طيف.. يُريح..
و روح تُعين..
لكنه عرف..
وعلم ..
لذا.. فهل من هل..؟
..