ألأمير الصغير أهم إكتشاف أثري
مقبرة "الامير الصغير" اهم اكتشافات البعثة الايطالية بتل أبو طبيرة
جامعات أمريكية وإيطاليا تنقب عن الآثار فى العراق
ذكر رئيس البعثة الايطالية للتنقيب بتل ابو طبيرة، في الناصرية جنوبي العراق، ان مقبرة الامير الصغير هي ابرز المكتشفات الاثرية بالتل الذي لم يكتشف سابقا بالإضافة لمقابر متفرقة وجدران معبد كبير، مؤكدا ان
اثار ذي قار يحتاج اكتشافها لمئة عام اذا جند لها كل اثاري العالم.
وقال البرفيسور فرانكو أوغستينو استاذ الاشوريات بجامعة روماأن" جهود البعثة التنقيبية الايطالية اسفرت بعد الحفر لمدة شهرين عن اكتشاف بقايا جثة ما أسميناه الامير الصغير(نسبة لرواية فرنسية)وتم اطلاق هذا الاسم على المنطقة التي كانت تعرف بتل طبيرة او ما سميت بتلة ابراهيم لحين تحديد اسمها القديم من خلال المعلومات التي سنعثر عليها بالمستقبل".
واضاف "ان اهم ما يميز اللقى الاثرية المختلفة التي من بينها قطع برونزية وأواني زينة منقوشة ،هو العثور على الة صغيرة قد تكون اول الة لتنظيف الاذان استعملها الانسان، مما يشير للرقي الحضاري للمنطقة في عصر فجر السلالات عند 2350 قبل الميلاد".
واشار الى "ان هدف البعثة الاول هو البحث عن العلاقة بين هذه المستعمرة الاثرية، التي تعد من اكبر المناطق الاثرية المحيطة بمدينة أور وتزيد مساحتها عن 43 هكتار ولم تستكشف أو يتم دراستها من قبل، ومدينة اور التاريخية وتحقق بالعثور على أختام خاصة كانت تستخدم بمدينة أور دون غيرها من المناطق الاثرية".
وعن عدد الفرق الاثرية التي تحتاجها ذي قار لاكتشاف اثارها اجاب "المكتشف اقل من 8% ولو جمعنا كل آثاريي العالم وفرغناهم للعمل بذي قار لمدة 100 عام قادمة هنالك احتمالية بأن لا نغطي كل مناطقها الاثرية".
وعن المصاعب التي واجهت بعثته قال "الصورة التي تصلنا بأوروبا مختلفة تماما عن الواقع الذي لمسناه منذ وصولنا حيث وجدنا اناس يرغبون بالعمل معنا، وسأسعى خلال مؤتمر ينظم قريبا لآثاريي أوربا في دولة بولندا لبيان هذه الحقيقة التي تعيق السياحة".
وقالت عضوة الفرقة الاثارية الدكتورة ليجا أن "الامير الصغير كان يرقد بمقبرته الخاصة مرتديا ثلاث قلادات جميلة مما يؤشر انحداره من عائلة غنية ومؤثرة بالمنطقة التي كانت غنية ايضا"، مضيفة "بدأنا العمل عند نقطة بالجنوب الغربي للمنطقة بحسب خريطة الاقمار الصناعية التي اشرت وجود بناء هائل يمثل مركز المنطقة بحسب اعتقادنا هو المعبد الرئيس وسنعمل بالمرات القادمة على توسيع مجال عملنا".
واعتبر مدير ادارة مدينة أور ان اكتشافات الفرقة الايطالية هي رسالة للعالم بإمكانية العمل المثمر بالمنطقة.
وقال علي كاظم أن "الهيئة العامة للأثار وقعت عقدا لمدة 5 اعوام مع جامعة روما للعمل بتل ابو طبيرة ضمن فريق مشترك عراقي - ايطالي، وبدأنا العمل الفعلي منذ 50 يوما ومن خلال الصور الجوية والفضائية حددنا مكان نقطة الانطلاق بالعمل للموقع الذي يقع جنوب الناصرية على مسافة 5 كم بعد ان قامت دائرة الاثار طوال الاربع سنوات الماضية بعمل مسح كامل للمواقع الاثرية بالمحافظة ليرتفع عدد المؤشر منها الى 800 موقع اثري والمسوحات مستمرة، بعد ان كانت اخر خارطة اثرية نظمها العلماء ادم سميث هيل رايت اواخر الثمانينات من القرن الماضي تضم 450 موقعا فقط ، وهنالك دلائل على ان المواقع الاثرية بذي قار يزيد عن 1200 موقع اثري أقدمها يعود لعصور العبَيد الذين سادوا قبل 5000 عام قبل الميلاد وبعدها مناطق اثرية لفجر السلالات وعصور اور الثلاث ومواقع متأخرة للساسانيين والارثيين ومناطق اسلامية مختلفة".
وقال مقرر لجنة الدفاع عن مدينة اور الاثرية ان عمل الفرقة التنقيبية يكتسب اهمية لعدة اسباب.
قال أمير دوشي ان "حضور الفرق الاجنبية للتنقيب عن الاثار يكتسب اهمية لأسباب متعددة ابرزها التقنيات والاليات المتطورة التي يتعاملون بها كما انهم سيضيفون معلومات مهمة للمنقبين العراقيين والموقع الذي بدأت الفرقة العمل به يكتسب اهميته من كونه الرابط بين عصر السلالات الاولى وعصر الملك سرجون الأكدي هذه الفترة الغير مكتشفة والتي لا نملك الكثير من المعلومات عنها، حيث تم اكتشاف ختم اسطواني كان يستخدم بمدينة اور علي رسومات لاحتفال مجموعة من الناس حولهم اكل وشراب".
واضاف "ان العمل بتل ابو طبيرة يكتسب اهمية لأنه يساهم بحفظ الاثار العراقية غير المكتشفة لان موقع التل بالقرب من توسعات المدينة واحد المصافي النفطية يثير مخاوف على تضرر المنطقة".
وتضم محافظة ذي قار أكثر من 1200 موقع اثري أبرزها مدينة أور المقدسة بحسب العهد القديم والتي تعد واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم وفيها برزت اوائل اختراعات البشرية مثل الكتابة والمدارس والعجلة والمتاحف وولد فيها النبي إبراهيم عام 2000 ق.م ونزلت عليه فيها الرسالة الحنفية.
حيث جـاء في الفصل 11 من سفر التكوين (جزء من التوراة العبرية واول أسفار العهد القديم لدى المسيحيين) اية 31 ان ابراهيم ابــا الأنبيـاء "خرج من اور"، وبها معبد ( دب لال ماخ ) اقدم معبد واقدم محكمة في تاريخ البشرية.
وتضم اور بناية الزقورة التي تسمى ايضا (بوابة القمر) و(بوابة السماء) تعتبر اعجازا هندسيا لاستعمالها البناء المحدب في جميع تفاصيلها لان جدرانها كلها تميل نحو الداخل، كما إن زوايا الجدران، وكذلك ارتفاعات المصاطب المتعاقبة المحسوبة بحرص كلها تقود العين نحو الداخل ونحو الأعلى وكان بها 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب (اللبن)، وكان بكل مقبرة بئر.
وكان الملك الميت يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته، وكان للمقبرة قبة تميزها.
وأول أعمال التنقيب في أور نفذها بعد الحرب العالمية الأولى
هولي من المتحف البريطاني، ونتيجة لها تشكلت بعثة مشتركة من المتحف البريطاني وجامعة بنسلفانيا نفذت أعمال تنقيب بإدارة ليونارد وولي من 1922 حتى 1934.
وتقع مدينة اور بجانب قاعدة الامام علي الجوية وتسمى حاليا تل المقيَّر او الطليل، وتقع على بعدً(16 كم) جنوب غرب مدينة الناصرية 365 كم جنوب العاصمة بغداد
رد مع اقتباس