لم يخطئ من قال أن درب الألف يبدأ بخطوة، خطوةٌ واثقةٌ ومتأكدة ومتمكنةٌ تعبر بنا الأميال الألف وأكثر.
الأهداف في الحياة، تبدأ معنا منذ الصغر، وتكبر فينا كما نكبر نحن ونتقدم في العمر. بعضها يكون صغيراً ويكبر، والبعض الآخر يتناقص حجمه وعمره مع الوقت وخلال الظروف والمحن.
لكن الأهم هو أن لا حياة بلا هدف، مهما كان حجمه وأهميته ونتيجته، فالعيش بدون هدف كمن يعيش عالةً على الحياة، يأكل ويشرب وينام ولا يحقَق أي شيء نافع له ولمجتمعه.
تختلف الأهداف من شخص لأخر، بعضها قد يكون مستحيلاً وبعضها قد يتحقق بطرفة عين، لكن ما يهم هو التركيز على الهدف والسعي لتحقيقه ما أمكن. فكثيرٌ من الأهداف ماتت وهي في منتصف الطريق، ومنها ما مات في العقل والنفس قبل البدء بالسعي نحوه، فهل تموت أهدافنا في داخلنا أم نسعى بكل جهدنا لتحقيقها؟
عزيزتي، إن الهدف الذي تضعينه أمام عينيك هو مهمٌ جداً بالنسبة لك، حتى وإن شكَك به الآخرون أو حاولوا ثنيك عنه. فهدفك نابعٌ من فكرك ومن رغبتك الخاصة، وما ينبع من ذاتنا نحن الأدرى به وليس الآخرين فلا تلتفتي لكلام التيئيس والإحباط، ولا تضعفي أمام الإنتقادات.
ركَزي على أهدافك وستصلين إليها حتماً، أدرسيها جيداً وخططي لها بتمعن ودراية. أعطي الهدف الوقت الذي يحتاجه للتحقق، وأعطي نفسك الوقت اللازم لتحقيقه. لا تهرولي نحو تحقيق الهدف، فكل شيء يأتي بسرعة يذهب بسرعة.
ركزَي اهتمامك وعنايتك على الهدف الذي تصبين إليه، حاولي قدر الإمكان تذليل العقبات والإستفادة من المطبات التي تعترضك في طريق تنفيذه، فهي الدروس التي ستفيدك في تقييم ما تحقق وما لم يتحقق بعد.
لا تعيري اهتماماً لمن يحاول ثنيك عن هدفك، فأنت الأدرى بما تفكرين وما تخططين، وأنت الأعلم بما تستطيعين إنجازه. البعض قد يحاول ثنيك عن هدفك بغرض حمايتك، لكنهم لا يحمونك بل يمنعونك من تحقيق ما تصبين إليه. إشرحي لهم ما أنت بصدد تحقيقه، وسيتحولون من مشكَكين إلى داعمين.
ولا تتركي النصيحة الجيدة تذهب هباءً، فهي كالمنارة التي ستضيء طريقك نحو تنفيذ الحلم. بشرط أن تكون نصيحةً بنَاءةً وهادفة ولا غايات سيئة من ورائها.
سخَري كل إمكانياتك وقدراتك في سبيل أهدافك، وستجنين ثمار ما تعبت من أجله منبتاً حسناً.
كوني متفائلة دوماً وأنت تمضين في طريق الحلم، ولا تدعي الإحباط واليأس والضعف ينالون منك. فكل عثرة في الحياة هي درجٌ يصعد بنا إلى الأعلى وبثقة أكبر.
منقول