بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
الشجرة الطيبة
يقول الحق تبارك وتعالى:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَاللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌوَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)(1).
تلك هي شجرة النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي، إنّها شجرةأصلها المصطفى، وفرعها المرتضى، وغصنها الزهراء، وثمرها الأئمة النجباء.
روى علي بن إبراهيم القميبسنده عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله:(مثل كلمة طيّبة الآية) قال: الشجرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ونسبه ثابتفي بني هاشم، وفرع الشجرة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وغصن الشجرة فاطمة(عليها وعلى الأئمة من أولادها السلام)، وثمرتها الأئمة من ولد علي وفاطمة (عليهمالسلام)، وشيعتهم ورقها..(2).
وروى الصدوق بسنده عن جابر الجعفي، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول اللهعزّ وجلّ: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِتُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) قال: أما الشجرة فرسول الله،وفرعها علي، وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله، وثمرها أولادها، وورقهاشيعتنا..(3).
وروى الكليني بسنده عن عمرو بن حريث، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قولالله: (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) قال:فقال: رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أصلها، وأمير المؤمنين (عليه السلام)فرعها، والأئمة من ذريتهما أغصانها، وعلم الأئمة ثمرتها، وشيعتنهم المؤمنونورقها..(4).
إلى غير ذلك من النصوص(5) الدالة على أن هذه الشجرة مباركة، قد ثبت أصلها، وامتدّفرعها، وأينع ثمرها، وآتت أكلها كلّ حين بإذن ربها.
لقد شاءت الحكمة الإلهية أنيقترن النبي (صلّى الله عليه وآله) بكثير من النساء، وكان بعض دواعي وأسباب هذاالاقتران خفيّاً، وبعضها جلياً ولكن أراد الله لحبيبه المصطفى (صلّى الله عليهوآله) أن ينحدر نسله الطيّب، وتنحصر سلالته الطاهرة في بضعته الزهراء (عليهاالسلام)، حيث اقترن نورها بنور ابن عمّه علي (عليه السلام)، فكانت الذرّية الطيّبةوالنّسل الطاهر، وأئمة الدين، وحملة الشرع، وحفظة الكتاب، وسادات الأنام، وهوالنسل الذي لا ينقطع كما أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله) عن ذلك، فقد روى الإمامالرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال:كلّ نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي(6)
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1- سورة إبراهيم: 24-25.
2- تفسير القمي: ج1، ص398-399. 3- معاني الأخبار: ج2، باب نوادر المعاني الحديث:ج61، ص380.
4- الأصول من الكافي: ج1، باب إن الأرض كلها للإمام (عليه السلام) الحديث، 80،ص428. 5- تفسير نور الثقلين: ج3، ص535-537. 6- وسائل الشيعة: ج14، باب8، من أبواب
مقدمات النكاح وآدابه الحديث 5.