......لا أرى قبري ...وهو يراني
***1*** مشينا نضحك ...نتكلّم عن أحلامنا ...وكان سعيدا ينظر في كل اتجاه ، يدغدغه الأمل ،وجميع شهواته
هائجة وهو داخل سياجها كالثور الهائج ..............فجأة ، سقط ومات ....وقفت على قبره قلت:
ستعترض المقبرة طريقنا ايها الأخ ..........جميعنا ،، فليس وحدك من مات ،، بل أنظر حولي .......لا أرى
قبري وهو يراني ....والمرء حيث ينظر يلقى نفسه ...
**************2
لا نجد اليوم غير الحكمة نتسلّى بها ....هي متعة عقلنا وكنّا نستمتع بشهواتنا الهائجة ....وأملنا
...ولكنّ عمرنا قصير لا يتسع .........فعدنا للموت نفكر فيه ........فهو عمرنا الطويل القادم ...والأجدى أن
نفكر فيه ........ونعرف حياتنا الجديدة فيه .....كما تفكر وانت مسافر في القطار في البلد الذي انت مسافر اليه
..................3
مررت بصخرة كبيرة في الجبل ....فقلت : سلام على ملايين السنين ...أنا عمر قصير لمعة برق
مرّت وسلّمت كما تمرّ أعيننا ونحن نركب قطارا عن مشاهد الأرض الجميلة ..........نمرّ عنها ولا نسكنها
...وأجمل الأماكن ما تمرّ عنه ولا تسكنه ...............بيننا والموت ستارة لطيفة ..لا نراها ....فنعبرها
وينتهي كلّ هذا العالم .....ولا تترك غير خيرك للناس ..فلكي تعود الى السماء عليك ان تعيش بين الناس
بطريقتك اللطيفة ....................................فلا يرتفع ماء البحر الى السماء الا بعد ان تصهره
الشمس ويعود غازا لطيفا ...فيحبّ السماء ويرتفع اليها
...الكاتب / عبدالحليم الطيطي