تطرأ على الإنسان سلسلة من التخيلات أثناء نومه، هذه التخيلات تسمى أحلام، إختلف العلماء في تفسير ظاهرة الأحلام؛ فمنهم من حاول أن يثبت أن الأحلام هي "وسيلة تلجأ إليها النّفس من أجل إشباع رغباتها المكبوتة، والتي يكون من الصعب إشباعها في عالم الواقع " سيجموند فرويد".
وهناك نوع آخر من الأحلام وهو الذي يأتي للإنسان وهو في يقظة، وتسمى هذه الأحلام " أحلام اليقظة "، وهي نوع من الشرود الذهني للإنسان للتفكير في شيء معيّن، أو مشكلة تشغل باله.
ليست كل الأحلام محادثة للنفس، وإنما هناك من الأحلام ما قال عنه الرسول بأنه رؤى، وهي حلم او رسالة من الله لعبده المؤمن، هناك شروط لابد من توافرها ليستطيع الإنسان تحديد ما إذا كانت هذه رؤيا أم أضغاف احلام من الشيطان:
1. الرؤيا تمتاز برمزية الأحداث، وذلك بمعنى أن الإنسان يحلم بشئ له تفسير ( أي أن يحلم الإنسان بأنه ياكل شئ ما نوع من الفواكه مثلا ويقوم بتفسيره ) اما الأحلام الشيطانية فلا يوحد بها رمزية ( كأن تحلم المرأة ان زوجها يخونها مع امرأة اخرى ) هذا النوع من الأحلام الذي يرى الإنسان فيه سرد لمواقف وأحداث معينة إنما هو من الشيطان.
2. لا تنسب الرؤيا لأي شخص اذ لابد أن تتوافر بعض الشروط في هذا الشخص مثل (الصدق والامانة و التقوى والقرب من الله ) لأن الرؤيا فقط تأتي لعباد الله الصالحين فقد قال الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم " (رؤى المؤمن جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوة )
3. الحلم الذي يكون من الشيطان يكون فيه افزاع للانسان، فالشيطان يحب دائماً أحزان الإنسان، حيث يصور له مكروه أو ضرر في بيته أو أحد من أولاده أو زوجته فيستيقظ الإنسان مفزوعاً، على عكس الرؤيا التي تكون من الله؛ فالله رحيم بعباده لا يفزع ولا يحزن أحداً، وانما تكون الرؤيا أمراً محبوبا بها تبشير بخير أو تحذير من شر.
ومن علامات الرؤيا، سرعة تذكر الراوي لها عند سردها لشخص معين، فتنطبع الرؤيا بكل تفاصيلها في ذاكرته ولا ينساها ابدا.
كيف يتعامل الإنسان مع الرؤيا وكيف يتعامل مع الحلم؟
إذا رأى الإنسان رؤيا صالحة و أراد تفسيرها فلا يحدث بها شخص يكرهه أو يكن له الحقد والضغينة، وإنما يلجأ للأشخاص المختصون بتفسير الأحلام ويحمد الله على هذه الرؤيا أن كانت خير، أما إن كانت نذير شر فيحمد الله أيضاً لأنه أنذره قبل حدث هذا الشر ويدعو الله أن يبعد هذل الشر عنه.
أما في حالة الحلم، فإذا غستيقظ الإنسان من حلم أفزعه فليتعوذ من الشيطان، ويغير نومه على الجانب الآخر ويدعو الله أن يبعد عنه شر الشيطان وكيده.