القاهرة – «القدس العربي»: نعت الفنانة ليلى علوي السيناريست والمخرج رأفت الميهي، الذي وافته المنية مساء الجمعة الماضية عن عمر يناهز 75 عاماً بعد صراع مع المرض، وقالت ليلى «لقد تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة معلمي وصديقي والمغفور له بإذن الله رأفت الميهي، والذي أرى أنه بوفاته قد خسر الفن المصري أحد أعمدته، لأن رأفت لم يكن فنانا عاديا، بل كان شديد الموهبة والإنسانية وتعلمت على يده الكثير».
وتضيف ليلى:»لقد كان الميهي عاشقا للفن ومخلصا له، وأتذكر عندما قرأ رواية فتحي غانم «قليل من الحب كثير من العنف» تحمس فورا لانتاجها، رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها السينما، ولكن إيمانا بالفن وعشقه للرواية قرر أن يغامر بكل شيء ليظهر هذا العمل للنور وبسببه حصلت على جائزة أفضل ممثلة من «مهرجان القاهرة السينمائي» عام 94 عن هذا الفيلم، وكانت وقتها جائزة معترف بها دوليا بعد أن عادت الصفة الدولية للمهرجان، وعبرنا بالفيلم للعديد من المهرجانات الدولية، وبسبب حماسه أيضا لسيناريو «يا دنيا يا غرامي» قرر أن ينتجه ويمنح الفرصة لمخرج شاب موهوب وهو مجدي أحمد علي إيمانا منه بدعم الشباب ومنحهم الفرصة».
وتشير الى أن الميهي كان صادقا في فنه ومغامرا في طموحه ليس له شبيه في أي شيء كنت أرى أنه مؤلف ذو مذاق مختلف بعد أن تعلمت وتثقفت سينمائيا على بعض أعماله والتي أراها من علامات السينما مثل أفلام «أين عقلي وغروب وشروق والرصاصة لا تزال في جيبي» والكثير والكثير، وقد تسبب الإكتئاب في وفاة هذا المبدع الكبير الذي ظل يفكر ويفكر حتى الرمق الأخير، ولأنه شخص شديد الحساسية لم يتحمل هذا الاكتئاب ورحل في صمت عن عالمه الصعب والقاسي وبرحيله فقدت إنسانا وصديقا عزيزا، ولن أنسى مواقفه ولا «جدعنته» معي ما دمت حية، ويصبرني أنني كنت قريبة منه حتى النهاية وأحمل في خزانتي آخر إبداعاته، التي لم تر النور حتى الآن، والتي اعتبرها الحلم المشترك الذي كان يجمعنا سويا من جديد. سلام صديقي المخلص انتم السابقون ونحن اللاحقون.