تباينت الآراء حولها وأضرتها مناداة المساواة بين الرجل والمرأة
«السيدات أولا» .. عبارة شهيرة تعكس تقليدا اجتماعيا لطيفا، اعتدنا عليه كنوع من الاحترام، وإظهار المحبة للمرأة باعتبارها نبع الحياة الخصب، لكن في الآونة الأخيرة، تجمدت هذه العبارة فوق الشفاه، وأصبحت أشبه بمفردات سقط المتاع، فقلما تجد رجلا أو شابا يخلي مكانه في المركبات العامة لامرأة مجهدة، أو فتاة ضاقت ذرعا بالزحام، أو حتى لسيدة عجوز، لا تتحمل قدماها الوقوف طويلا.قس على ذلك، ما يحدث في مواقف وأشياء كثيرة، وبخاصة زحمة الطوابير التي أصبحت من سنن حياتنا، بداية من حجز تذاكر القطار إلى طوابير الخبز. فالبقاء للأقوى، ولا فرق في ذلك بين رجل وامرأة، بين شاب في مقتبل العمر، وعجوز تحصي ما تبقى لها من العمر. الأمر نفسه بالنسبة للمقاعد المخصصة لكبار السن والحوامل في الحافلات العامة، التي غالبا ما يحتلها الصغار من الجنسين معا.ورغم أن الكثير من الرجال لا يعيرون التفاتا لهذه المقولة الجميلة، إلا أن الرجال والنساء الأكبر سناً ما زالوا يرون التغافل عنها أمرا غريباً وشاذاً عما ألفوه من توقير للمرأة وتقديمها على الرجل، ولو من باب الكياسة والنبل، ويؤكدون أنها عبارة شارفت على الاندثار.