"أبرار شاهين" فتاة أمريكية مسلمة تبلغ من العمر 18 عاما، وتدرس بالمرحلة الثانوية بإحدى مدارس ولاية نيو جيرسي. ورغم انتمائها لدولة غربية صريحة، والبيئة المتحررة التي ولدت وعاشت فيها، وكل مظاهر لهاث الفتيات خلف الموضة وتقليعاتها التي يتعارض معظمها مع تعاليم الإسلام، كانت "أبرار" تتمتع بنضج مبكر، وبعد أن وصلت لمرحلة البلوغ، اختارت أن ترتدي الحجاب لتنفذ تعاليم دينها الحنيف، لكنها في الوقت نفسه أثبتت للجميع أن الملابس المحتشمة وارتداء غطاء الرأس، لا يتعارضان مطلقا مع المظهر الأنيق، فلفتت الانتباه، وكسبت إعجاب بل واحترام الجميع.
فـ "أبرار" لا تغادر منزلها أبدا إلا وهي مرتدية حجابها وملابسها المحتشمة، التي تمتاز دوما بالذوق السليم وحسن تنسيق الألوان مع بعضها البعض، فتبدو الفتاة رائعة المظهر، لأنها في المقام الأول صادقة مع نفسها ومقتنعة بما تفعله، ولأنها كذلك تعشق الموضة منذ صغرها ولا تجد تعارضا بين أناقتها والحفاظ على أحد فروض دينها الإسلامي.
وكانت النتيجة اختيار "أبرار" لتفوز بلقب "الفتاة الأكثر شياكة وأناقة" على مستوى مدرستها. وبعد فوزها بهذا اللقب، أجرت بعض الصحف الأمريكية والمواقع الإلكترونية حوارات مع المراهقة المحجبة، وكانت هذه بعض تصريحاتها خلال تلك اللقاءات: "عشقت تنسيق الملابس ومتابعة أخبار عالم الموضة منذ طفولتي. وكان أول ما فعلته بمجرد أن تعلمت استخدام شبكة الإنترنت هو قضاء اليوم بطوله في ممارسة الألعاب المتعلقة بالموضة واختيار ملابس شخصيات اللعبة وتنسيقها مع بعضها البعض. كما كنت احرص على ابتكار ملابس وإكسسوارات جديدة كل فترة لدميتي المفضلة باربي."
واليوم تطل "أبرار" يوميا بمظهر غاية في الأناقة، لكنها كذلك ملابس محتشمة وبسيطة تتناسب مع حجابها الإسلامي، فتخطف القلوب وتلفت أنظار كل من يراها. وعن الحجاب تقول "أبرار": "إنه تاج رأسي، وكلما ارتديته أشعر بالأمان، وتزداد ثقتي بنفسي".
وعلى عكس ما يحدث أحيانا في عالم الغرب من النظر باستنكار لمن يبدو مختلفا، أو حتى وقوع حالات تمييز عنصري واضطهاد لأصحاب الدين أو الثقافة المختلفة عن السائد، فالأمر لم يكن كذلك نهائيا في حالة "أبرار"، وهذا أمر محمود يجب أيضا أن نبرزه ونشيد به. فرغم كونها واحدة من بين 800 طالبة في صفها بمدرستها الثانوية بولاية نيو جيرسي، كان تميزها إيجابيا في نظر الآخرين، واشتهرت بكونها الفتاة الأنيقة دوما المحتشمة دائما، والتي تجيد انتقاء أغطية رأس بتصميمات رائعة تتناسب دوما مع ملابسها، دون أي تكلف أو مبالغات. وتقول "أبرار": "كمراهقة أمريكية مسلمة، يسعدني ويشرفني أن أعيش في مجتمع متحضر يتقبل الآخر، ووسط أشخاص واسعي الأفق يمكنهم تفهم واستيعاب من يختلف معهم".
وتتمنى "أبرار" أن تكون مصدر إلهام وتشجيع للفتيات المسلمات في الغرب، بحيث يتمسكن بتعاليم دينهن، ويعبرن عن شخصياتهن وقناعاتهن من خلال اختياراتهن للملابس، دون التخلي عن الأناقة والمظهر الجميل المليء بالبساطة في الوقت نفسه. ونصيحتها لكل الفتيات في نفس عمرها هي "كن صادقات مع أنفسكن وعبرن عن معتقداتكن بحرية".
أما الدروس المستفادة التي نستخرجها من قصة هذه المراهقة الأمريكية المحجبة، فهي ضرورة التحلي بالشخصية القوية الشجاعة، وأهمية أن نختار دائما ما يناسبنا - ليس فقط في الملابس، بل في كل شئون الحياة- بصرف النظر عما يعتقده أو يفعله الآخرون، وعدم السير خلفهم بلا تفكير لمجرد أنهم الأغلبية، أو لأن ما يفعلونه هو السائد والمعتاد. وكذلك نستفيد من قصتها أن احترام الفتاة لنفسها وتقديرها لشخصيتها ومعتقداتها وعدم انسياقها آليا خلف التيار، يجعل الجميع يقفون لها احتراما وإجلالا، حتى لو اختلفوا معها.