تترك التجاعيدُ الوجهية Facial wrinkles (او ما يُدعى خطوط الضحك laugh lines) أثراً نفسياً سيِّئاً في حياة الكثير من المسنّين. وقد توصل بحثٌ أُجرِيَ مؤخَّراً على جثث الموتى إلى معلومات جديدة قد تفسِّر سببَ كثرة ظهور هذه التجاعيد حولَ العينين أكثر من المواضع الأخرى.وبحسب مُعدِّ الدراسة يويشي تاماتسو، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كاجوشيما، فإنَّ الاختلافات بين الغدد الدهنية الواقعة تحت البشرة قد تُفسِّر سببَ كون التجاعيد في جبهة الرأس أكثر سطحيَّة من التجاعيد حول العينين.
تقول الدكتورة نيتين شاوهان، أستاذةُ الجراحة التجميلية بجامعة تورنتو واختصاصية الأنف والأذن والحنجرة: "الغددُ الدهنية هي غددٌ صغيرة جداً (ميكروسكوبيَّة) تقوم بإفراز المواد الدهنية لحماية البشرة ووقايتها من الضرر الذي قد يلحقها جراء الرطوبة".
وتضيف الدكتورة (التي لم تشارك في إعداد البحث): "بناءً على النتائج التي توصَّلت إليها هذه الدراسة، فإنَّ التجاعيدَ الوجهية تكون أكثرَ عمقاً في المناطق التي يقلُّ فيها عددُ الغدد الدهنية، مثل الزاوية الخارجية للعين. ويبدو أنَّ هذه الصلةَ بين التجاعيد وكثافة الغدد الدهنية تقتصر على النصف الأعلى من الوجه".
ولتقصِّي العوامل المؤثِّرة في التجاعيد الوجهية، قام الباحثون بتفحّص عمق التجاعيد، وكثافة الغدد الدهنية، وسماكة طبقة الأدمة في جبهة الرأس ومحيط العينين لدى 58 جثَّة لموتى يابانيين تراوحت أعمارُهم عند الوفاة بين العشرينيات والتسعينيات.
وقد استنتج فريقُ البحث بأنَّه كلَّما ازداد عددُ الغدد الدهنية تحت الجلد في منطقة الجبهة، تناقص عمقُ التجاعيد في بشرتها.
ويقول الباحثون بأنَّ نقصَ عدد الغدد الدهنية حول الزاويتين الخارجيتين للعينين قد يُفسِّر سببَ زيادة عمق التجاعيد في هاتين المنطقتين، بالمقارنة مع التجاعيد في جبهة الرأس.
كما لاحظ الباحثون بأنَّه كلَّما ازداد عددُ الغدد الدهنية كانت أدمةُ الجلد أكثرَ سماكة، وهي الطبقةُ الثانية من طبقات الجلد، وتتوضَّع أسفلَ الغدد العرقية والجريبات الشعرية.
وعلى الرغم من أنَّ الباحثين قالوا بأنَّهم يأملون بأن تُعبِّد نتائجَ بحثهم الطريقَ أمام تطوير علاجٍ فعالٍ للتجاعيد في الجلد، إلاَّ أنَّهم أقرّوا بأن هنالك العديد من العوامل الأخرى قد تمارس دوراً في ظهور هذه التجاعيد، كما نوّهوا إلى أنَّ بحثَهم اقتصر على الأشخاص اليابانيين وحسب، وبذلك فإنَّه من غير المعلوم ما إذا كان الأمرُ نفسه ينطبق على غيرهم من أصحاب البشرة الداكنة أو الفاتحة.
وتتَّفق الدكتورة أشاني ويراراتنا، الأستاذةُ المساعدة في برنامج التكوّن الخلوي والجزيئي للأورام بمعهد ويستار بمدينة فيلاديلفيا مع هذا التحفّظ، وتقول: "على الرغم من أنَّ الدراسةَ مثيرة جداً للاهتمام، إلاَّ أنَّها تركِّز فقط على النسج المحنّطة لجثث أشخاص ينتمون لعِرق بشري واحد. وكما هو معلوم، فإنَّ التجاعيدَ تتباين بشكل واسع بين أبناء الأعراق المختلفة، وقد يتميَّز أبناءُ عِرق محدَّد بقلَّة التجاعيد عن أقرانهم في أعراق أخرى. ومن جهة أخرى، فإنَّه من الصعب تصوّر أنَّ مجرد الاختلاف في كثافة الغدد الدهنية هو وحده المسؤول عن التباين في عمق تجاعيد البشرة".
أمَّا الباحثةُ شاوهان فتقول: "على الرغم من أنَّ الدراسة لم تأتِ بجديد فيما يخص أسرار الحفاظ على نضارة البشرة، إلاَّ أنَّها تنسجم مع التوقُّعات العامة في هذا الصدد. وننصح الأشخاصَ المهتمين بالحدّ من التجاعيد في وجوههم بالتركيز على تحسين عاداتهم الصحية، وتُعدُّ الإماهةُ الكلمة الفيصلَ في هذا المقام؛ إذ ينبغي عليهم تناول الكثير من المياه لتعزيز علميات الاستقلاب أو الأيض في البشرة skin metabolism، ومساعدتها على التخلُّص من السموم وإيصال العناصر المغذِّية لمختلف الخلايا والحفاظ على كهربية البشرة. كما ينبغي عليهم أيضاً تطبيق الواقيات الشمسية، واتِّباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والنوم لفترات كافية".
هيلث داي نيوز، ألان موزيس، الجمعة 17 يوليو/تموز 2015