قدّم رجل من النُحاة خصماً إلى القاضي، وقال: لي عليه مائتان وخمسون درهماً. فقال لخصمه: ما تقول؟ فقال: أصلح الله القاضي، الطلاق لازم له، إن كان له إلا ثلثمائة، وإنما ترك منها خمسين ليعلم القاضي أنه نحوي.*****مر أبو علقمة بأعدال قد كتب عليها: رب سلم لأبو فلان، فقال لأصحابه: لا إله إلا الله! يلحنون ويربحون.*****جاء رجل إلى الحسن البصري فقال: ما تقول في رجل مات فترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن: ترك أباه وأخاه. فقال: ما لأباه وأخاه، فقال الحسن: ما لأبيه وأخيه. فقال الرجل: إني أراك كلما طاوعتك تخالفني!.*****وقيل: قدم العريان بن الهيثم على عبد الملك، فقيل له: تحفظ من مسلمة فإنه يقول: لأن يلقمني رجل بحجر أحب علي من أن يسمعني رجل لحناً، فأتاه العريان ذات يوم فسلم عليه. فقال له مسلمة: كم عطاءك؟ قال: ألفين. فنظر إلى رجل عنده وقال له: لحن العراقي، فلم يفهم الرجل عن مسلمة، فأعاد مسلمة القول على العريان وقال: كم عطاؤك؟ فقال: ألفان. فقال: ما الذي دعاك إلى اللحن أولاً والإعراب ثانياً؟ قال: لحن الأمير فكرهت أن أعرب، وأعرب فأعربت. فاستحسن قوله وزاد في عطائه.****وقف نحوي على بقال يبيع الباذنجان فقال له: كيف تبيع؟ قال: عشرين بدانق، فقال: وما عليك أن تقول: عشرون بدانق؟ فقدر البقال أنه يستزيده، فقال ثلاثين بدانق. فقال: وما عليك أن تقول: ثلاثون؟ فما زال على ذلك إلى أن بلغ سبعين، فقال: وما عليك أن تقول: سبعون؟ فقال: أراك تدور على الثمانون وذلك لا يكون أبداً****قال أبو هِفَّان: رأيت بعض الحَمْقى يقول لآخرَ: قدْ تعلمتُ النحوَ كلَّه إلا ثلاث مَسائل. قال: وما هي؟ قال: أبو فلان، وأبا فلان، وأبى فلان. قال: هذا سهلٌ. أما أبو فُلان فللملوك، والأُمراءِ، والسلاطين، والقُضاة. وأمَّا أبا فلان فللبناة والتُّجار، والكُتَّاب. وأمَّا أبي فلان فلِلسِّفل والأوْغاد.****قيل لأعرابي: كيف تقولُ: ضرب عبد الله زيد؟ فقال: كما قُلتَ. قيل: لِمَ؟ قال: لشر أحسبه وقع بينهما.****وقال: قدَّم رجلٌ من النحويين رجُلاً إلى السُّلطان فِي دَين لَهُ عَلَيْهِ، فقال: أصلح الله الأميرَ، لي عَلَيْهِ درهمان. فقال خصمه لَهُ: والله - أصْلحك الله ثلاثةُ دراهمَ ولكنه لظهور الإعراب ترك من حقه درهماً.****عمِلَ بعضُ النَّحُويين كتاباً في التَّصغير، وأهداهُ إلى رئيس كان يختلفُ إليه، فَنَقص عطَّيتَه، فصنَّف كتاباً في العطف، وأهدَاهُ إليه، وكتب معه: رأيتُ بابَ التصغير قد صغرني عِنْد الوزير، أرجُو أنْ يعطِفَهُ على بابُ العطفِ.******قال أبو العبر: قال لي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: الظبي معرفة أو نكرة ؟ فقلت: إن كان مشوياً على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراء فهو نكرة. فقال: ما في الدنيا أعرف منك بالنحو.