Sunday the 20th May 2012
بغداد... تلك الصور المنسية
د. خالد السلطاني مدرسة العمارة/ الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون
ثمة "فراغ" بصري بينّ، يشعر به كثر من المتابعين للشأن الثقافي العراقي، ولاسيما المعماريين منهم، يتمثل في غياب شبه تام لوثائق تسرد طبيعة وشواهد البيئة المبنية للمدن العراقية وشخوصها، إبان العقود الماضية، وتحديداً قبل وبعيد تأسيس الدولة الحديثة في بداية العشرينات من القرن الماضي. ولئن احتفظت ذاكرة المدن العربية والاقليمية الاخرى بخزين وافر من تلك الوثائق المتنوعة (المصورة منها على وجه الخصوص)، فأن بغداد، ومدن العراق عامة، لم تحظ بمثل هذا الاهتمام، ما جعل من "تصور" خصائص وخصوصية البيئة المبنية المحلية امراً عسيراً، يلفه كثير من الغموض والضبابية. واجد، شخصيا: كمتابع للشأن المعماري الحداثي العراقي، على سبيل المثال، فجوة معرفية واسعة تنشأ جراء هذا الغياب، تعيق الوصول
الى استنتاجات موضوعية لما تحقق معماريا، في فترات لاحقة على تكون ونشوء العمارة العراقية الحديثة.
1_ ضريح السهروردي
ورغم ان الصورة الفوتوغرافية، ما انفكت تمثل الوثيقة الاكثر صدقية والاشمل سردا لطبيعة المشهد المديني المسجل فيها، فان بعض صور مشاهد بغداد الملتقطة، (الصور المحددة والشحيحة)، العائدة الى فترات ما قبل تأسيس الدولة، والتى يتم تداولها بشكل واسع بين المعنيين امست لا تثير انتباهنا، مثلما لا يضيف مضمونها المعلوم والمعروف شيئا جديداً او طازجاً الى ذاكرتنا، وبالتالي فهي قد "استنزفت" أهمية جديد مفردات محتوياتها. نحن، اذن، امام عائق كبير يحول دون الالمام بمعرفة شاملة وموضوعية، لما تحقق معمارياً، جراء ندرة الوثائق المصورة المسجلة لنواحي الحياة وطبيعة البيئة المبنية. ومما زاد في تأثير هذا العائق، واستفحال حضوره السلبي في الخطاب، الممارسة التى ستضحى (مع الاسف!) "تقليداً" ، وهي ممارسة دأب العهد الجديد (اي عهد جديد!) على "انزال" ستار كثيف من التغاضي، والنسيان، والتغييب المتعمد عن كل ما يذكرّ بالحكم السابق، والقطيعة مع تاريخه وانجازاته.
بيد ان افتراض وجود وثائق مكتوبة او مصورة هنا وهناك مجترحة من قبل مثقفي تلك الفترة الزمنية، وإمكانية الكشف عنها مستقبلا، يمكن له ان يزيل او يحد من التأثيرات السلبية لتلك الحالة.
ولا بد، في ظني، ان تكون صور فوتوغرافية موجودة في امكنة آخرى، لكنها غير متداولة على نطاق واسع. وافترض ان ارشيف الدولة العثمانية المحفوظ في تركيا؛ وكذلك الصور المنشورة في كتب المستشرقين؛ والصور المخزونة لدى مجموعات خاصة، بالاضافة الى ما يحفظ ارشيف المؤسسات الاجنبية التى عملت بالعراق (شركة نفط العراق IPC في الخصوص) وارشيف الدولة البريطانية وغير ذلك من المصادر الآخرى، سيسعف الباحثيين، من دون شك، بثروة من الوثائق المصورة، التى بمقدورها ان "تكشف" لنا جوانب عديدة عن طبيعة المنتج المعماري للمدن العراقية، ولاسيما الخاص بالعاصمة بغداد.
في هذا الصدد، يبرز العمل الجاد، والمهم، والمفيد الذي يقوم به الدكتور سعد الفتّال خريج كلية الطب من جامعة بغداد (1972)، وحاصل على شهادة الزمالة في الجراحة من كلية الجراحيين في لندن وكلاسكو (1981)، وشهادة الماجستير من ليفربول (1983)>، في إعداد صور فوتوغرافية قديمة تعود الى تلك الحقب الزمنية، يستقيها من مصادره الخاصة المتنوعة، وينشرها على الشبكة العنكبوتية، انها صور، في معضمها، نادرة، وغير معروفة للكثيرين، أغنّت ذاكرتنا البصرية بنماذج فريدة، واستثنائية في أهميتها المعرفية.
قد لا يكون هدف "فنان" تلك الصور الفوتوغرافية الحصول على توثيق متقصد للمشهد المعماري الملتقط. لكننا، باستطاعتنا أن نوظف ما "جادت" به عدسته الذكية، للتعرف عن طبيعة تلك المشاهد ومفرداتها. وانا هنا، استل بعض من تلك الصور التى يرسلها د. الفتال، عبر بريده الالكتروني، الى اصدقائه ومعارفه، واجدا فيها سردا واقعيا وحقيقياً لبعض المعالم البنائية المهتم بها مهنياً. اني في الوقت الذي اقدر عالياً نشاطه العلمي المميز، فاني اتعاطف مع حرصه التذكير بحقه المعنوي في ملكية تلك الصور، مثمناً إجازته لي بنشرها مع هذا المقال.
تظهر اطراف بيوت بغداد المكتظة والمتراصة في "الافق" العلوي لصورة مسجد السهروردي، الملتقطة سنة 1918؛(الصورة رقم 1). انها تؤشر حدود المدينة في ذلك الحين. ويبدو ضريح الشيخ السهروردي، وهو أحد متصوفة بغداد المشهوريين المتوفي سنة 1144م، وأحد تلامذة الشيخ عبد القادر الكيلاني، يبدو بقبته المخروطية ذات الطابع المعماري المميز، الذي شاع بنائه ابان الحقبة السلجوقية. ان المسجد والمقبرة الملحقة به، بعيدان نوعا ما عن نسيج البيوت السكنية المزدحمة. وتدلل الصورة الملتقطة من الجو، عن قيمتها التاريخية بتحديدها تخوم المدينة آنذاك، المدينة التى ستصبح لاحقاً عاصمة للعراق الجديد.لطالما اعتبرت نهر دجلة، بمثابة "جادة" بغداد الرئيسية. انه "افينيو" المدينة الاكثر شهرة، والاوسع شارع، في مدينة تغدو طرقها من خلال طبيعة النسيج البنائي المكتظ والمتلاصق فيها " دروباً" ضيقة، تتعرج وتتلوى مخترقة ذلك النسيج المتضام، هو الذي لا يترك مجالاً لتكوّن ساحة او ميدان، ناهيك عن تكوّن "بارك" او حديقة، يمكن لسكنة بغداد "التنفس" فيه بحرية.
فمسرة التنفس والاستنشاق بعمق، ورؤية الافق البعيد، ولذاذة التمتع "بحضرة" المكان المفتوح، يمكن له ان يتحقق فقط عند دجلة: دجلة الخير! (بحسب كلمات الجواهري)، النهر الذي يوفر متعة بصرية للناس، كما يحقق، ايضاً، بيئة مفضلة.. للحيوان!.
في صورة رقم (2)، يبدو "جاموس" بغداد ("المعمل" الاشهر للالبان وقتذاك)، مستمتعاً بما توفره له مياه دجلة الجارية من برودة واسترخاء. وتظهر بيوت المدينة المتناثرة في الافق البعيد، وكأنها وسط بساتين نخيل مكتظة. لكن ما يرى في الحقيقة، هو لمواقع خارج اسوار بغداد. فالمدينة، كما هي في السابق، مافتئت تفتقر الى مثل هذه النسب العالية من الخضرة. ومآل "غابات" النخيل التى تظهر في الصورة، والتى نخمن بانها منطقة كرادة مريم، سيكون الزوال فيما بعد، اذ "ستلتهمها" حركة البناء الواسعة والسريعة التى جرت في عقود لاحقة، عن تاريخ الصورة الذي يعود الى سنة 1917.
2- جاموس في نهر دجلة
يبدو شارع الرشيد (صورة رقم 3)، الشارع الاهم بالعاصمة العراقية (وأحبها على قلوب البغداديين!)، وهو "مزدحم" بالعربات التى تجرها الخيول، التى كانت واسطة النقل الاولى إبان زمن الصورة، التى نفترض انها نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات.
وهذا التحديد الزمني الافتراضي يرجع الى اسلوب "العمارة" الظاهرة فيها. في تلك الحقبة، "انبهر" البغداديون في طراز " الار نوفو"؛ الذي كانت نماذجه المبنية تصلهم عبر "كاتالوغات" مصورة، صادرة من بعض بلدان حوض البحر الابيض المتوسط. ومنها، من تلك البيانات المصورة، دأب البناة البغداديون المهرة الاقتباس منها واستلهام بعض عناصرها التكوينية والزخرفية. وتحفظ مباني "الرشيد" في مناطق عديدة منه، على خيرة النماذج المبنية للار نوفو (و"الار ديكو" ايضاً) ليس فقط في منتج العمارة المحلية، وإنما حتى في مشهد عمارة كثر من العواصم الاقليمية المجاورة.
والامر المؤسف، الذي يثير الحزن ايضاً؛ بان تلك النماذج الرائعة، قد تم تشويهها وحتى اتلافها في حقب زمنية لاحقة؛ وخصوصاً في السنين الاخيرة. ذلك لان كثراً ،الآن، لا يقدروا (بل وربما حتى لا يعرفوا!!) أهمية ما يحتويه هذا الشارع الجليل من روائع معمارية.
ومثلما خَزَن شارع الرشيد "عينة" من طرز معمارية عالمية متنوعة، فانه يحفظ ايضا امثلة مميزة من نماذج العمارة التراثية والتقليدية، ومنها جامع الحيدرخانة الشهير، (الذي يعود تاريخ بدء بنائه الى سنة 1819م)، والذي تطل قبته اللازوردية المكسية بالخزف ذي البريق المعدني على فضاء الشارع، مضفية لوناً وجمالا واختلافاً الى بيئة الشارع المبنية. ومع ان الصورة المنشورة في الجزء الايسر من (صورة رقم 4)، يعود تاريخها الى 1918، فقد قمت، شخصيا بالتقاط صورة آخرى للجامع ذاته، من ركن شارع المتنبي، (جزء الصورة الايمن) اثناء زيارتي الاخيرة الى بغداد (2012). ويتساءل المرء، وهو يشاهد الصورتين معا، هل من ثمة "اختلاف" جوهري طرأ فعلاً على بيئتي الصورتين اللتين يفصلهما حوالي ... قرن من الزمان؟!.
تسجل عدسة مصور مجهول "باب كلواذا" <باب البصلية سابقاً (الجزء الاعلى من صورة رقم 5). والباب، كما هو معروف، هو من اربعة ابواب كانت موجودة في سور بغداد؛ الذي شرع المستظهر بالله في بنائه، واتمه المسترشد بالله سنة 1118م. واستمر السور قائما لفترة طويلة، قبل ان يهدمه مدحت باشا، ليقيم من آجره مبنى القشلة ومدرسة الصنائع في القلعة. بيد إن بواباته الاربع ظلت سليمة بعد زوال السور، تؤشر بمواقعها حدود المدينة القديمة. لكنها ازيلت لاحقاً، واحدة بعد أخرى، (عدا باب الظفرية <وهو الباب الوسطاني) ببواعث مختلفة، آخرها كانت بوابة كلواذا اياها، التى تمت ازالتها في منتصف الثلاثينات من قبل امانة العاصمة.
جدير الذكر ان حيز "باب كلواذا" استخدم ككنيسة للجنود البريطانيين اثناء احتلالهم لبغداد سنة 1917، باسم كنيسة "سان جورج"؛ واستمرت بعملها لحين قرار ازالة الباب، والشروع بتشييد كنيسة بنفس الاسم بالصالحية عام 1936. والتى قام بتصميم مبناها المعمار "جيمس موليسون ويلسون"، احد المؤسسين الاساسيين لعمارة الحداثة بالعراق. هو الذي صمم او شارك في تصميم مبان ذات حضور مميز في المشهد المعماري الحداثي العراقي منها: جامعة آل البيت بالاعظمية، والبلاط الملكي في الكسرة، ومستشفى مود التذكاري بالبصرة، ومطار المثنى في الكرخ، ومطار البصرة، ومبنى الموانئ بالبصرة، والمحطة العالمية للقطارات في بغداد، ومحطة قطار الموصل، ومبنى شركة نفط العراق في كركوك،
3- شارع الرشيد
وغيرها من الابنية المهمة. واعتبر شخصياً عمارة كنيسة سان جورج (التى تظهر في اسفل الصورة) مبناها مؤخرا، بترخيص كريم من راعي الكنيسة)، من روائع مباني العقد الثلاثيني، وأرصنها تصميمياً، انها مشيدة بالكامل من الآجر البغدادي: مادةً وانشاءاً. وجماليتها الآسرة تستمدها من خاصية "التكتونك"عالي المهنية؛ كما تستمدها ايضاً، من تقاليد حركة "الفنون والحرف" Arts & Crafts الانكليزية المعروفة، المغرم بها معمارنا القدير.
يذكرّنا "لو كوربوزيه"، بان "الراحة" – هي احدى الوظائف الاساسية للمدينة، التى يتعين تخطيطها الحديث، وفقاً لنظر المعمار والمخطط العالمي الشهير، ان يستجيب الى متطلباتها، مثلما يستجيب الى متطلبات آخرى كالسكن والعمل وغيرهما. في الجزء الاسفل من الصورة رقم 6، يظهر مفهوم "الراحة" البغدادية زمن قبيل تأسيس الدولة، من خلال استرخاء كسول للزبائن الجالسين في مقهى شعبي، كما يتضح تأثيرها، ايضاً، في الجزء الاعلى منها، حيث <السقا> "يطفأ" عطش البغداديين الذين يصادفهم في الطرقات التى يمر بها. يمكن للمرء ان يلحظ امرين في مفردات الصورة، اولهما: الارتفاع غير العادي، الذي يفصل الارض عن مستوى سطح "ارضية" التخوت التى يجلس عليها البغادة وقتذاك. ولقد عد تحقيق مثل هذا الارتفاع امراً هاماً ومطلوباً، حتى ولو استخدمت "كسر" الطابوق لهذا الغرض. ومرد ذلك، في ظني، هو تحاشي "دبيب" الحشرات ولسعاتها الغاصة بها شقوق الارض ،التى تنهض عليها تخوت المقهى.
والامر الآخر، ظاهرة "التعددية" الواضحة في اشكال غطاء روؤس رواد المقهى وتنوعها. تلك التعديدية، التى سعى الملك فيصل الاول في حينها، الى تجنبها، مقترحا "زياً" موحدا: وهي السدارة، (السدارة الفيصلية لاحقاً) لتشي "رمزياً" بالوحدة المرتجاة، بين سكان البلد الذي ظهر، على حين غرة، على خريطة المنطقة. ولئن استمر ترسيخ مظهر السدارة في المشهد، الموحي الى بروز وتشكل "طبقة" اجتماعية جديدة، عابرة للانتماءات الدينية والاثنية والعشائرية والطائفية، ردحاً من الزمن، فانها سرعان ما اختفت وراء الانكسارات المفجعة التى توالت على البلد من كل حدب وصوب، مضهجة الآمال المرجوّة في تقدم وطن، واسعاد شعب. لكن ذلك، بالطبع، ...حكاية آخرى.
بما ان دجلة يخترق بغداد، فمن الضروري ان يحضر "الجسر" رابطاً بين الضفتين.
وغب تاسيسها ابان خلافة المنصور (762م)، باتت تلك المفردة، تشكل احدى الخصائص التخطيطية الاساسية للمدينة التليدة. في صورة رقم 7، يظهر جسران عائمان قديمان، انهما يمثلان "اميج" الجسور التى طالما انشئت على دجلة، والتى استعيض عنهما، لاحقا، بجسور ثابتة. اعلى الصورة، يوضح ،كما هو مؤشر، الجسر الذي كان يربط الكاظمية بالاعظمية، والذي انشأ "جسر الائمة" بديلا عنه في 1957، والاخر، هو الجسر القديم الذي تم تشييد "جسر الشهداء" الحالي عوضاً عنه في 1939. ثمة التباس معرفي يظهر جراء الكتابات المرافقة للجسر المبين في اسفل الصورة. فما تشير اليه تلك الكتابات بما انه جامع الآصفية ، احسب بانها معلومة غير دقيقة. ذلك لان "الآصفية" (التى يعود زمن انشائها الى سنة 1826، ابان ولاية الوزير داود باشا)، تظهر الى يسار الصورة. وما تدلل عليه الكتابة يعود الى مبنى آخر، موقعه يفترض الى جنوب المدرسة المستنصرية، والذي يبدو انه ازيل، كما ازيلت كثير من مباني بغداد العديدة على امتداد تاريخها الطويل!.
ليس من ثمة كلمات، بمقدورها ان تصف محتوى صورة رقم 8، أصدق من مثل "الحدث المترع بالآمال". نحن نتكلم عن حدث، سينقل الشأن الصحي والتعليمي في البلد، من حال الى آخر. نحن نتحدث عن لحظة افتتاح مبنى الكلية الطبية العراقية في اليوم الرابع من نيسان 1930، والتى حضرها الملك فيصل الاول شخصياً، مرتدياً اللباس العربي المشحون بالدلالات. (الجزء الاعلى من الصورة)، اما قسمها الآخر، فيبين المبنى ذاته وقد اكتمل وبات جاهزا للاستخدام. صمم المبنى المعمار "هارولد كليفورث ميسن": <معمار الحكومة> وقتذاك، وشريك "ولسون" في الكثير من اعماله المميزة. ليس المقام، هنا، ملائماً للحديث باسهاب عن عمارة المبنى. لكني اود، مع هذا، أن استثمر هذه اللحظة لاعبر عن تعاطفي مع فكرة "ميسن" واختياراته لنوعية العمارة المتحققة. لا يفتأ "ميسن" ان يعلن عن اعجابه بالذائقية "البوزارية"، في معظم التصاميم التى اضطلع بها منفرداً. انه "بوزاروي" باريسي بامتياز، رغم انه درس وتعلم في بريطانيا. وعندما كلف تصميم واجهة مبنى الكلية الطبية، لم يتوانَ بان تكون مقاربته التصميمية نفسها، المقاربة الممّجدة للعمارة، العمارة الوقورة لذاتها. ومع أن مفرداتها، بالطبع، بعيدة عن ارث المنطقة البنائي، لكنها تظل تمثل احدى تنويعات المشهد المعماري المحلي الاستثنائية المميزة.
4- جامع الحيدرخانة
وليس مصادفة ان تختار كخلفية محببة لصورة تخرج الطلبة بحضور اساتذتهم. كما لم يتوان المعار نفسه ايضا، عندما كلف بتصميم "قصر الزهور" بالحارثية عام 1932، أن تكون لغته المعمارية المصطفاة هي ذاتها المحببة الى قلب "ميسن"، اللغة المعتمدة على ذائقة جمالية رفيعة، والتى بسببها ، اكتسب القصر (الذي انشر صورته من صور ارشيفي الخاص، صورة رقم 9)، سمعة وانتشار واسعين. والامر المفجع هنا، (وانا لا اجد كلمة غيرها تصف الحالة)، هو غياب هذا الاثر الاستثنائي بعمارته وأهميته، بقرار غير حكيم، افضى الى زواله وتهديمه بالكامل، ما ادى الى ان يخسر منتج العمارة العراقية الحديثة خيرة نماذجه التصميمية.
.. لقد اتاح لنا، الدكتور سعد الفتال، من خلال صوره المميزة والنادرة، امكانية متابعة مسار عمارتنا، وان "نرى" إنجازاتها في لحظات زمنية، أعتبرت بالنسبة الى كثر، لحظات منسية، وغائبة عن الذاكرة البصرية للكثير من العراقيين.
5- باب كلواذا وكنيسة سان جورج
6- مشهد مديني بغداد: السقا، والمقهى الشعبي
7- جسران عائمان
8- افتتاح الكلية الطبية العراقية
9- قصر الزهور في الحارثية