حاول شاب عراقي الانتحار عندما قام الرمي بنفسه من الطابق السادس في العمارة التي يسكن بها بمدينة مالمو مقاطعة سكونة جنوب السويد. واقدم العراقي "علي محمد كاظم" يوم الخميس والمصادف العاشر من مايو - ايار الجاري بالقفز من الدور السادس من الشقة التي يسكن فيها محاولا الانتحار خوفا من الشرطة بعدما اقتحموا شقتهم الواقعة في أحد احياء المدينة وذلك لاعتقاله واحتجازه ومن ثم تسفيره قسرا الى العراق. وذكر أحد المقربين من "علي " أنه قفز من الطابق السادس محاولا الانتحار عندما اراد الهرب من الشرطة المدنية والتي حاولت الاخيرة القاء القبض عليه وتسفيره الى العراق، فدخلوا عليه بشكل مفاجىء من الباب الرئيسي للشقة، وأن "علي" كان مذعورا و خائفا جدا تلك اللحظة من صراخ الشرطة وضربهم على الابواب بشدة مما دفع بـ "علي" للأختباء في الشرفة حيث حاول فيها الانتحار مستخدما كابل الصحن "الستلايت" ولكن بعد محاولة من أحدا أفراد الشرطة الامساك به والوصول اليه عبر النافذة الا أنه قفز من الطابق السادس الى الارض واصيب بكسور وجروح بالغة. وأكمل حديثه قائلا: أنه بعد 15 دقيقة وصلت سيارة الاسعاف حيث "علي" ملقيا على الارض وسرعان ما طوقت الشرطة المنطقة ومنعوا المارة والاصدقاء من الوصول اليه لمعرفة ما اذا كان "علي" على قيد الحياة أم لا, فأحيل فورا الى مستشفى الطوارئ في المدينة. ويضيف أنه نقل الى قسم الطؤارئ وهو بحالة خطيرة وأن العائلة التي كان يسكن معهم "علي" هم في حالة صدمة وحيرة جراء ما شاهدوا مجريات الحادثة حيث انتهى بـ "علي" القفز من الطابق السادس وأن يختار الموت مقابل عدم تسفيره قسرا الى العراق. والتجأ "علي محمد كاظم" من سكنة العاصمة العراقية بغداد قبل سنوات مضطهدا الى السويد وخوفا على حياته أقدم على طلب اللجوء، الا أن دائرة الهجرة السويدية رفضت الطلب وأحالت ملفه الى الشرطة لتسفيره قسرا الى العراق. وعلى ذلك قررت منظمات مدنية وبالتعاون مع اصدقاء "علي" بعمل مظاهرة يوم السبت القادم تظامنا مع الحالة الصعبة التي مر بها. ومن جانبه حذرت المنظمات المجتمع المدني وحزب اليسار السويدي والجمعية العراقية التطوعية المهتمة لقضايا وشؤون اللاجئين العراقيين في مدينة مالمو من مغبة محاولات الانتحار التي يقوم بها مجموعة من اللاجئين العراقيين الذين اصابهم الياس من الانتظار الطويل حول ملفات طلبات لجوءهم في السويد. ودعت هذه المجموعة من المنظمات اللاجئين العراقيين الى ضبط النفس والتريث والصبر وللوصول الى أهداف ايجابية كي يكون لها معنى في الحياة وعدم الانسياق الى هذه الامور حفاظا على حياتهم. وكان طالب لجوء عراقي اخر في العقد الثالث من عمره في اوخر العام الماضي، حاول اضرام النار في نفسه عندما سكب على ملابسه مواد سريعة الاشتعال اثناء دخوله الى مركز شرطة ستوكهولم لكن هذه المحاولة باءت بالفشل نتيجة مساعدة من احد رجال الشرطة وكذلك من احد الزائريين السويديين لمركز شرطة استوكهولم في العاصمة. وفي حادثة منفصلة مطلع هذا العام يذكر ان احدا من طالبي اللجوء العراقيين هدد بالأنتحار في حال إبعاده الى بغداد وكان محتجزا لاقل من شهر في مخفر للشرطة في يوتيبوري، فيما ظهرت مخاوف لدى الشرطة السويدية من زيادة عمليات لمحاولة الانتحار من قبل لاجئين الذين اصابهم الياس من الانتظار الطويل للحصول على تصريح الاقامة في السويد . ويرى محللون ان اسباب محاولات الانتحار بين صفوف اللاجئين بات معروفا لصعوبة الحصول على تصريح الاقامة والذي من شأنه يقلل من فرص ايجاد عمل او وظائف حكومية او الاعمال المهنية الأخرى والذي يوثر بشكل رئيسي على العامل الاقتصادي للاجئ وبالتالي سوف يؤثر سلبا على العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الافراد والجماعات لانه هو المحور الاساسي لبناء المجتمع في حياة الافراد وبالاضافة الى صعوبة الاندماج بالمجتمع السويدي. ومن جهة اخرى قالت السلطات العراقية بإن السويد أبعدت ثمانية آلاف عراقي قسرا من أراضيها حتى الآن، كما أكدت السويد إن عدد العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم والذين اختاروا العودة الطوعية إلى العراق يزيد بآلاف عن أولئك الذين تم ترحيلهم قسرا. ويذكر ان الراتب الشهري لطالبي اللجوء هو 2100كرونه سويدية ومايعادل بالدولار الامريكي حوالي291 دولارا وهو مبلغ غير كافي في توفير المستلزمات الشخصية للفرد الواحد في السويد مما يزيد ضغوطا كبيرا على نفسية اللاجئ فضلا عن الانتظار الطويل على نتائج ملفات طلب اللجوء حيث يعتبره الكثيرون من انها تدمير بشكل بطيء للذات ويصفونه باضاعة للوقت.