رمل الكلى
هو مصطلح يطلق على حالة مرضيّة تعتري الوظائف الكلوية نتيجة الإعاقة التي تحدثها الزوائد الرمليّة حال وجودها في أجزائها الداخليّة؛ فهي مواد صلبة حدثت نتيجة عمليّات الترسيب للبلورات الذائبة في الكلى، وذلك نتيجة زيادة نسبة المعادن والمواد الحمضيّة في البول؛ حيث يتشكّل الرمل من حصى صغيرة جدًّا تجمّعت على نوى ترسيب، وغالباً ما تكون من مواد بروتينية بدأت بالالتصاق ببعضها البعض لتشكّل كتلةً صلبةً يطلق عليها: حصى أو رمل الكلى، وهي تختلف من حيث الحجم والنوع؛ وذلك باختلاف مكوّنات المواد المترسبّة، فمنها ما يتشكّل نتيجة ترسّب المواد الكلسيّة الناتجة عن زيادة مستوى الكالسيوم، ومنها ما ينتج عن زيادة حمض اليوريك، ومنها ما يتشكّل نتيجة تجمّعات للمغنيسيوم، وأخرى يغلب عليها تركيب فوسفات الكالسيوم.
أسباب تشكل رمل الكلى
يتشكّل رمل الكلى نتيجة عوامل مختلفة: منها ما يعود لطبيعة إفرازات الجسم، والتي تختلف من شخص لآخر؛ فبعض الأجسام لديها القدرة على امتصاص كميّات أكبر من العناصر الغذائية عن غيرها مثل الكالسيوم وبعض المعادن، ومنها ما يعود للنمط الحياتي اليومي؛ وعليه يمكن إيجاز أسباب تشكّل رمل الكلى بأربعة عوامل رئيسيّة، هي:
نوعيّة مياه الشرب
إنّ شرب المياه المشبعة بالعناصر المعدنية، والتي تجاوزت المعايير والمقاييس الدولية لمدّة زمنية طويلة؛ لها دور كبير في زيادة نسبة الترسّبات من هذه المواد؛ والتي تشكّل البنية الأساسية لرمل الكلى؛ حيث تصل هذه المواد الذائبة في الماء إلى عدم قدرة الفلاتر الكلوية على تصفيتها والتخلّص منها، فتتجمّع فوق بعضها بعضاً؛ لتترسَّب على شكل حصى كلويّة.
التعرض للجفاف
يؤدّي الجفاف إلى نقص منسوب الماء في الجسم؛ والذي يسبّب بدوره زيادة المواد المتبلورة في البول؛ لتزيد نسبة الترسيب لها؛ ممّا يؤدي إلى تجمُّعها على شكل نوىً لحصى صغيرة يزيد حجمها مع الأيام؛ لتصبح على شكل رمل كلوي.
طبيعة التغذية
إنّ النمط الغذائي الغني بالأملاح والمواد البروتينية يُعدُ مصدراً جيداً للمواد المترسبة التي تشكِّل الحصى؛ حيث تساهم زيادة تركيز هذه المواد بحدوث الالتهابات الكلويّة التي تسهّل تشكّل رمل الكلى؛ حيث تنتفخ الكلى نتيجة الالتهابات، ممّا يؤدي إلى تجمعات تسهِّل تَشَكُّلَ الحصى الكلوية.
التقدم بالسن
مع مرور الأيّام تزداد تجمّعات المواد المفلترة بالكلى بنسب ضئيلة جدّاً تترسب بعد عمليّة التخلص من السوائل بالكلى؛ لتتجمّع على شكل حصى، وهذه العملية تحتاج لسنين طويلة تحدث نتيجة التقدم بالسن.
أعراض رمل الكلى
تختلف أعراض رمل الكلى من حيث الشدّة والحدة والمدة؛ وذلك حسب نوع المواد التي شكَّلت الرمل، أمَّا من ناحية الأعراض العامّة، فهي تشترك بنفس الأعراض تقريبا، وهي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم؛ وذلك نتيجة الالتهابات التي تحدثها حركة رمل الكلى في المجاري الكلويّة.
- عدم استقرار المعدة؛ وذلك نتيجة الشعور بالغثيان والدوار في بعض الحالات.
- كثرة التبوّل مع كميّات قليلة لونها أصفر يميل إلى الحمرة أحيانا؛ وذلك نتيجة الضغط المتولِّد من الرمل على الكلية والحالب حال نزولها إليه.
هل الرمل يسبب المغص الكلوي ؟
د. مزاحم مبارك مال الله
الجهاز اليولي يتكون من الكليتين والحالبين ،المثانة والاحليل(والاحليل لدى الاناث أقصر منه في الذكور مما يُفسر شيوع وتكرار ألتهاب المسالك البولية لديهن أكثر) ، وتمتد في الجهاز البولي شبكة من الأوعية الدموية والأعصاب ،عمله تنقية الجسم من فضلات التمثيل البايوـ كيمياوي لكل ما يدخل الجسم بما فيها السوائل الفائضة عن حاجة الجسم ومنها الماء، علماً أن التوازن المائي في الجسم يكون تحت سيطرة الدماغ. الفضلات الناتجة تشتمل على السموم والادوية والمستهلكات ونواتج فعاليات الجسم الحيوية ،كل هذه المكونات نطلق عليها الـ "بول"، فالبول هو ماء يحتوي على مواد مختلفة وبتراكيز مختلفة.
الكليتان تقعان على جانبي العمود الفقري، تمتد كل منهما من أسفل الفقرة الظهرية 11 والى الفقرة القطنية الثالثة،علماً أن الكلية اليمنى تكون بمستوى أخفض من الكلية اليسرى بسبب وجود الكبد ،يبلغ طول كل منهما 10 ـ 12 سم ويبلغ عرض كل منهما 5 ـ 6 سم ،أما السُمُك فيبلغ 3 ـ 4 سم ، ووزن كل منهما يبلغ 150 غرام.
يتعرض الجهاز البولي كأي جزء أخر في الجسم الى شتى أنواع الأمراض وبالتأكيد فأن أي مرض يعطي علامات وأعراض، علماً أن بعض تلك العلامات والأعراض تكون منعكسة عن أمراض جسمانية أخرى ليست لها علاقة بالجهاز البولي.
أعراض وعلامات أمراض الجهاز البولي هي:ـ
1. المغص الكلوي، يحصل جراء وجود انسداد أو تضييق في مجرى البول ، فتنقبض عضلات حوض الكلية لغرض دفع البول خلال المجرى المسدود أو المتضيق.
2. الألم هو أخف من المغص الكلوي ويحصل جراء ازدياد الضغط داخل حوض الكلية وامتلائه بالبول فينتفخ مسبباً ضغطاً على كبسولة الكلية الخارجية محدثاً الألم.
3. حرقة الادرار
4. تقطع الادرار ،ممكن أن يحصل في حالة الضغط على الاحليل كما في تضخم البروستات أو أثتاء الحمل.
5. عسر مرور الادرار
6. التبول الدموي
7. تغير لون الادرار
8. روائح كريهة غير معتاد عليها.
9. الشعور بعدم تفريغ المثانة والإحساس بالحاجة الى التبول مرة ومرات.
أكثر الأعراض أهميةً هو المغص الكلوي والذي أما أن يكون حاداً أو متناوباً (أي بمعنى حاد/ مزمن).
السبب الأهم للمغص الكلوي هو وجود حصى في الكلى ،أو في حوض الكلية أو في الحالب، إضافة الى أسباب أخرى مثلاً التهاب المسالك البولية الحاد.
وفي جميع الحالات فأننا نحتاج الى أهم تحليل أو بالحقيقة التحليل الرئيسي في الشكوى الخاصة بالمسالك البولية ،ألا وهو تحليل الإدرار العام.
تحليل الإدرار العام يبيّن الكثير من الأمور أمام الطبيب منها حامضية البول أو قاعديته ،وجود دم فيه أو لا ،وجود جراثيم أو لا ،وجود جراحة أو لا ،هل يحتوي على السكر ،بروتين ،وغير ذلك ،إضافة الى وجود البلورات من عدمه ، البلورات والاسم الشائع عنها هو "الرمل".
والسؤال ،هل يسبب الرمل في الإدرار مغصاً أو ألماً كلوياً؟
البلورات (الرمل) لا تسبب ألم أو مغص أو حرقة وتكتشف بالصدفة من خلال تحليل الإدرار ، أما أذا أشتكى المريض من ألم أو حرقة وظهرت البلورات ـ رمل ـ بالتحليل فيجب البحث عن سبب ذلك الألم أو الحرقة بعيداً عن وجود البلورات كوجود البكتريا مثلاً. الحصى بكل الأحجام تسبب الألم والمغص.
ما هو الرمل ومن أين يأتي؟
الرمل هو بلورات مجهرية ـ لا تُرى بالعين ـ (مصطلح رمل في البول هو خطأ شائع، والصحيح هو بلورات)،تنتج عن تجمع لمركبات لم تذوب في البول فتترسب بأشكال مختلفة حسب مكونها، فبلورات حامض البول(يورك أسِد)تكون ناعمة ومدورة ، أما بلورات الكالسيوم الحامضية فتكون طويلة ومدببة ،وهناك بلورات الفوسفات والاوكزاليت وغيرها.
هذه البلورات أذا لم تعالج فمن الممكن أن تتحول الى حصى تشاهد بالعين المجردة.
ماهي أسباب وجود هذه البلورات:ـ
1. قلة تناول السوائل يجعل البول مركزاً ويكون لونه غامقاً (أصفر غامق)، زيادة تركيز البول يعني نواتج التمثيل الغذائي والدوائي ستكون عالية فيه، مما يؤمن وسط جيد لتكوين البلورات، علماً أن الكلى تفرز مواداً تمنع تكون البلورات وهي(السيترات)، ولكن قلة تناول السوائل وخصوصاً الماء يمنع طرح هذه البلورات خارجاً.
2. زيادة المواد المطروحة في البول، أما بسبب زيادة تناولها أو بسبب بعض الإمراض ، مثل ارتفاع حامض البول URIC ACID ونقص في إفراز المواد المانعة لتكوين البلورات (السيترات).
العلاج:
يختلف العلاج بحسب نوع تلك البلورات ، فأذا كانت من نوع حامض البول فيفضل تناول دواء يجعل البول قاعدي التفاعل ،أما أذا كانت من نوع بلورات الكالسيوم فيفضل تناول دواء يجعل البول حامضي التفاعل إضافة الى دواء يقلل من طرح الكالسيوم في البول.
الوقاية :
1. تناول السوائل المختلفة بحيث يتمكن الإنسان من طرح 1.5 ـ 2 لتر من البول خلال 24 ساعة، علماً أن الحاجة الى السوائل بالصيف أكثر من الشتاء بسبب التعرق.
2. ممارسة الرياضة لتحريك البلورات في المسالك البولية لغرض طرحها.
3. للذين يعانون من زيادة وزن فننصحهم بتقليل الوزن.
4. تجنب التعرض اليومي للأجواء الحارة.
5. الابتعاد جهد الامكان عن تناول الملينات والمسهلات ويُفضل تناول الخضروات والسلطة.
6. التوازن في تناول اللحوم ،البقوليات ،المكسرات (لذوي بلورات حامض البول) ،وكذلك في تناول الحليب ومشتقاته (لذوي بلورات مركبات الكالسيوم).