معركة ديان بيان فو
جزء من الحرب الهندوصينية الأولى
التاريخ
March 13 – May 7, 1954
الموقع
21°23′13″N103°0′56″Eإحداثيات: 21°23′13″N103°0′56″Eمحيط ديان بيان فو، فيتنام
النتيجة
النصر الحاسم لفييت مينه
المتحاربون : فرنسا ، فيتنام الجنوبية السابقة ، فيتنام الشمالية (فيتمين سابقاً) ، المستشارون العسكريون الصينيون .
القادة :
من فرنسا : Pierre Langlais ، René Cogny .
من فيتنام الشمالية : Võ Nguyên Giáp .
الخسائر : ابتداء من 13 مارس:
10,800 ، ابتداء من 13 مارس:
48,000 combat personnel15,000 logistical support personnel .
معركة ديان بيان فو هي معركة مصيرية بين قوات اتحاد تحرير فيتنام والجيش الفرنسي الذي كان مدعومًا من قوات من حلف الناتو.
1 الجيش الفيتنامي :
خسائره تعدت ثلاث اضعاف الخسائر الفرنسية ولكن كان الانتصار الحقيقي عندما خرج قائد الجيوش الفرنسية حاملاً الراية البيضاء معلناً انتصار جيش فيتنام. وكان قائد الجيش الفيتنامي هو الجنرال فون نجوين جياب
2 الجيش الفرنسي :
سلاح المدفعية ، سلاح المشاة ، جيش أفريقيا :
الكتيبة الأولى، الفوج الأول المشاة الجزائرية.
الكتيبة الثالثة، الفوج الثالث المشاة الجزائرية.
الكتيبة الخامسة، الفوج السابع المشاة الجزائرية.
الكتيبة الأولى، الفوج الرابع المشاة المغربية
المجموعة المغربية دفوف .
معركة ديان بيان فو (بالفرنسية: Bataille de Diên Biên Phu; فيتنامية: Chiến dịch Điện Biên Phủ)، هي أول مواجهاتالحرب الهندية الصينية بين فيلق القوات الفرنسية في الشرق الأقصى التابع للاتحاد الفرنسي وجبهة الثوار الشيوعيين فييت مينه. وقعت أحداث المعركة بين آذار وآيار 1954 ، بلغت أوجها إثر هزيمة الفرنسيين ثم إنعقدا مفاوضات في جنيڤ لتحديد مستقبل الهند الصينية.
"خلفية تاريخية وتجهيزات المعركة"
في نوفمبر1953م، بدأت فرنسا ببناء قاعدة للجيش حول قرية ديان بيان فو التي تُسمى أيضًا ديان بيان، في ما يعرف الآن بشمال غربي فيتنام، وكان الغرض من هذه القاعدة هو تعطيل حركة الجيش الفيتنامي. وفي 13 آذار عام 1954م، شنَّ حوالي 50,000 جندي فيتنامي هجومًا على قوات فرنسية يزيد قوامها على 10,000 حندي في القاعدة، ودمروا سريعًا مطار القاعدة تاركين الفرنسيين بدون مؤن كافية. وقاوم الفرنسيون، على الرغم من قلة عددهم، الهجوم الفيتنامي لمدة 56 يومًا، ولكنهم أُجبروا على الاستسلام في 7 آيار 1954، وانتهى القتال في أوائل اليوم التالي. .
وتردد على ألسنة الخبراء العسكريين أن الجانب الفرنسي أراد استدراج القوات الفيتنامية الي تلك المنطقة التي اقام فيها الفرنسيون حامية ضخمة تعتبر الاهم في المنطقة من حيث الحجم والتسليح الحديث فحشد الجنرال الفيتنامي نجوين جياب قوات متفوقة في العدد وفي الروح المعنوية حول التلال المحيطة بالمنطقة واستعان بعنصر الطبيعة المحيطة من اشجار كثيفة ومناطق وعرة في اخفاء قواته وسلاحه وهو ما ادى الى تضليل الغارات الجوية الفرنسية ، وعندما بدأت المعركة وجدت القوات الفرنسية نفسها محاصرة. ومع تعذر الحصول على امدادات عن طريق البر لجأت فرنسا إلى الجو وحيث أصبح انزال مظليين عن طريق الجو هو الاسلوب الوحيد لنقل الامدادات. وعندها خرجت المدافع المضادة للطائرات من مخابئها لتحصد الطائرات والمظليين وتضيق الخناق على القوات الفرنسية. واتسم التكتيك الفيتنامي بالتحول من قتال سريع لتحقيق نصر سريع الى قتال بثبات لتحقيق تقدم ثابت.
"الأثر العالمي"
وتعتبر معركة ديان بيان فو التي وقعت عام1954 من أهم المعارك العسكرية في القرن العشرين نتيجة لما أدت اليه من نتائج سياسية انعكست آثارها على ساحة العلاقات الدولية واستمر تأثيرها حتى اليوم وهي في ذلك تتشابه مع ما أدت اليه حرب السويس في مصر عام 1956 من نتائج خاصة وأن الطرف الفرنسي كان طرف رئيسيا مشترك في الازمتين كما انه كان الطرف الخاسر في الواقعتين اللتين مثلتا بداية النهاية للامبراطورية الاستعمارية الفرنسية في صورتها الكلاسيكية القديمة ليس في آسيا وحدها بل في العالم أجمع كما كانت تلك المعركة والعدوان الثلاث على مصر نموذجين سارت على هديهما الكثير من الدول التي كانت خاضعة للاستعمار.
وقد جاءت معركة ديان بيان فو لتؤكد أن صفحة الاستعمار القديم في طريقها لأن تطوي في ظل وجود قوى جديدة وتحول العالم الى القطبية الثنائية تحت قيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وربما كان هذا ما فسر موقف الولايات المتحدة من أزمة السويس 1956 وعدم تأييدها لفرنسا وبريطانيا في مسعاهما ، كما فسر أيضا تخلي القوات الأمريكية عن فرنسا في فيتنام ثم تدخلها في المنطقة عسكريا وسياسيا في عام 1964!
وكان من النتائج المباشرة لتلك المعركة ان انهت فرنسا استعمارها لفيتنام ولمنطقة الهند الصينية بأسرها بعد وجود عسكري بدأ منذ عام1858. كما حصلت فيتنام على تأكيد لاستقلالها عن فرنسا بعد حرب استمرت منذ عام 1945 وحتى عام 1954 عندما وقعت فرنسا على اتفاقيات جنيف المتعلقة بفيتنام لعام 1954 والتي اعترفت باستقلال وسيادة ووحدة أراضي فيتنام وفي الأول من يناير 1955 تم نقل السلطة الى الحكومات الوطنية في كل من فيتنام ولاوس وكامبوديا ايذانا بانتهاء اتحاد الهند الصينية الذي شكلته فرنسا لحكم المنطقة في عام 1887.
ومن المفارقات ان عاد خروج فرنسا من فيتنام ليس بالفائدة على فيتنام وحدها بل على فرنسا ذاتها وهو الأمر الذي فسره البروفيسور روبرت فرانك من جامعة السربون بأن هزيمة القوات الفرنسية في ديان بيان فو وفرت لاقتصادها فرصة الازدهار في عالم ما بعد الاستعمار حيث اصبح يحتل المرتبة الرابعة عالميا.
"اتفاق جنيف"
وفي يوليو1954 تم التوقيع على اتفاق جنيف الذي ينهي الحرب بين فرنساوفيتنام بحضور وفدي فيتنام ووفود فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي والصين الشعبية والولايات المتحدة ولاوس وكمبوديا.
وكان من نتائج الاتفاق تقسيم فيتنام إلى شطرين يفصل بينهما خط العرض 17. ورغم حضورهما في جنيف فإن الولايات المتحدة وحكومة سايغون الموالية لها لم توقعا على الاتفاق. وفور رحيل فرنسا من فيتنام بدأت الولايات المتحدة تساعد حكومة سايغون عسكريا.
في 24 أكتوبر 1954 منح الرئيس الأميركي أيزنهاور مساعدة مالية سخية لحكومة سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية السابقة) ظلت قيمتها في ازدياد مع الزمن، كما بدأ المستشارون العسكريون الأميركيون يتوافدون على فيتنام الجنوبية بدءا من فبراير 1955 من أجل تدريب الجنود هناك.
وفي 23 أكتوبر 1955 ظهرت أول حكومة في فيتنام الجنوبية منتخبة بقيادة "نغو دينه ديم"، وكان أول قرار اتخذته حكومته هو الامتناع عن أي استفتاء من شأنه أن يؤدي إلى اتحاد الشطرين الفيتناميين، مبررة ذلك بعدم حرية السكان في الجزء الشمالي.
"عالم جديد"
وفي عالم ما بعد ديان بيان فو صمتت المدافع وتحول العدو القديم الي مستثمر اليوم والغد.. وشهد شهر مارس الماضي تنظيم معرض في ديان بيان فو للتجارة والسياحة في محاولة لاجتذاب الاستثمارات الخارجية والتعاون في مجال الاعمال وتسويق منتجات المنطقة.وقد بدأ الفيتناميون حربهم ضد الفقر وخاصة في ديان بيان فو من خلال مشروعات انتاجية خفضت الفقر بالمنطقة بمقدار6.8%
ولم يكن هذا التغيير الكبير الذي طرأ على منطقة ديان بيان فو بمعزل عن التحولات المحلية والعالمية ففيتنام بدات برنامج التحديث( الدوي موي)في عام1986 وتمكنت من خفض معدل التضخم من500% الي6% في بداية التسعينيات وذلك في ظل معدل نمو اقتصادي قدر بـ8% في منتصف التسعينيات وان كان قد تراجع قليلا خلال السنوات التالية. وتسعي الخطط الحالية لتوفير فرص عمل لـ1.5 مليون شخص سنويا بحلول عام2005 وتحقيق معدل نمو اقتصادي يقدر بـ7.5% سنويا.
ولم يكن هذا التحول بالامر الغريب في ظل انفتاح فيتنام على العالم وعودة العلاقات الفرنسية الفيتنامية عام1973 وقيام الرئيسين الفرنسيين فرنسوا ميتران وجاك شيراك بزيارة فيتنام في عامي1993 و1997 وقيام الرئيس الفيتنامي بزيارة فرنسا عام2002.وقد وقف الرئيس شيراك ليعلن امام الرئيس الفيتنامي ان العولمة تفرض في كل مكان تحديث للمجتمع والمؤسسات.