ساعات سرقتها من عمر الزمان ..
قَالُوا لِي :
; كُلُّ شَيءٍ بِأَوَاااااااااااانْ ;..
فَرُوحْتُ .. أَنْتَظِرُ هَذَا الشَّيء..
وَرَاحَتْ عَيْنِي تَبْحَثُ عَنْهُ فِي كُلِّ مَكَاااااااااااانْ ..
فِي كُلِّ عُنْوَااااااااااااااانْ ..
انْتَظَرْتُ ذَاكَ الآوااااااااااان .. فِي كُلِّ آآآآآآآآآآآآنْ ..
وَوَاتَانِي الزَّمَاااااااااااااااااا نْ .. وَأَتَى الأَوَاااااااانْ ..
*
مِنْ بَعِيْدٍ شَاهَدْتُهُ يُضَاحِكُ الْفَتَايَاتْ ..
مِنْ بَعِيْدٍ شَاهَدَنِي أَنْظُرُ إِلَي السَّمَاءِ .. أُطَالِعُ الْغَيْمَاتْ ..
تَقَدَّمَ إِلَيَّ قَائِلاً :
أَيُمْكِنُ فِي هَذَا الْوَقْت مِنَ الْيَوْمِ أَنْ تَرَى عَيْنَيَّ النَّجْمَاتْ .. ؟؟
وَتَتَنَزَّلُ عَنْ عَرْشِهَا الْكَائِن فِي السَّمَواتْ .. ؟؟
آآآآآآآآآهٍ .. مَا أَجْمَلُ هَذِهِ الشُّرْفَة .. بِكِ أَضْحَتْ أَجْمَلَ الشًّرًفَاتْ ..
مَا أَجْمَلهَا .. بِحُسْنِكِ بَدَتْ أَرْوَعَ اللَّوْحَاتِ ..
وَتَقَدَّمَ بَعْضَ الخُطُواتِ ..
هَامِسًا بِبَعْضِ الْكَلِمَاتِ ..
أُرِيْدُ التَّحَدُّثَ إِلَيْكِ بَعْض اللَّحَظَاتِ ..
ــ حَسَنًا .. لَكَ كُلُّ الْوَقْتِ .. الآنِي .. والآتِي ..
وَتَحَدَّثْنَا كَثِيْرًا .. وَتَحَوَّلَتْ اللَّحَظَاتُ إِلَى سَاعِاتِ ..
*
وَأَتَى الْفَجْرُ .. وَانْتَهَى الْحَفْلُ ..
وَقَبْل أَنْ يُغُادِرَ قَالْ :
هَلْ حُلُم حَدِيْثِي مَعَكِ ثَانِيَةً لَيْسَ لَهُ عِنْدِكِ مَجَااااااالْ .. ؟؟
فَقُلْتُ : لاااااااااااااا ..
هَذَا مَا يَتُوقُ إِلَيْهِ قَلْبِي وَأَتَمَنَّاااااااااااااا ااهْ ..
فَقَدْ كَانَ يَجُولُ فِي فِكْرِي الآنْ .. وَكُنْتُ أَظُنُّهُ ضَرْبًا مِنَ الْخَيالْ ..
ــ حَسَنًا .. أَسْتَوْدعُكِ الآنْ يَا أَجْمَل مِن الْجَمَااااالْ ..
عِدِينِي أَنَّ حَدِيْثِي مَعَكِ ثَانِيَة لَنْ يَكُونَ احْتِمَااااالْ ..
ـــ أَعِدُك .. بِإِذْنِ اللَّهِ هَوَ مُحَقَّقٌ وَمُنَااااااااالْ ..
وَغَادَرَ الْمَكَانْ .. وَتَرَكَ بِدَاخِلِي سُؤااااااااالْ ..
هَلْ تَحَقَّقَ لَدَيَّ مَا ظَنَنْتُهُ يَوْمًا أَنَّهُ مِنْ قَبِيْلِ الْمُحَاااالْ .. ؟؟
أَهُوَ مَنْ تَمَنَيْتُهُ .. وَكُنْتُ أَرَاهُ كُلُّ الآمَااااالْ .. ؟؟
*
انْتَظَرْتُهُ فِي شُرْفَتِي لَيَالٍ وَلَيَالْ ..
بِكُلِّ أَنِيْقِ ..
حَتَّى أَصْبَحَ الانْتِظَارُ رَفِيْقِي ..
فَكَانَ لِي كَأَوفَى صَدِيْقِ ..
كَمْ آنَسَنِي هُوَ وَحُبُّهُ الَّذِي يَسْبَحُ فِي الْعُرُوقِ .. !!
كَمْ حَدَّثْتُ رُوحِي .. وَقُلْتُ لِحُبِّيَ الْعَمِيْقِ ..
مَتَى سَيَأْتِي .. وَمَتَى أَرَاهُ فِي طَرَيْقِي
هَل هَذَا الْحُلُمُ قَابِل لِلتَّحْقِيْقِ .. ؟؟
*
إِنْتَظَرْتُهُ .. وإِنْتَظَرْتُهُ .. وَكَمْ كَانَ الْوَقُتُ طَوِيْلْ ..
وَفَجْأَةً .. دَقَّ جَرَسُ الْهَاتِفِ .. جَاءَنِي صَوْتُهُ يَقٌولْ :
جَمِيْلٌ أَنَّكِ هُنَا حَبِيْبَتِي .. هَلْ آتِي إِلِيْكِ .. ؟؟
هَلّْ لِي مَكَان لَدَيْكِ .. ؟؟
قّلْتْ : لَكَ كُلُّ الأَمَاكِنْ ..
فَأَنْتَ فِي الرُّوْحِ سَاكِنْ ..
وَحُبُّكَ فِي الْقَلْبِ مَاكِنْ ..
*
هَا هُوَ آتِي مِنْ بَعِيْدٍ إِلَيَّ زَائِرْ ..
فِي يَدِهِ بَاقَةٌ مِن الأَزَاهِرْ ..
مُخْتَرِقًا كُلَّ الفَضَاءاتِ وَالْحُدُود .. والسَّتَائِرْ ..
قَائِلاً : أَنَا هُنَا يَا حَبِيْبَهَ قَلْبِيَ الصَّابِرْ ..
أَنَا هُنَا صَاحِبَةَ الْقَلْبِ الطَّاهِرْ ..
وَالْحُبُّ مَعَنَا يُخَاطِرْ ..
وَالشَّوْقُ أَتَى إِلَيْكِ يَمُدُّ جَنَاحَيْهِ كَالطَّائِرْ ..
وَالْكَوْنُ كُلُّهُ فِي هُدُوءٍ مَعَنَا نَاظِرْ ..
*
قُومِي سَكَنَ كُلُّ شَيءٍ .. حَتَّى حَفِيْفُ السَّنَابِلْ ..
أَنَا فِي شَوْقٍ لأَرَى بَرِيْقَ عَيْنِكِ الْكَاحِلْ ..
فَقَدْ أَرْسَلَ لِي عَلَى الْبُعْدِ سَهْمَهُ الْقَاتِلْ ..
ظَانًا أَنَّ قَلْبِيَ عَنْكِ أَصْبَحَ غَافِلْ ..
وَكَيْفَ يَغْفَلُ قَلْبِي ــ يَا حَبِيْبَتِي ــ رِمْشَ عَينَيْكِ الْقَاتِلْ .. ؟؟ !!
*
مَدَدْتُ لَهَ يَدَيَّ .. وَمَدَّ لِي يَدَيْهْ ..
وَهَوَتْ تُقَبِّلُ أَصَابِعِي شَفَتَيْهْ ..
قَائِلاً : مَا غَابَ طَيْفَكِ عَنِّي لَحْظَهْ ..
وَطَوَّقَ خَصْرِي بِسَاعِدَيْهْ ..
وَرَاحَتْ عَيْنَيَّ تُحُدِّثُ عَيِنَيْهْ ..
عَنِ الْحُبِّ .. عَن الشَّوْقِ ..
وَعَلَى نَغَمَاتِ الْمُوسِيْقَى .. رَاحَتْ قَدَمَيَّ تُوقِّعُ مَعَ قَدَمَيْهْ ..
أَجْمَلُ رَقَصَاتِ الْعَاشِقِيْنَ ..
تَتَقَارَبُ .. تَتَبَاعَدْ ..
وَالشَّوْقُ بَيْنَنَا يَتَمَاسَكُ .. يُعَانِدْ ..
وَالرُّوحُ تُعُانِقُ الرُّوحَ .. وَالْقَلْبُ وَاجِدْ ..
لِلْمَرِّةِ الأُولَى .. أُحِسُّ بدِفْءِ حَيَاتِي ..
ألَّتِي طَالَمَا تَجَمَّدَتْ مَشَاعِرِي مِنْ جَوِّهَا الْبَارِدْ ..
*
مِن النَّافِذَةِ .. أَرَى الْقَمَرَ فِي هَذَا الْمِحْرَاب كَالْعَابِدْ ..
يَنْظُرُ .. يُرُاقِبُ .. يُشَاهِدْ ..
يُسَجِّلُ أَجْمَلَ لَحَظَاتِ الْعِشْقِ الْخَالِدْ ..
بَلّ أَرَى الْكَوْنَ كُلّهُ أَمَام هَذَا الْمَشْهَدِ سَاجِدْ ..
فِي خُشُوعٍ .. لِمُبْدِعِ الأَكْوَانِ ..
خَالِق كُلّ شَيءٍ .. فَاطِرنَا عَلَى الْحُبّ ..عَلَى أَسْمَى الْمَعَانِي ..
الحُبّ الَّذِي غَامَرَ .. وَوَاتَانِي ..
مُتَخَطِّيًا حُدُودَ الْمَكَانِ ..
الْعِشْقِ .. الَّذِي عَبَرَ فَوْقَ الزَّمَانِ ..
وَأَتَانِي ..
بِكُلِّ الْوَلَعِ .. بِالدِّفْءِ .. بِالْحَنَانِ ..
بِكُلِّ السُّرُورِ والسَّعَادَةِ .. والأمَانِ ..
وَتُهْنَا .. مَا عُدْتُ أَعْرِفُ كَيَانَهُ مِن كَيَانِي ..
طِرْتُ مَعَهُ .. إِلَى السِّحَابِ .. إِلَى الْجِنَانِ ..
نَعِمْتُ مَعَهُ فِي جَنَّتِه .. مِنَ السَّعَادَةِ بِكُلِّ الأَلْوَانِ ..
شَاهَدْتُ مِن الأَحْلاَمِ مَا لاَيُمْكِنْ أَنْ يُرَى فِي الْعَيَانِ ..
*
ظَلَّ مَعِي حَتَّى هَلَّتْ نَافِحَةُ الأَسْحَارْ ..
وَسَمِعْتُ الْعَصَافِير عَلَى الأَشْجَارْ ..
تُزَقْزِقُ .. وَتَصْدَحُ الأَطْيَارْ ..
فَقُلْتُ لَهُ : لَحْظَهْ .. آتِيْكَ بِكُوبٍ مِن الشَّرَابْ ..
فَأَجَابْ :
حَسَنًا يَا مُنْيَة الْقَلْبِ .. يَا خَاطِفَة الرُّوحِ وَالأَلْبَابْ ..
ذَهَبْتُ وَمَلأُتُ الكُوبْ ..
وَمِنْ فَرْطِ سَعَادَتِي .. تَعَثَّرْتُ عِنْدَ الْبَابْ ..
انْتَظَرْتُ أَسْمَعُ خَطَواتَهُ يَأْتِيْنِي ..
انْتَظَرْتُهُ يُسَاعِدُنِي ..
نَادَيْتُهُ .. عُذْرًا .. أَعِنِّي ..
انْتَظَرْتُهُ .. وانْتَظُرْتُهُ ..
انْتَظَرْتُهُ .. يَمِدُّ لِي يَدَيْهْ ..
يُنْهِضُنِي ..
يُهَدْهِدُنِي ..
يَضُمُّنِي عَلَى صَدْرِهِ بِسَاعِدَيْهْ ....
وَيَضَعُ رَأْسِي عَلَى كَتِفَيْهْ ..
نَادَيْتُهُ ثَانِيَة .. لَكِنَّهُ لَمْ يَسْمَعُنِي ..
*
لَمْ أَسمَعُ لَهُ حَرَكَهْ ..
هَل تَخَلَّى عَنْ قَلْبِي وَتَرَكَهْ .. ؟؟
وَبَعْدَهَا .. وَبَعْدهَا أُفِقْتْ .. !!
وَتَسَاءلْتْ .. !!
هَلْ كَانَ حُلُمًا مَا شَهَدْتُهُ الآنْ .. ؟؟
هَل كَانَتْ أَنْفَاسُهُ .. مِن قَبِيْلِ الْهَذَيَانْ .. ؟؟
مَا الَّذِي حَدَثْ .. ؟؟ أَهُوَ مِن الْوَهْمِ .. ؟؟
ظُنُونٌ أَوْحَى بِهَا لِي خَيَالِي .. وَأَتَتْنِي مِن قَلْبِ الْغَيْمِ ؟؟
هَلْ مَا حَدَثَ كَانَ مِن خَيَالِي وَرَسْمِي .. ؟؟
نَعَمْ كَانَ وهْمًا .. كَانَ مِن قَبِيْلِ الْحُلُمِ .. !!
وَكَانَتْ سَاعَاتٌ سَرَقَهَا خَيَالِي مِنْ عُمْرِ الزَّمَانْ ..
سَاعَاتٌ كَانَتْ .. هِيَ كُلُّ مَا نَهِلْتُهُ فِي حَياتِي مِن حَنَانْ ..
وَنَظَرْتُ إِلَى الْكُوبْ ..
وَهُوَ مُلْقى عَلَى الأَرْضِ .. مَسْكُوبْ ..
وَقْتُهُا عَلِمْتُ أَنَّهُ مُسَطَّرٌ لِحَيَاتِي .. مَكْتُوبْ ..
أَنْ أَذُوبْ ..
فِي مَشَاعِرِ الْوَهْمِ ..
الَّتِى مَا تَتْرُكُ خَلْفَهَا إِلاَّ عَذَاب الرُّوحِ والْقُلُوبْ ..!!
***