ها أنتَ
كنصفِ مئذنةٍ شائخة
اتساقٌ أشيبٌ
للفافةِ تَبغٍ
تَغمرُ اكتافَ الغَفوةِ
بأضلاعِ الوقتِ ..
وملامحِ رتابةٍ مثلومة
تَعتصرُ غُروبَ الموجةِ المكسورِ
وأشرعةِ القَصبِ اليابسةِ
في قيامةِ القاعِ
الطاولةُ تَخلعُ للنادلِ
كلّ ظهيرةٍ
إزارَ الحكايةِ المُتربِ
والمذياعُ المَحمومُ التكرارِ
صَوتٌ فاترُ الزُّرقةِ
يُهدهدُ جُثثَ الضّحكِ
بتثاءبٍ مَقطوع...
كأعناقِ الأصدافِ البكماءِ
ومزاميرِ القرنفُلِ الذَّابلِ
تُوقظُ الطَّلقَ المكوَّرَ
بخريرِ التفاتةٍ قَصيّةٍ
تَخدشُ مَحاجرَ الشَّفقِ العَاريةِ
تَدعكُ أهدابَ الظِّلِ
وثدي اللحظةِ
بالرّمادِ وحليبِ الأشجارِ
وتعويذةِ الألوانِ البرّيةِ
لأباريق الفَجْرِ اللوزيِّ
ونسغِ الرَّجفةِ الفائضِ
بأنفاسِ الصَّمتِ المشنوقة...




هاني النواف