أحيانًا ما تحبط التوقعات أصحابها، ولهذا تبنى الكثيرون مبدأ أن الأجمل هو الأقل توقعًا، وتاقوا لكل ما هو غير متوقع وابتهجت به نفوسهم أكثر مما يتطلعون إليه، والارتجال يندرج تحت هذه القاعدة، وهو أحد العناصر التي تبرز قوة وبراعة الفنان وقدرته على إضفاء لمحته الخاصة على المشهد بما يتفق والخط الدرامي، وفيما يلي قائمة بأبرز 10 لحظات ارتجالية في تاريخ سينما هوليوود وفقما رصدتها قناة (Watch Mojo)، على موقع يوتيوب من خلال مقطع فيديو يجمع تلك اللحظات وغيرها.
10. ديفيد باتريك في فيلم «المحاربون» (Warriors)
خلال مشهد المواجهة بين العصابات المتصارعة في فيلم «المحاربون»، قرر المخرج الأمريكي والتر هيل، أن يترك للممثل الأمريكي ديفيد باتريك كالي الذي كان يقوم بشخصية «لوثر» الحرية في استفزاز العصابة المنافسة وتوجيه الإساءة لهم من سيارته كاديلاك، على طريقته الخاصة، فتخير لوثر أغنية عزف نغماتها على طريقته الخاصة، حيث استخدم الزجاجات في إنتاج النغمة، ثم قام بتأدية الأغنية في مشهد من أقوى مشاهد الارتجال في السينما الأمريكية.
9. فيجو مورتينسين في فيلم «سيد الخواتم: البرجان» (The Lord of the Rings: the Two Towers)
في مشهد ملحمي من فيلم سيد الخواتم، ارتجل الممثل الأمريكي فيجو مورتينسين ركلة لخوذة معلقة على سيف، بمجرد أن أكتشف أن اثنين من أصدقائه قد يكونا لاقا حتفيهما أثناء المعركة، ولم يكتف مورتينسن بتعابير الوجه أو الصراخ وفقما ورد في نص سيناريو الفيلم وإنما أضفى التعبير الجسدي من عنده.
8. مات ديمون في فيلم «إنقاذ الجندي رايان» (Saving Private Ryan)
في نهاية فيلم «إنقاذ الجندي رايان» تجلت شخصية الجندي أول مظلي جيمس فرانسيس رايان (مات ديمون)، ولم تبزغ سيطرة مسألة «البقاء» على تفكيره سوى في ذلك المشهد الذي ارتجله «ديمون» فهو البطل الوحيد الذي نجا من القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية بفضل تجاسره على أرض المعركة، وبسببه تنطلق فرقة بقيادة الرقيب «ميلر» (توم هانكس) لإنقاذه وإعادته للوطن بعد مقتل أشقائه الثلاثة في الحرب، وفي مشهد يجمع بين ميلر ورايان بعد أن نجح الأول في العثور عليه، وأثناء انتظارهما لانطلاق إشارة الدخول في قتال جديد، ارتجل ديمون قصة عن أشقائه الثلاثة الذين فقدهم في الحرب، سردها لميلر وبدلًا من أن يسردها راسمًا على وجهه علامات الحزن، صاحبت الضحكات سرده وتعامل مع القصة باعتبارها تدعوة للبهجة، ولكن تعابير وجهه تغيرت تمامًا بمجرد أن أدرك أن تلك كانت اللحظات الأخيرة التي اجتمع فيها الأشقاء الأربعة معًا، وهو ما جعل المشهد غاية في التأثير بعد اكتشاف أن القصة من ارتجال ديمون.
7. جون بيلوشي في «منزل الحيوانات» (Animal House)
منح مخرج «منزل الحيوانات» الممثل جون بيلوشي مساحة واسعة من الحرية خلال تأدية دوره الكوميدي وهي الحرية التي فسرها بلوشي بأن «كل شئ مقبول ومحتمل»، ومن ثم قام بارتجال مشاهد بعضها مثير للضحك وبعضها الآخر مثير للاشمئزاز، ومنها المشهد الارتجالي الذي نفذه أثناء وجوده بالمطعم ، فكل ما فعله بلوشي داخل الكافيتريا لم يكن منصوصًا عليه في السيناريو، وخاصة المشهد حين وضع الطعام داخل فمه ثم ضرب بيده على وجنتيه ليتناثر الطعام بوجه منافسيه، ليثور رواد المطعم ويقومون برشقه بأطباق الطعام، ولأنهم لم يكونوا على دراية بما يفعل بلوشي كانت ردود أفعالهم واقعية ومفعمة بالصدق.
6. ليوناردو دي كابوريو في «جانغو الحر» (Django Unchained)
حين يتعرض شخص لإصابة بأي جروح فإنه يستغرق على الأقل 30 ثانية حتى يتمكن من مواصلة الكلام أو العمل، ولكن هذا ما لم ينطبق على ليوناردوا دي كابوريو في فيلم «جانجو الحر»، ففي مشهد تجلى فيه ليوناردوا وانفعل في طرقه المنضدة بيده ما أدى إلى كسر الكأس الموجودة به، اصيبت يده بجرح ونزف منها الدم، ولكن ليوناردو لم يتوقف لثانية واحدة وواصل المشهد، بل واستغل الدم الذي ظهر بيده في إضفاء تفصيلة ارتجالية خاصة به، حيث قام بتلطيخ وجه الفتاة التي أسرها، ليبرز قوته وكونها تخضع ضمن ممتلكاته، واحتفى فريق العمل بعد الانتهاء من تصوير المشهد ببراعة ليوناردو في الارتجال.
5. ستيف كارل في (The 40 year old Virgin)
الفيلم ملئ بالمشاهد والجمل الارتجالية التي لم ترد في السيناريو الأصلي، ومن بينها اللعنات التي أطلقها ستيف كارل في مشهد إزالة شعر صدره.
4. راتجر هاور في «بليد رانر» (Blade Runner)
من المعروف أنه يمكن للممثل أن يغير في الجمل الخاصة به أثناء تأدية مونولوج، طالما أن هذه التعديلات لا تخل بالتركيب الصحيح للجمل من الناحية اللغوية، ولكن هذا الشرط أسقطه الممثلان راتجر هاور، وكذلك الممثل روي باتي، حيث أضفى هاور بعدًا فلسفيًا أكثر عمقًا وإثارة للجمل الخاصة بـ «باتي» من خلال إبراز تلك الجمل ومنحها موسيقى خاصة، ودفع هاور الجميع عبر مناجاته إلى التساؤل عن «ماهية الإنسان».
3. هاريسون فورد في «سارقو التابوت الضائع» (Raiders of the Lost Ark)
بسبب إصابة هاريسون فورد بمرض (القولون) أثناء تصويره مشاهد فيلم سارقوا التابوت الضائع في تونس، تم تغيير المشهد الذي كان من المفترض أن يتم مشهد لمبارزة غير متكافئة التسلح، حيث يقوم عالم الآثار المغامر (فورد) بمبارزة خصمه وتجريده من سيفه مستخدمًا السوط، ولكن هاريسون الذي كان متعبًا قرر اختصار المشهد وإسقاط خصمة رميًا بالرصاص، ليتحول المشهد إلى واحد من أبرز المشاهد الارتجالية في سينما هوليوود.
2. جيم كاري في «الغبي والأغبى» (Dumb and Dumber)
واجه «هاري» و«إليود» بطلا فيلم «الغبي والأغبى»، أثناء تجوالهما في المدينة بالسيارة أشكالًا مختلفة من المضايقات، ومن أبرزها القاتل بالأجرة الذي اصطدما به والذي أراد قتلهما، وأطلقت أصوات منفرة كثيرة، وتتوالي الضربات المرتجلة، ولكن الصوت الذي أطلقه جيم كاري بعد أن وجه سؤاًلا لجيف دانييلز عن أغبى صوت في العالم، كان من ارتجال كاري، وهو ما يتضح من رد فعل دانييلز الذي بدى مندهشًا، وحتى صرخة القاتل بالأجرة لم ترد بالسيناريو وكانت مرتجلة هي الأخرى.
1. طرزان / الرجل القرد (Tarzan the Ape Man)
تيمة الرجل القرد الذي يعيش داخل الغابات هي الأكثر ورودوًا في روايات إدجار رايس بوروا، ومعها «صرخة الانتصار» التي نص عليها بالروايات، ولكنها الصرخة التي لم يكن من السهل تجسيدها على الشاشة ولكن السباح العالمي والممثل الأمريكي جوني فايسمولر، هو الممثل الوحيد الذي برع في إطلاقها ارتجالًا، باعتبارها صرخة استدعاء لفريق الغابة .