Saturday the19thMay 2012
أحرقوا العلم التركي.. والقنصلية وعدت بنقل المطالب الى حكومتها
متظاهرون في البصرة: 15 يوما أمام أنقرة لتسليم الهاشمي أو طرد شركاتها ومقاطعة بضائعها


جانب من تظاهرة البصرة (خاص بـ"العالم")

البصرة - العالم

وجه عشرات المتظاهرين بينهم ممثلون عن نقابة العمال في محافظة البصرة، تهديدات باستهداف المصالح التركية في البلاد، إذا لم تستجب أنقرة لطلب تسليم طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية المتهم بـقضايا "الإرهاب" خلال 15 يوما.
المتظاهرون الذين أحرقوا علم تركيا وسط هتافات "كلا كلا تركيا، وكلا كلا أردوغان"، و"الشعب يريد إخراج الأتراك"، سلموا القنصلية التركية في البصرة بيانا تضمن مطالبهم.
وانطلق المتظاهرون في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت من ساحة الطيران حتى مقر القنصلية التركية في منطقة البراضعية الراقية وسط المدينة. ورفعوا لافتات تستنكر "التدخل السافر للحكومة التركية"، وطالبوا في الوقت نفسه الحكومة العراقية بإلغاء العقود التي أبرمتها مع شركات تركية لتنفيذ مشاريع في المحافظة، الى جانب حملة لمقاطعة المنتجات التركية ستنطلق مباشرة بعد انتهاء المهلة المحددة.
وشارك في التظاهرة التي فرضت حولها إجراءات أمنية مشددة، منظمات مدنية، وزعماء عشائر، وموظفون، وطلاب مدارس، وشرائح متعددة.
وتعد قضية الهاشمي أحد أسباب توتر العلاقات مع تركيا، علاوة على انتقاد الأخيرة في نيسان الماضي، نوري المالكي رئيس الوزراء واتهامه باحتكار السلطة والتمييز ضد السنة، في تصريحات رد عليها المالكي باتهام تركيا بتحولها الى جهة عدائية، والسعي للهيمنة على المنطقة، والتدخل في الشؤون العراقية.
وقال أبو حسن البهادلي أحد المتظاهرين لـ"العالم"، أمس، "خرجنا للتظاهرة استنكارا لإيواء تركيا، المجرم طارق الهاشمي، ونطالب بتسليمه الى الحكومة العراقية، باعتبارها موقعة على اتفاقية تسليم المجرمين من خلال الانتربول، الى جانب مطالبتنا لاردوغان بالكف عن التدخل في الشأن العراقي، لأنه يريد عودة الطائفية للعراق". واعتبر البهادلي تركيا "منبعا للإرهاب بسبب إيواء الهاشمي" لافتا الى أنه "في حال لم تستجب تركيا، فإننا سنضغط لقطع العلاقة معها، وإغلاق جميع قنصلياتها وشركاتها في العراق".
من جانبه، قال جميل عبد الزهرة الحربي، شيخ عشيرة، لـ"العالم"، أمس، إن "العراق في أزمة، لذا اندفعنا بالمئات للمشاركة في التظاهرة بغض النظر عن الاتجاهات السياسية، حيث أن الجارة تركيا تتطاول وتتدخل في الشؤون الداخلية، لذا مثلنا العشائر في إيصال رسالة بأن العراق واحد وغير طائفي، وعلى الجارة تركيا وغيرها أن تعي استقلال العراق، وألا تأوي عميلا وخائنا أراق دم الشعب العراقي". وعدّ التظاهرة "إنذارا أخيرا، وبعدها سيكون لنا إجراءات حاسمة، تتمثل بطرد الشركات التركية، ومقاطعة بضائعها، وغلق القنصلية التركية في البصرة".
بدوره، قال أبو جاسم، أحد المتظاهرين، "تربطنا مع الشعب التركي أواصر عديدة، باعتبارنا مسلمين ومتجاورين، والعراق فتح أبوابه أمام الشركات التركية، لكن المؤسف هو التدخل في الشأن العراقي". وناشد في لقاء مع "العالم"، أمس، الشعب التركي بأن "يضغط على ساسته، لتفادي أي تصعيد يعرض مصالح الشعبين الجارين للخطر"، مطالبا "الحكومتين المركزية والمحلية باتخاذ الموقف الصحيح تجاه هذه التدخلات".
من ناحيته، قال حبيب ظاهر خلف، أحد المتظاهرين، لـ"العالم"، أمس، "من أبرز مطالبنا عدم إثارة الفتنة الطائفية داخل الشعب الواحد، وتسليم المجرم طارق الهاشمي، وبعد فترة 15 يوما سنقوم بالتظاهر لتخريب المصالح التركية وإخراج الشركات التركية، وهذه التظاهرة لا تمثل الحكومة، بل تمثل رأي الشعب والتوجه العالم".
وفي السياق نفسه، استنكر حسن العنزي رئيس اتحاد نقابات العمال في البصرة "التصرفات والتدخلات السافرة للحكومة التركية في الشأن العراقي، وسعيها لخلق فتنة طائفية داخل صفوف الشعب، وإيواءها المجرم طارق الهاشمي".
وطالب "تركيا بتسليم الهاشمي للقضاء العراقي دون قيد أو شرط، والاعتذار للشعب العراقي والحكومة العراقية لأفعالهم، وإلا سنقوم بطرد القنصلية التركية من البصرة وطرد جميع الشركات التركية فيها". كما طالب الحكومة العراقية بـ"غلق المنافذ الحدودية مع تركيا".
وفي لقاء مع "العالم"، أمس السبت، ذكر معرض موزان أحد أعضاء اللجنة التي أصدرت البيان وسلمته الى القنصلية التركية، "تم التفاوض مع القنصلية التركية، والحديث مع القنصل مباشرة بحضور مسؤولين في الحكومة المحلية، وقد حصلنا على وعد برفع مطالب المتظاهرين الى السفارة والحكومة التركيتين". موزان الذي وصف صلاحيات القنصل التركي بأنها "محدودة"، نقل أنه "استعرض الجانب التاريخي للعلاقة بين البلدين، ووقوف تركيا مع الشعب العراقي ابان إسقاط النظام البائد". وتابع أن "القنصل تحدث عن المصالح المشتركة، وأكثر من 1600 شركة تركية تعمل في العراق، و15 مليار دولار حجم للاستثمارات التركية في العراق".
من جهته، أكد جعفر الربيعي عضو مجلس محافظة البصرة عن دولة القانون، أن "الحديث كان صريحا مع القنصل التركي، حيث وعد بنقل عتاب الشعب البصري إلى الجارة تركيا، وضرورة احترام الجوار وعدم التجاوز". وأشار الى أن "القنصل أكد لنا أن الهاشمي جاء الى تركيا للعلاج، وأنها لا تأويه، وبعد معالجته سيخرج من تركيا، كأي مريض ليس أكثر، ولا نية للوقوف ضد العراق".
وكان الهاشمي أعلن، في 9 أيار الحالي، عزمه على البقاء في تركيا، بعد يوم واحد على إصدار الشرطة الدولية (الإنتربول) مذكرة حمراء بحقه بناء على شكوك بأنه متورط في قيادة وتمويل جماعات "إرهابية" في العراق.
وكانت المحكمة الجنائية العليا رفعت في 15 أيار الحالي، جلسة محاكمة الهاشمي وعناصر حمايته حتى اليوم الأحد، بعد الاستماع لإفادات 4 شهود في قضيته.
يذكر أن الهيئة التحقيقية في قضية الهاشمي أعلنت في 16 شباط الماضي، تورط حماية الأخير بتنفيذ 150 عملية مسلحة، مؤكدة أن من بينها تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وإطلاق صواريخ واستهداف زوار عراقيين وإيرانيين وضباط كبار وأعضاء في مجلس النواب.