أعلنت مجموعة من أفضل العقليات العلمية في اليابان أواخر الشهر الماضي أنهم بدؤوا في تنفيذ أحد أكثر أفكار الخيال العلمية روعة على الإطلاق وهو المصعد الفضائي، حيث يسعون لبناء مصعد سيقل الركاب مسافة 36000 كم في الفضاء ليصل بهم إلى سفينة فضائية في مدار حول الأرض.
ويأمل العلماء أن يستخدم هذا المصعد أيضا لنقل البضائع ونقل مولدات الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية وإيصالها للأرض، وربما أيضا استخدامها لإلقاء النفايات النووية إلى الفضاء!!!
وسيكون أحد أكثر هذه التحديات صعوبة هو الكابلات التي ستحرك هذا المصعد للأعلى وللأسفل، فكما يقول البروفيسور يوشيو أوكي مدير مؤسسة المصعد الفضائي اليابانية وأستاذ هندسة الآلات الدقيقة في جامعة نيهون أن هذه الكابلات يجب أن تكون أقوى بـ180 مرة من الفولاذ، وفي نفس الوقت تكون أخف من أي شيء نعرفه على الأرض لأننا نتحدث عن كابلات بطول 36000 كم حيث ستكون مثبتة في الأرض وتختفي في السماء لتصل إلى محطة فضائية ثابتة في مدارها حوال الأرض.
إذا فنحن نريد شيء أقوى من الفولاذ بـ180 مرة وأخف من أي شيء على الأرض !!!
يعتقد العلماء أنه يمكنهم تحقيق ذلك من خلال أنابيب الكربون فائقة الصغر Carbon Nanotubes، وهي جزئيات كربون تتشكل على شكل أنبوبة قطرها 0.5 نانومتر، وهو ما يساوي 5 من مليون من متر.
تخيلوا أنبوبة بهذا القطر؟!!!! وتصل قوتها لـ100 مرة قوة الفولاذ، وخفيفة الوزن.
وتبدا التجربه من خلال ذهابك إلى محطة الانطلاق في مكان ما من المحيط، ثم تركب المصعد فينطلق بك لأعلى وترى الأرض تبتعد شيئا فشيئا، وفي خلال نصف ساعة ستمر خلال السحاب، ثم تبدأ في رؤية انحناء خط الأفق، بعدها بنصف ساعة أخرى ستصبح في الفضاء وستبدأ في رؤية النجوم حتى لو كنت في منتصف اليوم، وستفقد حينها تأثير الجاذبية.
وألهمت الفكرة خيال العلماء حول العالم، بالإضافة لوكالة ناسا فبدؤوا سباقا عالميا لتحويل هذه الفكرة إلى واقع. ووضعت اليابان ميزانية مبدئية لهذا المشروع تصل لـ5 مليار جنيه استرليني