مصهورٌ بشذى الليلِ
حين يعبقّه وجع السغبِ
ويستحمُ بالنارنج من فرط الرعشةِ
بعدَ الخدرِ،
ويطيّبُه ماءَ الغسلِ
من أدران الخوفِ.
من عَلّمَ جنحي،
حين يرتلُ هِباتهُ للريحِ،
ويصعّد لتويج القلب غناء النهدين..
أنات الشفتين..
خمول العينين..
حشرجة ماء الهذيان،
لماذا يُسّكرني بالوهج طوالَ الآهات ؟،
لا أدري.
وهذا الممسوس بعطرِ الجمار،
حبيبي،
كأني أثأر منه،
حين أوغلُ لسانَ الصيفِ
بشتاءِ الريق،
وآهٍ حين أوسدهُ بين اللثة وسطحَ الكفر
وأشاركهُ بحربِ الأنفاسِ
فلماذا لحظة أغرسُ جذريّ في قحطِ رئتيهِ
كأني أكرههُ؟!
أواهٍ، كم أعشق حين يبادلني
بذات الكرهِ.
::
في تعدد الشخصيات الواحدةِ
أرخيتُ حلولي
وخولت في الضدين زيت العمرِ
يقطرُ أناتي..
نصف اللوّن
ونصف النوم
ونصف مفاجئة البردِ
وقشعريرة ما بين الرئتين
وغموض حماقات النارنج
وسابع بحرٍ
يتموّج في روحي.
::
يا أنتِ،
الإيمان بكفري،
لا أُعُفيكِ من لثغةَ جنحي
أو من فيض شرودي،
ولا من وهج النعناع
ببيتِ الصمتِ
وتراتيل شهيق الآهة
بين ضلوعي،
حين مضيت وبقيتُ وحيدا
أمضغ خوفي.
وأيقنتُ أنكِ نبتة موتي.
فاخرة مثل فراشات الصبحِ
توزع قلبي قٌبلا لأعناق التفاح
وأذوب كماء الوردِ
ويجرحُ هسيسك طفلاً
يختبئُ بين الرئتين،
يجوع حين يواريه
مسك النهدِ
وفيض الولهِ
ويسيل كما السكتةِ
في طرقات الليلِ.
يعقوب الربيعي