university of babylon جامعة بابل تلوث الهواء والماء والتربة - إخطار بيئيةتهدد حياة المواطن العراقي برعاية السيد عميد الكلية الأستاذ المساعد الدكتور لؤي عبد الهاني السويدي اقام قسم الرياضيات بالتعاون مع وحدة الإعلام في الكلية ندوة علمية تحت عنوان (ملوثات الهواء –الواقع والطموح) يوم الاثنين الموافق 14/3/2011 حضر الندوة السيد عميد الكلية والسادة معاوني العميد للشؤون العلمية والإدارية والسيد مسؤول الانشطة الرياضية والفنية وممثلة إعلام الكلية والسادة التدريسيين وطلبة الكلية حيث تحدث الأستاذ الدكتور محمد حسين عبد محمد التدريسي في كلية العلوم – قسم الكيمياء عن أسباب تلوث الهواء وطرق معالجته. لقد تميزت السنوات العشرون الأخيرة بتدهور كبير في البيئة الطبيعية العراقية، ابتداء بتلوث الهواء وانتهاء بتلوث التربة والمياه. لقد كبر حجم الكارثة البيئية في السنوات الأخيرة وخاصة بعد ثلاث حروب مدمرة أفضت إلى دمار هائل في مكونات البيئة الطبيعية حتى بات من غير الممكن للدولة العراقية وبإمكانياتها المتواضعة أن تقوم بهذه المهمة منفردة دون المساعدة من دول الجوار المعنية مباشرة بالأمر والمتضررة من هذا التدهور، وبمساعدة وإشراف المنظمات الدولية المعنية..التقينا بعدد من المختصين في مجال البيئة للحديث عن تلوث مكونات البيئة الطبيعية، كتلوث الهواء والماء (السطحي والجوفي) والتربة والتصحر وانتشاره في مساحات واسعة، وما ادى اليه تجفيف الاهوار من اخلال واضح في التوازن الطبيعي في المنطقة، وزيادة تراكم فضلات المدن والمعامل، اضافة الى ما خلفته الحروب المستمرة وما قامت به الحكومة العراقية او الجهات والمنظمات الدولية من اتلاف لأسلحة الدمار الشامل في الاراضي العراقية المأهولة بالسكان، من تلوث اشعاعي وكيمياوي هائل. لايمكن تغطية كل جوانب هذه القضايا الرئيسية في مقالة قصيرة كهذه، ولكن يمكن التركيز وبايجاز على خاصتين مهمتين هما الاكثر ترابطاً في مكونات البيئة وهما تلوث التربة وتلوث المياه. ان تلوث التربة العراقية تعتبر من اهم القضايا التي يجب دراستها في الوقت الحاضر، نتيجة للعلاقة المباشرة بين التربة والكائنات لحية ومن بينها الانسان والنبات. لقد اخذت ظاهرة تلوث المياه والتربة في العراق بالأزدياد منذ بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي كنتيجة مباشرة لمشاريع السدود الضخمة التي اقامتها تركيا في منطقة جنوب شرق الاناضول على حوضي دجلة والفرات والبالغة اثنان وعشرون سداً، وحجب المياه الدولية المتدفقة الى العراق، ما ادى الى ازدياد تركيز الاملاح في مياه النهرين، والاهمال الشديد لمشاريع استصلاح الاراضي وتدهور المستصلح منها والتدمير الهائل الذي لحق بمنظومات الري والصرف، يضاف الى ذلك كمية التبخر الكبيرة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة في العراق وقلة كميات الامطار الساقطة، والسبب الاخر لتلوث مياه دجلة والفرات هو تصريف الفضلات السائلة في مجرى هذين النهرين، ففي عهد النظام البائد تقوم معامل التصنيع العسكري بصرف فضلاتها مباشرة الى مجرى النهرين وكذلك بقية معامل الدولة والمصانع الاهلية دون معاملتها كيمياوياً، نتيجة لأنعدام رقابة الدولة وعدم مبالاتها بالنتائج الكارثية لهكذا اهمال. المصادر الرئيسية المسببة لتلوث الهواء هناك نوعان رئيسيان من حسابات التلوث في الهواء والتردي في نوعيته، أولاهما ما يعرف بمراقبة المصادر (Source monitoring) وذلك من خلال حساب الكميات السنوية المنبعثة الى البيئة نتيجة الفعاليات البشرية بالدرجة الرئيسية، وهذه تحسب على شكل ما يعرف بأحمال التلوث (pollution loads) والتي تفيد في تحديد مدى مساهمة كل مصدر من مصادر تلوث الهواء في تردي نوعيته، وثانيهما هي حساب التراكيز النهائية الناتجة بعد إنبعاث الملوثات والتخفيف الحاصل في طبقة الهواء الملامسة لسطح الأرض وهو ما يعرف بمراقبة التراكيز في الهواء المحيط (ambient monitoring) والتي تفيد في تحديد التردي الحاصل في نوعية هواء المدن بغض النظر عن المصدر أو المصادر المسببة له. لابد من الإشارة الى أن هذه الحسابات والقياسات ما تزال في أطوارها البدائية في العراق اليوم، وهناك نقص كبير في الخبرات اللازمة لإنجاز هذه الدراسات، ومع ذلك يمكن إيراد بعض الأمثلة المتوفرة على وفق هذين النمطين من القياسات: النمط الأول: حساب أحمال التلوث الناتج عن قطاعات صناعية مختلفةتؤدي الى أنبعاث الملوثات التالية: 1- أحادي أوكسيد الكاربون Carbon Monoxide (CO) ,كذلك غاز ثنائي أوكسيده (CO2)الذي ينبعث من أي عملية أحتراق كما ينبعث أيضاً من مصادر طبيعية . 2- أكاسيد النتروجين Oxide of Nitrogen (NOx) وينتج عن أتحاد الاوكسجين بالنتروجين الموجودين في الغلاف الجوي أثناء عمليات الاحتراق بدرجات حرارة عالية. كما ينشأ طبيعياً تحت ظروف معينة. 3- ثنائي أوكسيد الكبريت Sulfur dioxide (SO2) ويتكون بسبب أحتراق الكبريت الموجود في الوقود كشوائب وأتحاده مع الاوكسجين. 4- المؤكسدات الكيمياوية الضوئيةPhotochemical oxidents وأهمها الاوزون O3 ومركبات PAN 5- الهيدروكربونات النفطية وهي ما يتخلف من الوقود بدون أحتراق فينطلق الى الهواء مع غازات العادم 6-الدقائقيات العالقةSuspended particulate matter وهي بدرجة رئيسيةدقائق الرماد والسخامsoot)) المجوعة الاخرى من المصادر هي اللا أحتراقية non-combustional sources)) وهى تسبب تلوث الهواء بالدقائقيات العالقة (suspended particulates) كمعامل تقطيع الحجر والمرمر وغيرها أو بغازات ملوثة مثل كبريتيد الهيدروجين والميثان وأبخرة المواد العضوية ، وهي تختلف بأختلاف المصدرالملوث ،أن النمو السكاني ضمن بقعة جغرافية محددة يعني المزيد من الضغط على البيئة وتساعد ظاهرة الهجرة من المناطق الريفية ، ومراكز الاقضية والنواحي في المحافظات الى مدينة على تفاقم حالات التلوث البيئي بشكل كبير. المصادر الصناعية الملوثة للهواء . المصادر الصناعية الحرفية الملوثة للهواء المحارق Incinerators وتستخدم لحرق النفايات عادة وهي مصادر خطرة على البيئة. الحرق العشوائي : ويقصد بها الحرق غير التام الذي يجري في الهواء وهو يتبع للتخلص من مواد مرفوضة . الحرق غير التام يؤدي الى أنبعاث الغازات الملوثة والروائح الكريهة والكثير من أنواع الملوثات وحسب نوع محتويات تلك النفايات مما يزعج المواطنين. مصادر الغبار الصناعي : هناك العديد من الصناعات التي تبعث دقائقيات مادية في الهواء نتيجة للتعامل مع المواد الاولية (أضافة لما يصدر عنها من ملوثات ناتجة عن عمليات أحتراق مصاحبة للعملية الانتاجية). عمليات الهدم والبناء والإنشاءات : وتؤدي الى انبعاث العوالق الصلبة ذات المنشأ الطبيعي كدقائق الرمال والتراب المتطاير وهي تنتج عن تفتت المواد وتطايرها الى الهواء وهناك بعض الضوابط التى لو أتبعت فأن من شأنها التقليل من هذا الانبعاث. مصادر أبخرة المذيبات العضوية والمواد الهيدروكربونية: تتبخر كميات كبيرة يتعذر إحصاؤها من ابخرة المشتقات النفطية(الكيروسين والكازولين) من المستودعات ومحطات التعبئة ومن الانسكابات العرضية في محطات التعبئة أثناء تعبئة الوقود في السيارات ، وتساعد حرارة الجو على أنتشارها في الهواء . التلوث بالغبار الطبيعي: أن الطبيعة الصحراوية لغالبية اراضي العراق بوجه عام مما يسبب تزايد حالات التلوث الموقعي بالعوالق الصلبة الطبيعية المنشأ والمعلوم أن مرور العواصف على المناطق الصحراوية تُزيد من تراكيز الغبار فيها ،كما أن قلة الاحزمة والمناطق الخضراء داخل المدينة وما حولها، مع وجود مناطق عديدة حديثة الانشاء تخلو من أي أعمال تشجير في الوقت الحاضر ، ولا حاجة للتأكيد على أهمية هذه الاحزمة والمناطق للحفاظ نوعية الهواء ضمن مواصفات معينة ، ناهيك عن أهميتها لتلطيف الجو وخفض درجات الحرارة صيفاً. مصادر أخرى متفرقة: هناك عدد كبير من مصادر أخرى قد يصعب حصرها وتساهم بمجموعها بالتأثير على نوعية هواء ومن أهمها: آ- محطات تصفية مياه المجاري المنزلية ومحطات الضخ التابعة لها . ب - تتولد عن مواقع تجميع النفايات والقمامة المنزلية ومواقع الطمر الصحي غازات ملوثة مشابهة لما ينبعث من محطات تصفية المجاري ويزيد عليها بوجود غازات آخرى مثل غاز الامونيا (NH3)وقد تم أثبات وجود هذه الغازات في الفقاعات المنبعثة من مثل هذه المواقع مختبرياً. ج - يتلوث الهواء بالمبيدات من عمليات رش البساتين والحقول وحدائق الدور وغيرها. المصادر المتحركة لتلوث الهواء : Mobile Sources يمثل قطاع النقل والمواصلات مصدراً رئيسياً وهاماً يرفد الهواء بعدد كبير من الملوثات الغازية والدقائقيات بتراكيز عالية.