منذ أن أصبح تفشي إنفلونزا الطيور أسوأ أزمة تمر بها صحة الحيوان في تاريخ الولايات المتحدة، يجري إخفاء دجاج التربية -الذي يمثل المصدر الوراثي الثمين للدجاج البياض- وينقل بعض هذا الدجاج إلى أماكن بعيدة مثل البرازيل.
فعلى سبيل المثال، بعد أقل من 24 ساعة من ظهور عدوى مؤكدة فتاكة بإنفلونزا الطيور في مزرعة للديوك الرومية إلى الشمال من مدينة دي موان بولاية أيوا الأميركية، بادر باد وود بوضع نحو 3500 من الكتاكيت النادرة في صناديق ونقلها في شاحنة.
وفيما يبلغ عمر هذه الطيور الضعيفة مجرد ساعات، انطلق مدير محطة تفريخ موراي مكموراي بالشاحنة الساعة الواحدة من صباح السبت الماضي في رحلة ليلية إلى مزرعة أحد أصدقائه في تكساس قائلا إن الهدف هو مجرد نقلهم إلى مكان آمن.
ويشمل مخزون وود من دواجن التربية دجاجا يحمل نسلا وراثيا يرجع إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وأشار وود إلى أن بعض هذه السلالات نادر لدرجة أنه لو قضت عليه إنفلونزا الطيور فإن الأمر سيستغرق وقتا طويلا لرصد هذه السلالات وإكثارها مرة أخرى بأعداد كبيرة.
لذا فإنه عندما أصيبت بإنفلونزا الطيور وحدات لإنتاج الديوك الرومية، على بعد نحو 13 كيلومترا من مزرعة التفريخ الخاصة بوود في وبستر سيتي بولاية أيوا، هرول إلى نقل طيوره الثمينة.
الكتاكيت ضعيفة لا تتحمل الأمراض (أسوشيتد برس)
سفينة نوح
ووضع وود قائمة بالأنواع التي يتعين نقلها إلى بر الأمان من الذكور والإناث ما يحاكي "سفينة نوح" الشهيرة، منها أنواع نادرة بالفعل. ويعتزم الإبقاء عليها في تكساس حتى الربيع المقبل بينما سيراقب حركة الفيروس في بؤرة الإصابة بأيوا.
وقتلت إنفلونزا الطيور أكثر من 48 مليون طائر من الدجاج والديوك الرومية منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتركزت معظم الخسائر في أيوا كبرى ولايات إنتاج البيض في البلاد، مما أدى إلى زيادة أسعار البيض.
وأوقفت الصين استيراد جميع منتجات الدواجن الأميركية هذا العام بسبب المرض، في وقت فرضت دول أخرى في العالم قيودا على استيراد هذه المنتجات من أميركا.
وقد عبرت وزارة الزراعة الأميركية في الآونة الأخيرة عن رغبتها في تحسين طريقة تعاملها مع أسوأ إصابات لإنفلونزا الطيور تشهدها البلاد في الدواجن بعد تعرضها لانتقادات بسبب حالة الارتباك وبطء الاستجابة.
المصدر: الجزيرة