مزاميرُ النهر
ونواعيرُ الماءِ المُعطّلة
تضعُ أوزارَها جنبَ
ضلعٍ من ليلٍ مُهشّمٍ
ينأى بعيداً ..ينحتُ تاريخاً مؤرّخاً
بـ المجدِ الذي لم يُخلدْ بعد
تتباكى لياليه الألف
على مرأىً من مسافةٍ
تقفُ قرابينُه عاجزة
أمامَ تواطؤ مدرّجاتِ الأرق
تُسخَّرُ النبضَ بـ شهوةِ التعرُّق
على فسحةِ حلمٍ يتصدَّأ وريدُه
كُلما طفحَ الملحُ في الماءِ
وكُلما احتقنتِ المنازلُ بـ أعمدةِ النور
تُبقي أرائكَ مواعيدِهِ منبراً
تسمو بـ سخاءِ المطر
أنثرُها لهفةً فوقَ غنوةٍ ثملةٍ
تملؤها تجاعيدُ عطرٍ هشيم
رذاذُه المتطايرُ وقناديلُ المساء
ضيفا هوىً يستقلانِ
طاولةً مستديرةً
زواياها الأربعة تُداعبُ مُكعّباتِ الهواءِ
يتكوَّر عمرُها بـ رقمٍ مؤجَّل
وجنينُها غوايةُ فجرٍ
يُغني طفولتَه على منديلِ حنجرة
يُحاولُ ترتيبَ كلَّ الأشياء
فوقَ غيمةٍ لا تفتكُّ بـ قميصِ الضباب
طالما كان الـ شارعُ عريانَ الجسدِ
والشطآنُ حليفةَ أقداحِ النارِ
تؤنسُ غربتَهُ ..نجمةٌ مُغتربة
تغمرُ أقدامَها رمالاً مُترمّلة
وتُنبِئُ العشبَ المُقدَّسَ بـ تباشيرِ الارتواء
فوقَ مصاطبِ العصافير
تخشعُ عيونُها والطيور
لـ آلهةٍ مُبتهِلةٍ بـ نوافلِ النهر
وتُطيَّبُ ضفافِ الحلمِ
بـ رشّةِ عطرٍ وزخَّةِ مطرٍ رؤومٍ
قلمي