من المستحيل أن تعرف عدد الناس الذين يقيمون الآن في هذه القرية الجبلية الصغيرة في شمال العراق، قد يكون عددهم مئات، وربما آلاف يتجمعون فى منطقة شيقادي التى تحتوى على معظم الأقليات الايزيدية في العراق.

أمهات تهز أطفالهن الرضع وأسر تنام على الحصير في ظل مباني حجرية أو في ظلال الأشجار، ومعظمهم منتظرين خبراً ساراً يأتيهم من مدينة سنجار، التى تقع على بعد 280 كيلومترا غرب محافظة نينوى.

نِعَم، هي أم لسبعة أطفال، تجلس على صخرة، تضع يدها على ذقنها، تتذكر عائلتها، فعظمهم تقطعت بهم السبل ولازالوا في الجبال شمال سنجار، فهي جاءت لهذا المخيم مع واحد فقط من أبنائها، ليتبقى أربعة أبناء آخرين، وابنتين في جبال سنجار.

وفقا لمسؤولين في إقليم كردستان العراق، 45,000 عراقي على الأقل، بما في ذلك العرب والمسيحيين واليزيديين والشبك والتركمان الشيعة وغيرهم، فروا إلى المنطقة منذ فترة للهروب من الجماعات المسلحة التي سيطرت على سنجار واثنين من المجتمعات الأخرى. كردستان العراق هو بالفعل موطنا لأكثر من 300,000 نازح عراقي، و220,000 لاجئين سوريين آخرين.

استجابت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة UNHCR ومؤسسات إنسانية أخري لمساعدة اكبر عدد من اللاجئين، حيث زودتهم بما يلزم للمعيشة واشياء اخري مثل المراوح، وأباريق، والصابون وغيرها من مواد وزعت لدعم آلاف الأسر.

يوسف البالغ من العمر 41 عاما، مدرسا للغة الانجليزية من سنجار، يعد أكثر حظاً من كثير من جيرانه، حيث ان أسرته بأكملها المكونة من 7 ترافقه، فهم كانوا قادرون على الفرار سوياً.

يوسف، مثل آخرين وجدوا السلامة النسبية في إقليم كردستان أو أي مكان آخر في العراق، لا يزال يشعر بالقلق العميق إزاء الأقارب والأصدقاء والجيران الذين تركهم وراءه، حيث يقول مسؤولون حكوميون 30000 شخصا على الاقل فروا من سنجار إلى شمال سلسلة جبال المدينة.

أما نِعَم، فهي شديدة القلق على أبنائها وسط أنباء عن تعرض أطفال للموت في الجبال، وتقول: "لقد تحدثت معهم أمس،" واضافت "ولكن الآن لا أستطيع التواصل معهم، أعتقد ان هواتفهم المحمولة ليس بها المزيد من الشحن، وآخر مرة تحدثنا فيها قالوا لى انهم نفذوا من الماء والطعام".





كن الامل ..لمن تستطيع ان تكون عونا له..ساعد من يحتاجك.. لتكن بذرة امل في نفوس من فقد الامل