الجزائر لن تكون في "قلب الخطر" بل هي الخطر
في تحرك يبرز قمّة الحقد على الجزائر وشعبها، أقدمت أيادي الإجرام الإرهابي على ارتكاب مجزرة بحق مجموعة من العسكريين في عين جندل بولاية عين الدفلى، إثر كمين استهدف قافلة عسكرية بحسب ما أفادت به بعض وسائل الإعلام.تزامن هذه الجريمة الإرهابية مع احتفال الشعب الجزائري بعيد الفطر المبارك، يدلل مرّة أخرى على أن أيادي الإجرام الإرهابي لا تريد البتة للجزائريين أن يفرحوا ويحتفلوا بعيد من أعظم الأعياد وشعائر الإسلام، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية لا تربطهم أية علاقة بالدين الإسلامي الحنيف.
حقيقة، لقد أفسد الإرهابيون فرحتنا بالعيد، لأن من سقطوا شهداء هم آباؤنا وأبناؤنا وإخواننا.. وبالتالي فالثأر لهم واجب مقدس على كل الجزائريين، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي اتسمت بتصعيد إعلامي من قبل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" الذي توعد مؤخرا بشن حرب على الجزائر، عبر شريط فيديو تم تصويره في مدينة الرقة السورية التي أصبحت "عاصمة" للدواعش، وهو الشريط الذي حظي بتغطية هستيرية من قبل بعض القنوات الإعلامية المقاولة للفوضى ونشر الفتن في الوطن العربي والإسلامي.
لكن ما أثار انتباهي هذا اليوم هو الطريقة التي قدم بها موقع "ميدل ايست اونلاين" خبر المجزرة الإرهابية بولاية عين الدفلى، حيث عنونه كالتالي: "الجزائر تكتوي بنيران الإرهاب وسط تكتم رسمي"، وكأننا بالموقع المذكور المقرب جدا من مهندسي وممولي "الربيع العربي" والجماعات الإرهابية، قد ابتهج لإراقة دماء سليلي جيش التحرير الوطني، وأقول ذلك لأن الخبر تضمن الفقرة التالية: "ويرى مراقبون أن الحكومة الجزائرية تحاول التكتم على الهجمات الإرهابية التي تحدث في البلاد، لطمأنة المواطنين بأن الجزائر بمنأى عن التهديدات الإرهابية في حين أن الجزائر في قلب الخطر مع تنامي العمليات في الإرهابية في تونس والفوضى المتفاقمة في ليبيا."، فالموقع الإرهابي "ميدل ايست اونلاين" يُجزم بأن الجزائر "في قلب الخطر"، وهذا إنما يدل على أن هذا الموقع الإجرامي، مشارك في العملية الإرهابية الأخيرة وما سبقها وما قد يلحقها –لا قدر الله-، لكن ما حزّ في نفسي كثيرا هو أن بعض وسائل الإعلام "الجزائرية" عمدت إلى وصف هذه الجريمة الإرهابية النكراء ب"النوعية"، وأملي أن يكون استعمال هذا المصطلح ناجما عن جهل بقواعد اللغة والوطنية، لأن الإرهاب هو إرهاب وكفى.
لن أطيل كثيرا في هذا المقام، وأُفضل أن أتوجه للحاقدين على الجزائر وشعبها والداعمين بشكل مباشر أو غير مباشر لجماعات الشرّ الإرهابي، بالقول، إن الجزائر التي دحرت الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي لوحدها، وفي ظل حصار دولي غير مسبوق لها، وتواطؤ العربان مع الدمويين آنذاك، لا يُنتظر منها إلا محو ما تبقى من فلول الإرهاب، وهي في كل الأحوال لن تكون في "قلب الخطر" كما يتمناه الحاقدون عليها، بل ستكون أكبر خطر على الدواعش وداعميهم، لأن الجزائر التي قدمت ملايين الشهداء في الماضي والحاضر، ليس في قاموسها مصطلح "الركوع"، وهي التي ربّت أبناءها ولا تزال على رفع هاماتهم، والتسابق على الشهادة والتضحية حتى تظل الجزائر شامخة شموخ تضحيات شهدائها الأبرار الذين لحق بهم شهداء الجريمة الإرهابية الأخيرة.
زكرياء حبيبي