أتـلـومـنـي يــــا صـــاحِ إذ قـبـلـتها
أيــكــون ذنــبـي أنــنـي أحـبـبـتها
.
كــــلا فـلـسـتَ بـحـاكـمٍ ولأنــنـي
أُغـرقتُ فـي بـحرِ الـهوى وهـويتها
.
يــا صــاح فـعـدل إن حـكـمتَ لأنـهُ
شـــاءَ الإلـــه بــأن أكــون حـبـيبها
.
أنـا شـاعرٌ والـحبُ أُوغِلَ في دمي
نَـطَقَ الـتغزل فـي يـديكَ عشقتها
.
فـاسـئله كــم بُــتُ الـديـاجِ واقــفٌ
أبـكـي فـسل تـيكَ الـدموع وبـابها
.
سـلـها عـن الـهذيان كـيف نـطقتهُ
وامـــلأ دفــاتـرك الـجـواب جـوابـها
.
وســل الـنـهار إذِ الـنـهار يـقـودني
كـــم تـهـت إنــي حـيـنما فـارقـتها
.
وســل الـحـواريَ والـمـدائنَ كـلـها
كـم كـنت أحـلم لـو هـنا صـافحتها
.
صـدقـاً حـملتُ الـهمَّ كـيفَ حـملتهُ
طـول الـطريق إذِ الـشوارع طـفتها
.
يــا لائـمـي بالله فـاتـركني وســل
عــنـي الـمـساجد لـيـلها ونـهـارها
.
كــم بُــتُّ أرقــب فـرحة تـجتاحني
يــا لـيـت شـعريَ والـهلال هـلالها
.
وسـل المصاحف كم قرأتُ وسورة
مــتـوسـلاً يـــارب عــلِّـيْ أزورهـــا
.
سـل صـدريَ المشحون صبراً عَلَّهُ
فـي لـحظةِ الـتذكارِ يـظهرُ وشمها
.
وسـل الـدواعش والـطوائف هاهنا
كـــم رايــةٍ نـكَّـستُ حـيـنَ رأَيـتـها
.
تـعـلوا وتـرفـع فـوق وجـه مـدينتي
كـم ضـقت ذرعـاً بـعد إذ شاهدتها
.
واقــرأ إذا شـئـتَ الـحروف تـأوهت
وتـــألــمــت حــــــاءٌ وراءٌ قــافــهــا
.
مـــاذا أقـــول وكـلـمـا حــاولـت أن
أنـسى الـهيام أكـون إنِّـيَ شقتها
.
مــاذا أقــول وكـلـما تـسـعٌ مـضت
أبـكـي بـكـاءَ صـبـيةٍ فــي وضـعـها
.
تـبـكي الـمدائن كـلما قـصفٌ أتـى
مـــن إثــر ذلــك هــا أنــا ضـيَّـعتها
.
وإذا أتــــى يــومــاً إلـــيَّ بـنـهـفةٍ
أقـسوا عـلى نفسي إذا حاكمتها
.
حـتـى إذا بَـعُـدَ الـمسيرُ وتـاهَ بـي
سـفـري أحِــنُّ لأنـنـي مــا جِـئْتُها
.
بــهـديـةٍ تــزهـوا وتـلـمـع كَـالَّـتـي
بــيــدي الـــورود وبــاقـةٍ حـاكـيـتها
.
مــا إن دنـوتُ إلـى الـرياضِ بـلهفةٍ
أجــدِ الـزهـور تـفـتحت مــا حِـدتُها
.
وتــقـول أهـــلاً بـالـذي قــد جـائـنا
فـاقطف إذا شِـئْتَ الـجميع لأجلها
.
أسـطـورة الـتـاريخ أنــتِ يــا الـتي
كــجــمـال أروع صــــورةٍ لاقـيـتـهـا
.
هــلَّا عـلمتم مـن تـكون حـبيبتي؟
يـمـن الـتـي مــا إن أتـيـتُ بـكيتها
.
مــن بـعدِ حـربٍ والـدمار وقـصفهم
لــــم ألــتـفـت إلا وقـــد عـانـقـتها
.
لــم أنـتـبه والـجـرح يـنـزف كـيـفما
من لهفتي والشوق حين ضممتها
.
أوَّاهُ يـــا يــمـن الـعـروبـة أُضـرمـت
نــار الـعـدى ومــن الـركوعِ أقـمتُها
.
هــي ذي الـحـبيبة أولٌ بــل آخــر
رغـــم الـتـشـوه وجـهـهـا قـبَّـلـتُها
.
أقـبـلت والـشـوق الـكـبير يـلـفني
ورفــضـتُ كـــلَّا أن أسـامـرَ أخـتـها
.
هــذا أنــا أوفـيـتُ عـهـدَ صـبـابتي
حـسـب الـوفـاء بـأنـني مـا خـنتها
.
قـــول الـخـتام ومــا الـخـتام فـإنَّـهُ
أخـرجـتُ تـنـهيدَ الـحروف جـميعها
.
أتـلـومني مــا إن صـرخـتُ مُـهـللاً
ومـكـبراً بـاسـم الإلــه وبـاسـمها؟
.
ألـحبُ فـي زمـنِ الـجراح قصيدتي
يــمـن الـحـبـيبَّةِ هـكـذا أسـمـيتها
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
عبد العزيز حزام السامعي