فصول القدر
هلك البشر ،
وخفق القلم
وغرقت السّكينة ، في بُحور الألم
أترابٍ وأعراب
أعداء وأحباب
ورُهبان...........
تُصلّي في أروقة السُّكون
عبيد وخَدَمْ
مصائب ورزايا
محنٍ وبلايا
وكوارث تجلب الهم
قلوب استحالت الى حجر
لا نبض فيها
يضمحل بالرأفة والحنان
ولا أثر
وأرواح غارقة في أثباج الغم
نارٌ تلظى
أحرق ما تبقى من آمالي المنهكة
ذبتُ في أحضان يأسي
كلما أوحيتُ للظلام
ألبسني ثوب الذل والهوان
أجول وليس معي شيئ
سوى تنهيدة الألم
النجوم حزينة
والسماء أجهشت بالبكاء ،
تبكي سحق اللؤلؤ المكنون
تلبس ثوب الحِداد
لأجل القدس الحزين
وتمطر سواداً ودَمْ
أمة متردِّدة فات أوانها
منحنية الر أس ،
مخذولة الخاطر
شبابها في غيبوبة
تشتّتْ فيها نزع الأعراق
وشُيوخها في وهَم
هذا الزمن الغابر
نُسِجَ من الخيال
زمن أوهن من بيت العنكبوت
لا كرامة فيه ، ولا شرف
شُلّ فيه الضمير عن التفكير
صرخة الحجارة تُسمَعُ فيه
ولا يُسمع فيه صواريخ بنو صهيون
فيه تحولت الحجارة
إلى قذائف تهدّد العالم
دبابات العالم تحولت إلى جنائن ورد
تحمل المنطق العالمي المشلول
وجرائم العالم
عالم رمى الأخلاق في سلّة الذئاب
يتفرّج على مصير شعبٍ يُباد ظُلماً
لإستيراد حقه المغتصَب
يتلذّذ بصرخات الثكالى والأطفال
نداءات مُستغيثة تصلنا متهجِدة
من أرض الرّباط
أحلامهم دُفنت مع أجسادهم
وطفولتهم بُترَت من على شفاههم الجافة
غشيتهم نيّر الزمان
ونوائب الدهر
والقلب ينزف ، حيرة وندم
سُتون عاماً والصهائنة
في طغيانهم يعمهون
ويدعوني كي أتدلّى من غيمة أحزاني
وأُواري جثّة حرفي المذبوح
بين أجنحة النعام
لنا في كل يوم مواكب تسير
تزف شهيداً جديداً في فصول القدر
ولم تزل هكذا
حتى ينطق الحجر
أو يبكي القلم
م