..................أنشودة الرّحيل...................
هُنا على شطّ النهاية
حيث نقضي الأماسي
انحسر الظّل
وتعطّلت سِيرَة الحياة
كل النهايات مفتوحة على مصراعيها
كالاًّ من جحيم الشّقاء
باعتها التراتيل
وأنت أيها الحب الوديع
الذي ستأتيني عمّا قريب
وتصطحبني في رحلة المنام الأبدية
تقف مُطلّاً على دُرفات الحياة
مُحاطّاً بهالّة من الصلاحيات
فتُدنِيها المسافات برؤي الرحيل
وتربك ظُلمتها القانِية
دون عابئ بسكينة المارّ بها
ودون اعتراضٍ من طاغٍ
أو ناءٍ بالقدر
هات يمينك ؟
كي نعرّج الى السماء دون براق
حررني من قيود الحياة المُضجرة
قبل ان تتشوّه بشظفِ العيش
ومكائدها المتلاحِقة
لا تكن شريكاً لنوائب الدّهر ضِدي
وليس بإمكاني العيش
في حياةٍ مثقلة العبرات
أشعر معها بالخيبة والخُسران
وليس لي مُتسع من الوقت
يُوجب ضرورة الإنتظار
خُذني بالله ؟
واعفي أثري من هذا الوجود
حيث لا صوت هناك ولا صدى
أريد أن أنام دون فاتنات النجوم
الليل لا يجيد سوى الشحوب
يبعث عن اليأس
ويُغري خُطانا بالرّحيل
الأرض المسكونة بالأنهار
حَرَدَتْ عن النّبع
والسماء على قدر صدرها الواسع
فارت وغارت
النهار الذي حلمنا به خُلِق مُعاقاً
تعالَ ............؟
لا تخاف يا حبيبي ؟
اقترب مني؟
ضمني إلى حضنك
وخذ مني رُفات الحياة ؟
لترتاح قدمي من رجفة الأرض
الوقت لم يعد مُجدياً للغنج والدلال
وإهدار الساعات الطّوال
وحدي هنا على متن البهجة
يحرقني لهيب القلب
مخذول الخاطر
بلا يدٍ ولا نصير
الأرض تشتاقني
وأنّا والله على أُهبَة
لتضمني إلى رِفاقٍ
صاروا رُفاتاً
رحلوا بلا عودةٍ
في مواكبِ العائدين
جمال العامري