يا جِداراً يتلوّى مثل افعى
ووصالاً بينَ أهلي راحَ يَنْعى
باحتيالٍ ودهاءٍ شقَّ أرضاً
راحَ يجري
سالباً حقلاً وزرْعا
يحرمُ الفلّاحَ كَرْماً
يمنعُ الأغنامَ مرعى
في الروابي
ينفُثُ السُّمَّ زُعافاً
حينَ يسعى
رافِعاً سدَّاً وحدَّاً
فاصلاً ظِلّاً وجذعا
بفؤادي ،
يصرعُ الحلمَ ويطغى
ويحيلُ السَّفكَ قانوناً وشرعا
يُرسِلُ الآلاتِ مكراً ، يُطلقُ النيرانَ لسعا
يا جداراً عنصُريّاً ، يسرقُ الشمسَ نهاراً
يخطِفُ الدفءَ بلمحٍ
يزرعُ الظلماءَ شمعا
يتمطَّى
مانعاً حضناً وعشقاً
مُبْعداً بعلاً وزوجاً
فاصلاً زهراً وضوْعا
يتهادى
ضارباً سجناً كبيراً
داخلَ السجنِ حصارٌ
ثمَّ طوْقٌ إثرَ طوقٍ
فارضاً قمعاً فردعا
موجعاً صفعاً فسفعا
===========
حائطُ العزلِ اعتداءٌ
ثمَّ تكريسُ احتلالٍ
حارمٌ غيثاً ونبعا
يرتضي الأفنانَ قطعاً يشتهي الزيتونَ قلعا
يُسْقطُ الغربُ جِداراً
يحتفي فتحاً فوصلاً
يُرْجعُ الألمانَ جمعا
في فلسطينَ يُحابي
يمنحُ التقسيمَ عطفاً ثمَّ ضِرْعا
يزرعُ البُستانَ تكسيرا فجرحى
يُسقطُ الأحرارَ صرعى
يمنحُ المُحتلَّ تقطيعاً وضمَّاً
مُلقياً بالقمعِ روعا
يحرمُ المحتلَّ بيتاً مستقلاً
كاسراً في الصدْرِ ضِلْعا
=================
أرفضُ الأطواقَ إرهاقاً وقهراً
حاجزَ الفصلِ أُعادي
تهدمُ السورَ الأيادي
إنَّني بالعزمِ أقوى
بتُّ بِالإصرارِ أوعى
صرتُ طيراً
ضوعَ زهرٍ
يعبرُ الحائطَ شوقاً
يجعَلُ الإذلالَ طاقاتٍ ودرعا
ويحيلُ الحبَّ نسراً
ينقرُ السورَ بصبرٍ
يتهاوى السورُ صدعاً ، يَتَلاشى الصُلْبُ هزعا
حسين جبارة