(11) بغداد وملك بني العباس9412/1 ـ قال أبو الجوائز الكاتب: حدّثنا علي بن عثمان، قال: حدّثنا المظفّر بن الحسن الواسطي السّلال، قال: حدّثنا الحسن بن ذكردان، وكان ابن ثلاثمائة____________1- كنز العمال 12:294 ح35096.2- كنز العمال 12:295 ح35098.3- كنز العمال 12:296 ح35101.4- كنز العمال 12:296 ح35103.وخمس وعشرين سنة، قال: رأيت علياً (عليه السلام) في النوم وأنا في بلدي، فخرجت إليه إلى المدينة، فأسلمت على يده وسمّاني الحسن، وسمعت منه أحاديث كثيرة، وشهدت معه مشاهده كلها، فقلت له يوماً من الأيام: يا أمير المؤمنين اُدع الله لي، فقال: يا فارسي إنّك ستغمر وتُحمل إلى مدينة يبنيها رجل من بني عمّي العباس تسمّى في ذلك الزمان بغداد، ولا تصل إليها، تموت بموضع يقال له المدائن، فكان كما قال (عليه السلام) ليلة دخل المدائن فمات(1).9413/2 ـ مسعدة بن اليسع، عن الصادق (عليه السلام) في خبر، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مرّ بأرض بغداد، فقال: ما تُدعى هذه الأرض؟ قالوا: بغداد، قال: نعم، يُبنى هاهنا مدينة وذكر وصفها، ويقال: إنّه وقع من يده سوط، فسأل عن أرضها، فقالوا: بغداد، فأخبر أنّه يُبنى مسجد ثمّ يقال له مسجد السوط(2).9414/3 ـ قال علي (عليه السلام) في واقعة بغداد كأنّه يشاهدها ويقول فيها: والله كأني أنظر إلى القائم من بني العباس وهو يُقاد بينهم كما يُقاد الجزور إلى الأضحية، ولا يستطيع دفعاً عن نفسه، ويحه ثمّ ويحه ما أذلّه فيهم لاطراحه أمر ربّه وإقباله على أمر دنياه، ويقول: والله لو شئت لأخبرتكم بأسمائهم وكناهم وحُلاهم ومواضع قتلاهم ومساقط رؤوسهم(3).9415/4 ـ عن علي [(عليه السلام)]: ستكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيلة وقطربل والصراط، يشيّد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب، يقال لها بغداد، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة اُمّتي، أما أنّ هلاكها على السفياني، كأنّي بها والله قد صارت خاوية على عروشها(4).____________1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 263; البحار 41: 307.2- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 264; البحار 41: 308.3- احياء الاحياء 4: 202; كشف الغمة، في اخباره بالمغيبات 1: 278.4- كنز العمال 11: 161 ح31038.
الصفحة 465 9416/5 ـ عن علي [(عليه السلام)]: تكون مدينة بين الفرات ودجلة، يكون فيها ملك بني العباس، وهي الزوراء، يكون فيها حرب مفظعة، تسبى فيها النساء ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم(1).9417/6 ـ عن علي [(عليه السلام)]: ما لي ولبني العباس شيَّعوا اُمّتي وسفكوا دماءها وألبسوها ثياب السواد، ألبسهم الله ثياب النار(2).9418/7 ـ العلاّمة الحلّي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): في باب إخبار مغيّبات أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن ذلك إخباره بعمارة بغداد وملك بني العباس وأحوالهم، وأخذ المغول الملك منهم، رواه والدي وكان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل لما وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها، هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلاّ القليل، (فكان) من جملة القليل والدي (قدس سره)السيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيلية، وانفدوا به شخصاً أعجمياً، فانفذ السلطان إليهم فرحاناً مع شخصين: أحدهما يقال له نكلة والآخر يقال له علاء الدين (وقال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي (قدس سره): إن جئت وحدي كفى؟ فقالا: نعم، فاصعد معهما، فلما حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة، قال له: كيف قدمت على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم، وكيف تأمنون أن يصالحني ورحلت عنه؟ فقال والدي: قدمنا على ذلك لأنّا روينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال في خطبة الزوراء: وما أدراك ما الزوراء أرض ذات اُتل يشيّد____________1- كنز العمال 11: 162 ح31041.2- كنز العمال 11: 162 ح31042.
الصفحة 466 فيها البنيان وتكثر فيها السكان، ويكون فيها مخادم وخزان يتّخذها ولد العباس موطناً ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور الجائر والخوف المخيف، والأئمة الفجرة والاُمراء الفسقة والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منكر إذا نكروه، تكفي الرجال منهم الرجال والنساء بالنساء، فعند ذلك الغم العميم، والبكاء الطويل، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، وهم قوم صغار الحدق وجوههم كالمجان المطرّقة، لباسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم، جهوريّ الصوت قويّ الصولة عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينة إلاّ فتحها ولا ترفع عليه راية إلاّ نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتّى يظفر.فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيّب قلوبهم، وكتب لهم فرماناً باسم والدي (قدس سره)يطيّب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها(1).9419/8 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ألا وانّ للباطل جولة وللحقّ دولة واني ظاعن عن قريب، فارتقبوا الفتنة الأموية والدولة الكروية، ثمّ تقبل دولة بني العباس بالفزع والبأس، وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات، ملعون من سكنها منها تخرج طينة الجبابرة، تعلى فيها القصور وتسبل الستور ويتعلون بالمكر والفجور فيتداولها بنو العباس ملكاً على عدد سنيّ الملك، ثمّ الفتنة الغبراء والقلادة الحمراء...(2).9420/9 ـ الشيخ البهائي: رأيتُ في بعض التواريخ ما صورته من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في زوال دولة بني العباس:____________
الصفحة 467