يمارس الجزائريون حزمة عادات أصيلة في غرّة عيد الفطر، وتصطبغ هذه العادات بكثير من الحنين والحميمية، وتأخذ أشكالاً رمزية كطهي خبز الدار وحلق الشعر وهما تقليدان يطبعان مناطق «الأوراس» و«جرجرة» والعديد من الحواضر الأخرى.
وشهد عيد الفطر هذا العام تكريساً لما يعرف بالمائدة الصباحية، فبعد تأدية العوائل زيارات ترحّم على أرواح ذويهم في المقابر مباشرة مع الخيوط الأولى للصباح، شرع المصلّون الذين لبسوا أحسن الثياب مع التطيب، في التكبير والتهليل عبر مكبرات الصوت، إيذاناً باقتراب موعد صلاة العيد التي أقيمت كالعادة في مساجد عامرة، علما أنها كانت تؤدى سنوات من قبل في الميادين والساحات، لكن تردي الوضع الأمني دفع السلطات لحظر صلاة العيد خارج الجوامع.
روح الطفولة
وبالجامع الكبير، كما في مساجد «طريق العبادة»، «صلاح الدين الأيوبي» و«عبد الحميد بن باديس»، ركّز الخطباء على أهمية إحياء قيم العيد من تغافر وتراحم بين جموع المؤمنين، وأوّل ما اهتم به الناس بعد المعايدات، هي العودة إلى المنازل وتهيئة الأهل، لاستقبال المهنئين، وزيارة الأقارب والأصدقاء المقيمين في الجوار.
وعرفت الموائد الصباحية تحلق ما يربو عن خمسين شخصاً من أفراد الأسرة لتناول فطور أول أيام العيد، بينما راح الأطفال يقفزون فرحاً بملابسهم وألعابهم الجديدة وشرعوا في التردد على بيوت الجيران والأقارب للاحتفال بالنافلة وليأخذوا العيدية من أهلهم وأقاربهم، قبل أن يشنوا غزواً كاسحاً لمحال اللعب ويحاصرون بائعي «لحية بابا»، وينطلق الصغار إلى ساحات الألعاب لركوب دواليب الهواء والمراجيح.
طقوس
واختارت الجمعيات الخيرية والفرق الكشفية والإذاعة المحلية أداء زيارات تضامنية إلى المستشفيات ودور العجزة لإدخال الفرحة إلى قلوب المرضى والكادحين ومنحهم مكرمات وهدايا العيد.
وغالباً ما تبدأ زيارة الأقارب والأرحام، خصوصاً بعد الظهر إذا كانوا يقيمون في أماكن أو مدن بعيدة، لكنّ هناك طقوساً معينة تبدأ فيها الاستعدادات للعيد قبل وصوله، ويختلف الأمر في القرى عن المدن، أين يعكف الأطفال على ترديد أناشيد وأهازيج شعبية وهم يلهون في الأزقة والشوارع.
وهناك من الحلويات ما يعجز اللسان عن حصره أوعده، ويبقى إعدادها خاضعاً لميزانية كل عائلة، لأن أغلبها يصنع باللوز الحاضر الأكبر في حلويات العيد، لكن تفضل ربات البيوت وأمام التهاب أسعار هذه المواد، التوجه نحو محال صناعة وبيع الحلويات للحصول على الكميات المطلوبة من الأنواع الممتازة لأصناف الحلويات التي تزين موائد العيد السعيد.