يا أمَّ دجلة
د.إبراهيم مصطفى الحمد
لاتقطعي الوصلَ قلبي ليس يحتمـــــل ********* على فمي تورقُ الأحلامُ والقُبَــــــــــلُ
لي في عيونِكِ دنيا كلُّها أمـــــــــــــلُ ******* وعنفوانُ غرامٍ مورِقٌ خضِـــــــــــــلُ
لاتغمضي تلكما العينينِ، سيدتــــــــي ******* دعي فؤادي بهذا السحرِ يرتحـــــــــلُ
مهلاً سأشربُ من بلواهما سَقمــــــــي ****** وأنتشي حين يهمي منهما الوشــــــــلُ
عذبٌ هواكِ، هواهُ ، آه يُخـجلنـــــــــي ******* هذا التشظّي، وهـذا القــلبُ ينتــقــــــلُ
ماذا أُسميكِ يَاالأسماءُ في يدِهـــــــــــا ******* سربُ الحمام على الشطين ينجــــــدلُ
بلى، وأفديكِ نفسي، وهي مهزلــــــــةٌ ******* أن لا أُسمـيكِ بــغــداداً وأشتعــــــــــلُ
يا أم دجلــةَ لـي عمــرٌ يقلّبـُـنــــــــــي ******** تهبُّ أفراحهُ عَجْــلى، وتــرتحــــــــلُ
لا صبحَ ينمو على جفني فأحبســــــهُ ******** دريئةً حينما عينـــــــاك تكتحِــــــــــلُ
ولست مِمَّن على ضيمٍ يضمِّدهــــــــا ********جراحُهُ فجراحي كُلُّهــــــا مُقَــــــــــــــلُ
قواربٌ أم قلوبٌ سِرْنَ في نهَــــــــــرٍ ********* أمواجُهُ بسماءِ اللّهِ تتّصـــــــــــــــــــلُ
يجري فتحضنُهُ كفّاك تلثـمُـــــــــــــهُ ********* عيناك، يغســـلُه فجــرٌ فيـــنفعـــــــــلُ
لو غابتِ الشمسُ تنسى من أشعَّتِهـــا ******* على الضفافِ، لعمري هكذا الغــــــزَلُ
سِراً يلاقي حصاهُ النجمُ، ربّتَمـــــــــا ********* نقْرُ النجومِ على وجْهِ الحصى قُبـــــَلُ
كم علّلوه بأنَّ البـــدرَ يعشقـُــــــــــــهُ ********* وكـمْ رأوهُ به نشـــــوانَ يغتسِــــــــــلُ
حتى تراءى سرابَ الموجِ يغزلـُـــــهُ ********* على رموشِ العذارى دمعُه الثمِــــــلُ
فنحن ننسى إذا متنا أياديَنــــــــــــــــا *********وأعيناً بـــدموع العشــــقِ تبتــهـــــــلُ
وربما قد نهضنا من مقابرِنـــــــــــــا ********* لو قالتِ امرأةٌ يا عاشقونَ ، صِـلـــــوا
لأننا ملحُ هذي الأرض مُذْ وُجِـــــدَتْ ********* ومُذْ أنَرْنا دُروبَ الناسِ إذْ جَهِلــــــــوا
لو يفسدُ اللحمُ بعضُ الملحِ يصلحُــــهُ ********* مَنْ ذا سيصلحُ مِلْحاً شابَهُ عَطَــــــلُ؟
ياعاصبَ الجرحِ في أعماقِهِ كِبَــــــراً ********* إلى متى ، والرزايا فيكَ تحتفـــــــــلُ
إنَّ الرزايا جبالٌ ، أقبلتْ سُحُبــــــــــاً ********* بعضٌ ببعضٍ على مرماكَ تنجــــدِلُ
جاؤوا كخيطِ نمالٍ من محاجرِهِــــــم ********* واستَذأبوا، واستباحوا،هدّموا.. قتلوا
وكنتَ تهزأ ُ كِبراً من تناسلِهـــــــــــم ********* على ضِفافِكَ حتى احمرّتِ السُّبُــــــلُ
وباتَ حفلُ المنايا في شوارِعِنــــــــــا ********* طَبّالُهُ هُبَلٌ ، زَمّارُهُ هُبَــــــــــــــــــلُ
هذي خميرةُ قابيلٍ ،غدتْ أممـــــــــــاً ********* فيها جميعُ لغاتُ الحقدِ تُخْتـَـــــــزَلُ
ونحنُ بِتنا لهــذا الحقــدِ مِرْجَلَــــــــــهُ ********* بغدادُ صرنا ،ببعضٍ فيكِ نقتتــــــــلُ
يَـلــُمُّ أشلاءَنـــا تاريخُنـا خجِــــــــــلاً ********* وشَرُّ مايجتني حُرٌّ هو الخجـــــــــــلُ
وألفُ شِمْــرٍ رمى في النهرِ صخرتَهُ ********* من أدمعِ الأرضِ حتّى شاختِ المُقَلُ
بُحَّتْ مآذِنُ أهلي ٌ، وهيَ تَلعنُهــــــــمْ ********* هم والذينَ على أعقابِهم نزلـــــــــوا
لامرحباً أيُّها الآتونُ من سقَـــــــــــــرٍ ********* في جنّتي ، مالكم أرضٌ ، ولا أهَــــلُ
في جنّتي يزرعُ العُشّاقُ أفئـــــــــ،ــــدَةً ********* وفوقَ آثارِهِمْ تُستَنبتُ المُثـُـــــــــــلُ
ولستُمو غيرَ غيرِ الصاعدينَ إلــــــى ********* ذُرا المعالي ، ويحدو خطوَكم جُعَـــلُ
ألا صلاحٌ لهــذا الديـــنِ، يَعْمــــــــرهُ ********* أمْ أنّ تاريخَنا الميمونَ مُنتحَــــــــلُ؟
أم أنّنا أُمّةٌ سُدَّتْ مَنابتُـــــــــــــهــــ ا ********* فليسَ يولَدُ من أرحامِهــــــا بَطَـــلُ
لكنها صرخةٌ، في الأرضِ نُطلقُهــــا ********* بغدادُ عشقٌ، فهل من عاشِقٍ يَصِلُ