Thursday 17 May 2012
المالكي يلغي طلبه بسحب الثقة من المطلك تمهيدًا لحل الأزمة السياسيّة
أعلن في بغداد اليوم عن سحب رئيس الوزراء نوري المالكي لطلب كان تقدم به إلى مجلس النواب لسحب الثقة من نائبه صالح المطلك الذي التحق بمكتبه فعلا في مجلس الوزراء في خطوة تمهد لحل الأزمة السياسية في البلاد.
أعلن ياسين مجيد النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن رئيس الوزراء قد سحب طلبه إلى مجلس النواب بسحب الثقة من نائبه القيادي في العراقية صالح المطلك الذي التحق بمكتبه في مجلس الوزراء وسيعود إلى اجتماعات الحكومة اعتبارًا من جلسة الثلاثاء المقبل. وأضاف مجيد في تصريحات اليوم ان المالكي ارسل كتابا إلى رئاسة مجلس النواب يوجه فيه بسحب الثقة من نائبه صالح المطلك والذي كان تقدم به اثر وصف هذا الاخير له بالدكتاتور.
وكانت هذه الخطوة متوقعة بعد أن مهد المطلك لعودته إلى ممارسة مهامه نائبا لرئيس الوزراء والموقوف عنها منذ ستة أشهر، في تصريحات أدلى بها امس خلال مقابلة مع فضائية "العراقية" الرسمية قال فيها انه اذا التقى المالكي فإنه سيحتضنه ويقبله مشددا على أنّه لا خلاف شخصيا له معه مشيدا بإدارته لاجتماعات الحكومة.
وجاء كلام المطلك بعد اربعة أيام من تأكيد المالكي أن قضية المطلك سياسية يمكن أن تحل بالحوار وهو امر سيتم قبل انعقاد المؤتمر الوطني لحل الأزمة السياسية والمنتظر انعقاده مطلع الشهر المقبل. ومن المنتظر ان تمهد هذه المقابلة لعودة المطلك إلى المشاركة في اجتماعات مجلس الحكومة ابتداء من الثلاثاء المقبل بعد توقف استمر حوالى ستة أشهر.واعتبر المالكي الأحد الماضي أن قضية المطلك سياسية وقابلة للحوار فيما أكد أن قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بالارهاب قضائية ولا يمكن إدراجها ضمن أي حوار سياسي.
وقال المالكي في تصريح حول الموقف من طلب ادراج قضيتي طارق الهاشمي وصالح المطلك في الاجتماع الوطني المرتقب إن "موضوع الهاشمي مرجعه القضاء العراقي ولا يمكن إدراجه ضمن أي حوار سياسي أو اجتماع وطني أو مساومات لأنه يتعلق بدماء الناس الأبرياء" مضيفا "أما قضية المطلك فهي سياسية قابلة للحوار وليست قضائية".
وأضاف المطلك في المقابلة التي يبدو انها رتبت لتمهد الطريق لتصالحه مع المالكي من اجل التخلي عن طلبه من مجلس النواب أن رئيس الوزراء يدير جلسات مجلس الوزراء بمهنية عالية مؤكدا أن المالكي يتمتع بوطنية عالية وأن خلافه معه ليس شخصياً وإنما يخص تأسيس بعض الأجهزة الأمنية.
وقال انه يتفق مع المالكي على وحدة العراق وانه غير قابل للتجزئة والانفصال. وأضاف ان مع بقاء الوضع السياسي الراهن على حاله فإنه سينسحب من العملية السياسية باكملها "لانني لا اريد ان احرج مع الشعب ان كنت غير قادر على فعل شيء".
وأشار رئيس جبهة الحوار الوطني ضمن الكتلة العراقية إلى ان للمالكي مواقف وطنية عديدة ولولا تلك المواقف ما وضعت يدي بيده " لكن هناك مواقف اخرى لم تكن موفقة وعلينا الاتفاق عليه.
وشدد على ضرورة التعاون من اجل تحقيق المصالح العليا للبلاد.وأكد أنه ليس لديه خلاف شخصي مع رئيس الوزراء نوري المالكي، مبينا أن العلاقة بينهما "جيدة" نافيا وجود خلاف شخصي بينهما مؤكدا أنه "مع المالكي في الكثير من القضايا". وأشار إلى انه "لا يحمل في قلبه ضغينة تجاه المالكي على الرغم من المضايقات التي حصلت منه".
وقد حاول المطلك الافلات من سؤال عن الكيفية التي سيتصرف بها فيما اذا التقى المالكي صدفة وسأل المذيع الذي اجرى المقابلة معه عن السبب الذي يدفعه إلى تكرار هذا السؤال والالحاح عليه.. لكن المطلك رد أخيرا بالقول " سأحتضنه وأقبله".
وخلال حديثه وصف المطلك المالكي بأنه "الاخ أبو أسراء".وأوضح ان للمالكي مواقف وطنية مشهودة وهو يدعو إلى وحدة العراق وسيادة القانون "وأنا ادعو لذلك ايضا" ولكن هناك له مواقف اخرى يجب التعاون لتحقيقها ومنها العدل وضرورة التعاون مع الشركاء السياسيين لتصحيح مسار أجهزة تسيء إلى البلد.وكانت الأزمة بين ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والقائمة العراقية بزعامة علاوي قد تصاعدت منذ أواخر العام الماضي عقب إصدار مذكرة قبض بحق القيادي في العراقية الهاشمي بتهمة"الإرهاب" فضلاً عن تقديم المالكي طلباً إلى البرلمان بسحب الثقة من المطلك بعد وصفه المالكي بأنه "دكتاتور لا يبني" الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديم طلب إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في ال 29 كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب وفي السادس من شباط (فبراير) الماضي إنهاء مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.
Elaph