وهنا لا نتحدث عن الصومال وعاصمته مقديشو، بل عن أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عن الصومال العام في 1991. وعزلت هذه البلاد الصغيرة ذاتها عن الاضطرابات والشؤون السياسية، ويعيش في هرجيسا الغنية بالألوان والتنوع 800 ألف شخص.
وتسير في شوارعها الدواب وسيارات الدفع الرباعي، فيما تمشي النساء بالقفطانات الملونة بصحبة شيوخ العشائر ورجال الأعمال وسائر سكان المدينة. وتم بناء هذه المدينة بتمويل من سكانها المهاجرين في شتى أصقاع الأرض.
وقال مارك رولات، سائح مرّ في هرجيسا أثناء جولته العالمية، إن الاهتمام الذي يتلقاه السائح في هذه المدينة من قبل الزوار لم يتأثر بكونها محسوبة على الصومال، الذي يعاني أهله من الحرب الأهلية والمجاعة منذ سنوات طويلة.
وتعتبر هذه المدينة مزيجاً من الثقافة الإسلامية المحافظة، والأسواق الشعبية، والمباني الحديثة حيث توجد المقاهي والصالات الرياضية المكييفة. ويرحب أهالي المدينة بالزوار الأجانب بحفاوة. وأوضح رولات أن "السكان المحليين يرحبون بالسياح بحفاوة، ويتمتعون بحيوية وتفاؤل تجاه وضع دولتهم الذي يسمح لهم بأداء الأعمال".
لكن هذا لا يعني أن هذه المدينة الصغيرة لا تعاني من مشاكل تفوق حجمها، وخصوصاً أن عدم الاعتراف الدولي بهرجيسا يحرمها من أن تكون جزءاً من الأنظمة المالية العالمية أو تلقي الدعم الدولي مادياً، ما يؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة بين شبابها بنسبة 75 بالمائة.
منقول