First Published 2010-06-14, Last Updated 2010-06-14 11:01:14
الدخان أعلى من قمة البرلمان
نواب التيار الصدري يهددون برشق السفير الاميركي بالاحذية
حسن العلوي يتهرب من رئاسة الجلسة تخلصا من قراءة بيان يقر بتكليف تحالف الاحزاب الدينية تشكيل الحكومة.
بغداد - قالت مصادر برلمانية عراقية ان نواب التيار الصدري "40 مقعدا" هددوا برشق السفير الاميركي كريستوفر هيل بالاحذية اذا حضر الجلسة" البرلمانية الاولى.
لكن لم يتم التاكد من حضور السفير الاميركي للجلسة الشكلية للبرلمان العراقي التي انتهت الاثنين، وهو البرلمان الثاني منذ الاجتياح الاميركي للبلاد ربيع 2003.
وكان المجلس بدأ في وقت سابق الاثنين جلسته الأولى ضمن دورته التشريعية الجديدة برئاسة فؤاد معصوم النائب عن التحالف الكردستاني وذلك بعد اعتذار النائب الأكبر سنا حسن العلوي من ائتلاف العراقية عن ترؤس الجلسة بسبب المرض.
لكن معلومات من داخل القائمة العراقية أشارت الى ان الاعتذار جاء بسب الطلب منه قراءة بيان يعلن تحالف ائتلافي الوطني ودولة القانون الكتلة البرلمانية الأكبر ما يشكل إحراجا كبيرا له، حيث مازالت قائمته (العراقية) تعتبر نفسها الكتلة الأولى الفائزة بالانتخابات.
وبقيت الجلسة مفتوحة واقتصرت على اداء القسم للنواب الجدد بعد مئة يوم من الانتخابات التشريعية.
وحضر الجلسة الأولى للبرلمان رؤساء الكتل والائتلافات البرلمانية والنواب.
وأدى جميع أعضاء البرلمان البالغ عددهم 325 نائبا اليمين الدستورية باستثناء نائبي رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وجميع أعضاء الحكومة الفائزين بالانتخابات التشريعية التي نظمت في 7 مارس - آذار الماضي، بسبب كونهم أعضاء في السلطة التنفيذية.
ورفع الرئيس المؤقت لمجلس النواب العراقي فؤاد معصوم الجلسة بعد وقت قصير من انعقادها، على ان تبقى مفتوحة لحين تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وقال معصوم في كلمة قصيرة إن"جهات عدة لا ترغب بنجاح الحياة السياسية في العراق"، داعياً إلى تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن لتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين وضمان عدم ضياع أصوات الناخبين.
ولوحظ أن نواب التحالف الكردستاني أدوا اليمين الدستورية باللغة الكردية وهو أمر يحدث للمرة الأولى في العراق، كما شهدت الجلسة مصافحة بين زعيمي ائتلافي العراقية ودولة القانون إياد علاوي ونوري المالكي. كما لوحظ غياب رئيس الجمهورية جلال الطالباني لأسباب غير معروفة فيما حضرها نائباه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي.
وحضر الجلسة سفراء اجانب وعرب وممثل الامين العام للامم المتحدة آد ميلكرت وممثل الجامعة العربية ناجي شلغم ورجال دين وشخصيات سياسية وزعماء عشائر.
وقال معصوم بعد اداء القسم للنواب الجدد باللغتين العربية والكردية "كان من المفروض ان ننتخب هيئة الرئاسة للمجلس وحسب المشاروات التي اجريناها صباح اليوم، وجدنا ان هناك حاجة الى مزيد من التشاور".
واضاف "لذلك، تبقى الجلسة مفتوحة".
وتابع ان "الناخبين الذين جازفوا بارواحهم يتطلعون الى ان نسرع في تشكيل الرئاسات الثلاث".
ولم تستغرق الجلسة سوى ربع ساعة.
وكان البرلمان السابق ابقى العام 2005 جلسته الاولى مفتوحة مدة 41 يوما.
ويتعين على البرلمان انتخاب رئيسه ونائبيه والرئيس الجديد للجمهورية الذي يقوم بدوره بتكليف زعيم اكبر كتلة نيابية بتشكيل الحكومة المقبلة.
لكن سياسيين ودبلوماسيين يعربون عن اعتقادهم بان الجمود السياسي في البلد لن ينتهي قبل عدة اسابيع للتوصل الى اتفاق شامل بشأن توزيع المناصب الرئيسية في الدولة.
ومطلع حزيران- يونيو صادقت المحكمة الاتحادية، ارفع هيئة قضائية في البلاد، على نتائج الانتخابات التي تؤكد فوز رئيس الوزراء الاسبق الليبرالي اياد علاوي (91 مقعدا)، مقابل 89 مقعدا نالها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
ويعتبر علاوي تكليفه تشكيل الحكومة حقا دستوريا لكن الاندماج بين "ائتلاف دولة القانون" و"الائتلاف الوطني العراقي" تحت مسمى "التحالف الوطني" (159 مقعدا) سيحرمه من ذلك لان التحالف اصبح يمثل القوة الرئيسية في البرلمان حاليا.
الا ان الكتلة الشيعية المدعومة من ايران التي يمكنها الاعتماد على دعم الاكراد لنيل غالبية كبيرة في البرلمان، ما تزال تشهد مفاوضات متعثرة للتوصل الى اتفاق على مرشح واحد الى منصب رئيس الوزراء.
وكان دبلوماسيون غربيون قالوا انهم لا يتوقعون "تشكيل الحكومة قبل بداية رمضان" الذي يبدأ في حوالى العاشر من آب-اغسطس.
ولا ينص دستور العراق كما الحال في لبنان، على توزيع المناصب الرئيسية في الدولة على اسس طائفية، لكن الآراء قد استقرت منذ 2005 على ان يحصل السنة والاكراد على رئاسة الدولة والبرلمان.
وتعول بعض الكتل على تدخل اميركي يساعد على حلحلة الامور لانتخاب الرئاسات الثلاث ضمن صفقة واحدة.
وفي هذا السياق، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الجمعة ان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان سيزور العراق الاسبوع الحالي لاجراء محادثات تتعلق بتشكيل الحكومة.
وقال ان فيلتمان "سيبحث التطورات في البلاد" وسيركز خصوصا على عملية "تشكيل الحكومة".
واضاف "سيلتقي مسؤولين عراقيين وموظفي السفارة والقوات الاميركية لتقييم التقدم الحاصل في تحول علاقتنا مع العراق (...) نحو شراكة مدنية".
ومن المقرر سحب جميع الوحدات القتالية من العراق بحلول مطلع ايلول-سبتمبر والبالغ عديدها اربعين الف عنصر مقابل تسعين الفا حاليا.
ومن المقرر ان يعود فيلتمان الى واشنطن في 18 حزيران/يونيو.
ميدل ايست اونلاين