اكتشف فريق اثري فرنسي-سعودي على كمية هائلة من الصلبان المنقوشة على صخور في صحراء المملكة العربية السعودية، وهي أدلة ملموسة تؤكد وجود المسيحية في الجزيرة العربية في القرن الخامس ميلادي تقريبا.
وتتضمن النقوش على عدد من الأسماء المذكورة الكتاب المقدس في عهديه القديم (التوراة) والجديد (والانجيل)، وقد تكون اسماء الشهداء الذين قتلوا في موجة من الاضطهاد ضد المسيحيين بين السنوات 470 – 475 ميلادي. وتم اكتشاف النقوش على جبل "كوكب" في منطقة نجران جنوب غرب المملكة العربية السعودية القريبة من الحدود اليمنية. وتمتد النقوش على مساحة 1 كيلو متر مربع، وتبدو ككتابة محلية باللغة الآرامية، او ما يُسمى بالنبطية العربية القديمة التي اشتقت من الحروف الآرامية قبل الاسلام. ويلفت النظر الى وجود اسماء "مرتد" و "رابي" منقوشة على الصلبان، وكلاهما موجودان في قائمة شهداء نجران، في كتاب ما يسمة "الشهداء الحِميَّريون". وكانت المسيحية قد بدأت في الانتشار في الجزيرة العربية في القرن الرابع ميلادي، وفي القرن السادس وصلت الى منطقة الخليج، نجران وساحل اليمن. بعد ذلك قام يوسف أسأر، وهو يهودي معروف بإسم يوسف ذو نواس الحِميَّري، بالاستيلاء على السلطة في مملكة حميِّر التي كانت منقسمة بين المسيحيين واليهود والوثنيين، وقتل المسيحيين في مجزرة عرفت بمحرقة نجران. وأرسل المسيحيون نداءً الى خالب، ملك اثيوبيا، فقام بتنظيم حملة عسكرية لانقاذ المضطهدين، فهزم يوسف ذو نواس وقتله. وتم تأسيس مملكة مسيحية في الجزيرة العربية باعتبارها محمية اثيوبية، واستمرت حتى غزاها الاسلام.
كاردينيا